عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

" ثورتنا في بيت الطاعة الأمريكي .. “

قبل ايام جمعتني دعوة عشاء الي جوار مسئول عسكري امريكي رفيع , وبالطبع  لم امنع نفسي وقد عرف المسئول  هويتي بفضل مضيفنا الكريم   من  سؤاله عن رأيه في قضية  التمويل الشهيرة , وقد  فوجئت  للحقيقة  بوجهة نظر الرجل- واحسب  ان  اخرين علي طاولتنا فوجئوا مثلي بصراحته

-فهو  وان كان  مازال بمنصبه الحساس  الا انه  تحدث بلا تحفظ  عن معارضته للاسلوب الذي  اتبعته ادارة أوباما في التعامل مع مصر مابعد الثورة , الرجل كان يتحدث بـأسف عن الاسلوب وليس الغاية  فهو  يري ان  الاقتراب  والتفاعل وتقديم المساعدة للمصريين  بشكل يشعر بها رجل  الشارع  العادي  هو الحل الأمثل للتعاطي مع شارع ثائر -ولم يزل- من وجهة نظر هذا المسئول وليس  بتكثيف عمل  منظمات أنشئت  بالاساس لتكون  الذراع  المدني  للسياسة الأمريكية . لاسيما  في بلد حساس و متميز  ثقافيا ومجتمعيا كمصر .  كلام هذا  المسئول والذي يتزامن مع علامات استفهام و مشاعر غضب اجتاحت الشارع المصري اثر قرار السماح  للمتهمين في قضية التمويل الاجنبي بالسفر , لا يعني في رأيي اختلاف العسكر مع ادارة أوباما في مضمون الهدف فالأمريكيين لن يهدأوا ابدا ولن تتوقف محاولاتهم ايا كانت الطريقة للتأكد من استمرار مصر في بيت الطاعة الأمريكي , وهم كاسرائيل مازالوا يعانون حالة من الذعر جراء الثورة التي  فجرها شباب مجهول بلا قيادة محددة وجلهم متعلم و جاهز ولايخشي احد والاهم جاهز للمواجهة والانفجار ان استدعي الامر, هذا الشباب اطاح في اسبوعين فقط  بنظام حكم  تحكمت واشنطن في  مقدراته لثلاثين  سنة , وعرفت كيف تطوعه وكيف  تتعامل معه و متي  تهدده  وكانت  امريكا في عهده  ودوما  تحصل  علي ماتريد, حتي جاءت الثورة فقلبت موازين العاصمة الاولي في العالم –حتي الان – فساستها مازالوا كما أسلفت في حالة قلق وهدفهم هو احتواء هذا الشباب وهذا الشارع الثائر و هم جربوا كل شيء وسألوا كل من علي معرفة بمصر في الأوساط السياسية والاكاديمية ووصلوا في النهاية الي نتيجةوهي ان العقل الجماعي الذي كان وراء ثورة المصريين والتي كانت بلا قائد يتفاهمون معه لن يتمكنوا من السيطرة عليه دون احتواء لأهم خلايا هذا العقل ,ألا وهم الشباب  وهم رهان امريكا الاكبر  للمستقبل في مصر  وليس الاخوان المسلمين كما يعتقد البعض فالساسة

في واشنطن  يعلمون جيدة رغم ما تسرب عن صفقتهم مع الاخرين ان الاخوان لن يستمروا طويلا أو بتعبر ادق لن يتمكنوا من احراز نجاح مرضي للمصريين  بعد وصولهم للحكم لأن كيانهم حتي ولو كان منظما لن يصمد طويلا امام مطالبات الشارع المصري  وبالمناسبة فهذالامر ادرج في دراسات وتقارير امريكية وضعت امام صناع القرار وهي تحوي دراسة مستفيضة عنهم وعن باقي التيارات الدينية  وتنتهي بقناعة مفادها ان التيار الديني بشكل عام لن يصمد طويلا وانه الي زوال , لذا كان الرهان الأمريكي علي الشباب  فكرست واشنطن كل امكانياتها واستخدمت بكثافة اذراعها  المدنية وتحت غطاء حقوقي وانساني  لتشجيع  هؤلاء الشباب علي  ان يكون لهم احزاب  منظمة  أو ان ينضموا جميعا تحت لواء واحد أو مظلة جامعة  وبالتالي تضمن واشنطن  سيطرتها علي  مجريات  الامور  في مصر الدولة المفتاح  بالمنطقة , ولكن اتت الرياح بما لا تشتهي السفن فراحت واشنطن  تضع  مايمكنها  به من الضغط علي مصروهناك حاليا قائمة شروط يتم اعدادها لتطويع مصر  وفيها  مطلب أساسي وهو  التصريح  وتقنيين وضعية وعمل هذه الأذرع المدنية في المحروسة . وبالطبع لا يجب علينا ساعتها ان نندهش  من هذا الأصرار والذي قد يصل الي حد الصراخ والتهديد بقطع فكة المعونة الأمريكية عنا أو  التلويح بجزرة  قروض  البنك والصندوقين  الدوليين  رغم ان التعامل معهما هو  بالفعل  افة لم تتقدم دولة في العالم إلا لو تخلصت من  التعاطي  معهما. فهل ترضخ مصر وتساير المخطط لها  أمريكيا ام تقاوم لتنهض !