عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إدارة التليفزيون.. على طريقة القذافي

.. ليس غريباً أو عجيباً أن تكون كلمات القذافي هي البلاغة والحد الفاصل لعرض مشكلة التليفزيون والسبب الأول والأخير هو أن ما يحدث الآن لا يخرج في مجمله عن سلسلة متواصلة من الجنون المصاب به ليس فقط بعض القيادات المديرة للعملية الإعلامية ولكن ايضاً مجموعة لا بأس بها من المتظاهرين،

ونخبة لا يستهان بعددها من الإعلاميين الذين يعرضون تلك الأزمة صحفياً وإعلامياً. فنحن أولاً نطبق نظرية الصوت العالي في إدارة الحوار، وكلما زاد هذا الصوت نجحت المهمة، مع استخدام تحابيش تلك المرحلة من شعارات النقال ومحاولة القضاء على الظلم والفساد حتى ولو كان هؤلاء أنفسهم فاسدين وليس فقط بما تتناقله الألسن عنهم ولكن من خلال قضايا حصلوا فيها على أحكام قضائية أدانتهم وقضوا مدة العقوبة وخرجوا ليجدوا أنفسهم أمام تورتة كبيرة أسمها التليفزيون لكل من هب ودب أن يقترب ليلتهم منها ما يشاء ولا يتطلب منه ذلك سوى الصوت العالي وسلسلة متواصلة من الأكاذيب عن شرفه الذي أهين والظلم الذي وقع عليه في الزمن الماضي والحكايات المضحكة تبدأ مما كان يقدمه رافضاً الفساد والمحسوبية وانتهاء باستخدام حكاية غيرة زوجة مسئول من المذيعة ذات الحضور والأنوثة الطاغية والأناقة التي جعلت سوزان مبارك تغار منها. ورغم هذه التخاريف التي لا يعقلها عقل إلا أننا نتعامل مع هؤلاء بأسلوب برامج التوك شو في معالجة الأزمات فحاول الحصول منهم على أكبر قدر ممكن من التعويضات الساخنة مهما كانت درجة كذبها الذي يقوم من كل حرف بها، مع تنهيدة ولحظة حزن يتبعها صوت عال يطالب بحقه وعودته إلى مصاف الإعلاميين لإنقاذ التليفزيون المصري من الدخلاء.

ورغم أننا لا ننكر أن التليفزيون تم نهبه من قبل العديد من محاسيب "أنس الفقي" وأسامة الشيخ ورؤساء القنوات. حتى إن هناك من كان يتعدى دخله الألف وصفته الأساسية أنه مقرب من الوزير فأصبح مستشاراً له ثم مسئولاً عن أكثر من برنامج، وأخرى كانت كل مقوماتها الإبداعية للتواجد في كل برامج إحدى القنوات الرئيسية أنها صاحبة رئيسة القناة فحصلت على مكافآت شهرية تعدت 50 ألف جنيه إلى جانب تدخلها في كل كبيرة وصغيرة بالبرامج، إلى حد أن معدي البرامج ومخرجيها كانوا يرجعون إليها أولاً للحصول على موافقتها على الفقرات.. بل إن رئيسات القنوات أنفسهن كانت أهميتهن ترجع إلى مدى قربهن من الوزير وعلاقتهن الشخصية به، وإحداهن كانت قاب قوسين أو أدنى من رئاسة التلفزيون لأنها تربطه بها علاقة صداقة قوية وشركاء في عادة شخصية لدى الاثنين، وكثيراً ما كانوا يتواجدون في أحد أماكن السهر بأحد الفنادق الكبرى أو أثناء السفر إلى إحدى الدول الأجنبية مع أصدقاء أخرين مشتركين!!. إلى جانب نواب رؤساء القنوات الذي استمر أحدهم رغم كل المخالفات

الإدارية والمالية لأنه مقرب من السيد الوزير.. وبالطبع هناك العديد من المخالفات والحكايات التي تشعرك أنه في مبنى للمافيا وليس للإعلام، ولكن مع هذا يبدو الموقف أكثر مأساوية إذا عرفنا أن هناك الآلاف دخلوا هذا المبنى عن طريق المحسوبية أو القرابة بدون أي مؤهلات تجعلهم يدخلون مجالاً إعلامياً هاماً، إضافة إلى أن دراكولا الإعلام "صفوت الشريف" كثيراً ما كان يقوم بتعيين المئات قبل أي انتخابات ليصبحوا جاهزين كأصوات انتخابية تصوت بما يريد بل أنه في أحد المرات كانت رئيسة التلفزيون حينذاك تبحث عن من يشغل الوظائف المقدمة من قبل الوزير صفوت الشريف لشغلها دون أن يكون لوجودها أي اهمية في التلفزيون.

وبذلك أصبح هذا الجهاز مكدساً بالآلاف من المخرجين والمعدين والوظائف الأخرى الذين لا يعرفون شيئاً عن تلك المهنة سوى اسمها فقط. ومن هؤلاء من يقف الآن معترضاً كأنه أحد كفاءات ماسبيرو المعطلة، بل إن إحدى المذيعات المشاركات في المظاهرات تفوح دائماً منها رائحة "البيرة" وسبق أن شاركت في المظاهرات السابقة ضد "أنس الفقي" من سنتين وتم عقد اتفاقية بينها وبين الوزير وانسحبت من الوقفات ضده حين ذاك، ومع ذلك تعود على أنها إحدى شهداء الإعلام!! وبالطبع لا ننكر أن هناك من لديه حقوق أجهضت في ظل وزيري الإعلام + الشريف والفقي وتوابعهما من كدابي الزفة الذين دمروا الإعلام ولكن حقوق هؤلاء تضيع وسط مجموعة من الإعلاميين الفاشلين الذين كل مقوماتهم انهم موظفون في ماسبيرو والذين يتعاملون مع القضية بنفس جنون القذافي وبأسلوب إلى الأمام والدخول في حروب إعلامية بلا عقل تقضي على الأخضر واليابس، لتظل الحلول المطروحة لأزمة ماسبيرو بعيدة تماماً عن المنطق لأنها معتمدة على الصوت العالي، ولا يعني هذا استحالة الخروج من الأزمة ولكن الموضوع يحتاج إلى قرارات شجاعة مبنية على حقائق وليست شعارات.