رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شكراً هالة القاضي

 

أكثر من عشرين عاماً مرت بين الليلتين، الأولى ونحن في انتظاره لنزفّه عريساً ونتوج قصة حبّه بالزواج من حلم حياته و"نبضة القلب المفقودة" كما كنا نقول له عندما يشتكي من نبضات قلبه.. وبين انتظار جثمانه بعد أن وافته المنيّة ليعود إلى بيته استعداداً لركوب قطار الرحيل الطويل.. وفي الليلتين كانت "هالة" هناك بكل ما فيها من حنان وحب وعشق لـ"عادل القاضي"، وتلك الدموع التي شاهدتها أول ليلة وهي ترقص على وجنتيها من شدة الفرح لأقترانها بحبيب العمر؛ هي نفس الدموع إلى تساقطت برداً وسلاماً على جسده وهي تحتضنه بعد الرحيل، لم أرى اختلافاً، ونفس الحبيبة التي أهدت القلب والروح إلى صديقي "عادل القاضي"فجعلت  من حياته أنشودة حب وسعادة.

قد يتكلم الكثيرون عن خُلقه وترفّعه واحتوائه للآخرين، ولكنني كنت أرى في صديقي هذا القلب العاشق دوماً لتلك المرأة التي أحبته، أراه نموذجاً للزوج الحنون المحب،هذا الإحساس بمقدار ما كان يبكيني وأنا أراها بجواره تقرأ له القرآن بمفرهما في غرفتهما بعد الرحيل ثم إلى جوار قبره بعد انصراف الأهل والأحباب بمقدار ما كان يسعدني أنّ صديقي عرف الحب

الحقيقي في حياته..

لذلك أشكرك يا "هالة" على هذا الحب والاحتواء لصديقي، أشكرك لأنني أعلم أنه عاش أجمل سنوات حياته مع امرأة تذوب فيه.. تعطيه بلا مقابل، تراه دوماً فارس الأحلام.. "هالة".. أنا أعلم كم كان هذا يسعده.. وأعرف أيضاً أن عادل لم يمت بل يحيا في قلبك، وعندما اشتاق إلى رؤيته سأنظر إلى عينيك، وإذا جرفني الحنين إليه سأسمع صوتك.."هالة" الموت يمنح المرأة المحبّة حبيبها لها وحدها لأنه يسكن دائماً بين ضلوعها.

ولأنك الوحيدة التي عشقها وعشقته فأنا أراكما الآن جسداً واحداً بروحين.. ويا قطار الرحيل الطويل أخذت من من قبل أصدقائي ولا زلت تسير، فمن سوف يستقلك في المحطة القادمة.. ترى سيكون صديقاً جديداً أم أن القطار سيمنحني تذكرته الجديدة.