حنان البدري تكتب من واشنطن
اعترف بأني وحتي أيام قليلة ماضية فشلت في العثور علي كامل خيوط سر التحول العلني و حالة الود المفاجئ في تعامل الادارة الأمريكية مع الإخوان المسلمين أو حزبهم الجديد العدالة والحرية,
وذلك حتي اللحظة التي حصلت فيها علي معلومة تفيد حدوث “توافق “ حسب تعبير مصدري الأمريكي أو “صفقة “ كما تبينها تفاصيل هذه المعلومة والتي تؤكد أن الولايات المتحدة حصلت علي مساعدة الاخوان وتنظيمهم الدولي لتسهيل مهمة “تحرير سوريا من نظام الأسد – ايضا التعبير من مصدري الأمريكي الذي غير الحديث بسرعة و لم يشأ ساعتها الإجابة عن أسئلتي المتلاحقة لاسيما حول ما إذا كانت هذه الصفقة تشمل مصر وسياستها الداخلية والخارجية مع تمكنهم من السيطرة علي مجلس الشعب,إلا ان أخبارا تواردت قبل أيام عن وجود خلاف مكتوم بين قيادات حماس في غزة وأقصد اسماعيل هنية و قيادة الخارج أي خالد مشعل بسبب شكل ومضمون الموقف المفترض لحماس تجاه الدائر في سوريا مع رفض حماس الخارج دعوة طهران لها بتأييد النظام السوري في أزمته الحالية ، مثلما فعل حزب الله , ثم سفر هنية السريع الي ايران وتصريحاته من هناك و التي ثمن فيها المقاومة المسلحة,وقال فيها ان الحركة "لن تعترف أبدا بإسرائيل" و هو الأمر الذي لم يقابله كالعادة أي صراخ وشجب أمريكي سوي بالكاد إعادة نشر هذه التصريحات في بعض وسائل الإعلام المحسوبة علي اقصي يمين اللوبي الاسرائيلي في الولايات المتحدة, كلها امور دفعتني لأن اعود لنفس المصدر وبإلحاح هذه المرة , وقد أفادني بشرح واف وتحليل دقيق –في رأيي- للنظرة الأمريكية المستجدة لمسألة التعاون مع الاخوان , فهي في رأيه كانت ضرورة و حتمية ليس فقط لضمان تسيير المصالح الأمريكية بنفس الشكل السلس التي كانت عليه خلال حقبة مبارك حين تطوع الأخير علي مدي ثلاثين عاما لتقديم خدمات مجانية لاتقدر بمال لأمريكا و حلفائها بالمنطقة بل لضمان تحقيق أهداف أمريكية علي المستوي الاقليمي والاسلامي بمساعدة التنظيم الدولي للاخوان بدءا من تسهيل التخلص من انظمة و كيانات معوقة و متمردة مثل حماس وحزب الله وسوريا وايران ,أي ضمان انسحاب حماس من محور إيران وحزب الله وسوريا والانضمام ل محور قطر وتركيا والسلطة الفلسطينية وذلك مقابل اقتناع واشنطن ومن ثم اسرائيل بحماس الجديدة والتطبيع معها ,وحتي الحصول علي علاقات أكثر ايجابية مع شعوب العالم الاسلامي التي خسرتها امريكا بسبب سياسات وحروب ادارة بوش –تشيني ضد دول اسلاميةوذلك في لحظة دقيقة من لحظات الولوج بالمصالح الأمريكية نحوالهيمنة علي باقي الشرق الأوسط الكبير والمحيط الاسيوي الواسع الممتد حتي حدود الصين منافسا وربما عدو الغد وروسيا عدو الأمس .لقد ادرك الأمريكيون منذ زمن طويل ان مصر هي قلب هذا العالم و التأكد من وجود نظام حليف ومتعاون بالقاهرة فلن تعيش مصالحها بأمان , لذا وبعد التأكد من نهاية مبارك سارعت واشنطن بفتح صفحة جديدة مع الاخوان فحسب المصدر الأمريكي فإن مسألة خروج مسئولين أمريكيين كبار للتحدث علنا ومن واشنطن عن تقديرهم للاخوان و المجاملات المتبادلة يكون صدفة بل كان يدخل ضمنا في سياق التوافق الذي سبق وأشرنا اليه , بعدها مباشرة دشنت مرحلة جديدة في العلاقات وشهدت القاهرة لقاء قيادات الإخوان وحزبهم مع مسئولين أمريكيين كبار ذهبوا خصيصا لإتمام مهمة فتح صفحة جديدة معهم .
باختصار فقد رأت امريكا لاسيما بعد نتيجة الانتخابات البرلمانية المصرية الاخيرة أنه لا