هل يقبل أقباط مصر أن يشارك «سوابق» فى اختيار البابا الجديد؟!
شرفت برؤية قداسة البابا شنودة مرتين آخرهما حين أجريت معه حواراً فى مطار العاصمة الأمريكية واشنطن حين توقف بها قبل بضع سنوات وأذكر كيف أن المطار قُلب رأساً على عقب حين ازدحم من علم بتوقفه - بمن فيهم موظفو وحراس المطار من الإثيوبيين والذين تركوا أشغالهم وهرولوا فى مشهد أذهل القائمين على أمن المطار - ليحظوا ببركات منه،
ومازلت أحتفظ بخزانتى بهدية منه لفافة دانتيل بداخلها حلوى الملبس وعلقت عليها بأناقة صورته وتمنياته، أتذكر جيداً كلماته التى نشرتها وقتها، ولا أستطيع منع نفسى من الابتسام كلما تذكرتها، وهو الذى عرفت عنه خفة الظل الممزوجة بذكاء ناهيك عن علمه وثقافته الواسعة، ولن أخوض الآن فيما كانت تمثله هذه الهامة فهو فى غنى عن شهادتى، ولكنى فى الوقت ذاته لا أستطيع منع نفسى من مرارة غصة ألم أحسب أن كل أقباط مصر، بل إن المصريين جميعهم يشاركوننى إياها ليس فقط لفقد عزيز غال كقداسته، ولكن حين يعلمون مثلى أن أحداً ممن سيتم منحهم شرف التصويت على اختيار بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المصرية الجديد أول وأعرق كنيسة فى العالم، هو فى الواقع سوابق، نعم أعنى نائب السوابق طارق شاكر والمدان فى جريمة احتيال مخلة بالشرف ومازال حسب ملفات محكمة كاليفورنيا تحت المراقبة حتى نوفمبر المقبل، ولا أخفى عليكم أننى عندما اتصلت بالمستشفى قبل عدة أسابيع، حيث كان قداسة البابا شنودة يعالج فى زيارته الأخيرة لأمريكا وكنت أريد أن أطمئن على صحة قداسته وأسأل عن حقيقة مزاعم يروجها - ومازالوا للآن أصحاب طارق شاكر فى لوس أنجلوس بأنه مسنود من شخص بعينه بالكنيسة - وذكروا اسمه – وهو ما نفاه لى أحد رجالاتها لاحقاً، ولكن الصوت الباكى لمحدثى على الجانب الآخر من الهاتف وهو يبلغنى «خلاص سيدنا سيعود فى الغد الى مصر، نجيب ساويرس أرسل طائرة خاصة لتقله» ألزمنى الصمت. واليوم تحديداً وبعد انتقال البابا شنودة بسلام وحين تبدأ إجراءات ديوان البطريركية لإعداد جدول قيد أسماء الناخبين، والتى ستشمل أعضاء مجلس الشعب الحاليين من الأقباط، وحيث الشرط الأول لاختيار جميع الناخبين الأقباط «أن يكون مصرياً قبطياً أرثوذكسياً معروفاً بصادق إيمانه واتصاله المستمر بالكنيسة وألاَّ يكون قد سبق الحكم عليه فى