رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تليفون وزير الشباب.. وسذاجة صحفى!

البعض من المسئولين من فئة وزير ومحافظ يستخف بعقول المواطنين البسطاء، عندما يقول مكتبى مفتوح للجميع فى أى وقت وتليفونى متاح.. والحقيقة أن هذا مجرد عبث بعواطف الناس وأحلامهم وتطلعاتهم نحو حلول ناجزة لمشاكلهم.

فعلى مر العصور والأزمنة نسمع مثل هذه العبارات من مسئولين كبار فى الدولة، حيث يظهرون فى صورة الوزير أو المحافظ الشعبى البسيط القريب من المواطنين، إلا أن واقع الأمر شىء آخر.. فلا المواطن ولا حتى الصحفى يستطيع التواصل مع المسئول لطرح مشكلة، أو عرض مطلب عادل أو الاستفسار عن أمر ما و الأمثلة والنماذج كثيرة ومتعددة ومن يريد أن يتأكد يكلف نفسه بالذهاب لمكتب أى مسئول من درجة رئيس قرية أو حى، وحتى درجة وزير أو محافظ.
واضرب نموذجا بسيطا، فقد وقع تحت يدى تقرير الجهاز المركزى للمحاسبات عن نتائج الرقابة المالية والأداء لبعض الهيئات الرياضية والشبابية التابعة لوزارة الشباب والرياضة عن الفترة من يوليو 2013 حتى يونيو 2014، فى الوقت ذاته كانت هناك مشكلة لأحد مراكز الشباب فى محافظة الوادى الجديد يتظلم فيها لوزير الشباب المهندس خالد عبدالعزيز من تعنت اللجنة المشرفة على مسابقة دورى مراكز الشباب ضده.. وعملا بمبدأ استطلاع رأى المسئول والاستماع لكل الأطراف قبل نشر أى تحقيق أو تقرير صحفى لاستيضاح الحقيقة، فضلت أن أستمع لرأى الوزير المختص ربما يكون لديه ما يجيب على ما جاء فى تقرير جهاز المحاسبات من مخالفات وإهدار للمال العام، أو حتى توضيح لمشكلة مركز الشباب.
وتوهمت – بسذاجة - أن معالى الوزير سيرد على الهاتف المعلن للصحفيين وللجميع، خصوصا أن الوزير يردد فى كل مناسبة أنه مع الشباب دائما ويتواصل معهم فى كل المحافظات عبر الهاتف وصفحات التواصل الاجتماعى، بحكم منصبه كوزير للشباب وهى وزارة تعمل فى إطار جماهيرى خدمى ولها فى كل نجع وقرية هيئة (مركز شباب).. فاتصلت به احتراما لشخصه لأستمع لوجهة نظره، فلم يرد.. وتكررت المحاولة مرات على مدار أيام وفى أوقات مختلفة.. وأرسلت رسالة تعريف موجزة بشخصى على الهاتف.. ولم أفلح .. ثم أرسلت رسالة

على صفحة الوزير على موقع فيس بوك.. ولم أفلح.
وهنا أنا فى حل من الاستماع لوجهة نظر الوزير قبل النشر.. وما دفعنى لكتابة هذا المقال.. ليس موضوع النشر ومعرفة رأى الوزير، ولكن.. ادعاء البعض من المسئولين أن مكتبه مفتوح، وأنه يتواصل مع الجماهير وأنه نصير البسطاء وغيرها من الشعارات الرنانة التى تدغدغ مشاعر البسطاء الحالمين بحل مشاكلهم أو حتى مجرد الاستماع لشكواهم.
ويبدو أن الشعب الذى مر بثورتين فى أقل من عامين.. اتسعت طموحاته وأحلامه، حتى إنه تصور أن الوصول للمسئول أصبح ميسرا وسهلا.. نعم من حق الشعب أن يحلم عندما يسمع أن وزيرا أوروبيا يركب دراجة ويسير وسط المواطنين فى الشارع، أو يقف فى طابور للحصول على خدمة وغيرها من مظاهر البساطة التى يتميز بها المسئولون فى البلدان المتقدمة.
ونظراً لانفصال هؤلاء المسئولين عن المواطنين فى الشارع، تجد أن الكل يتعلق برئيس الجمهورية، حتى فى أبسط المشاكل والقضايا التى يمكن أن يحلها موظف صغير فى قرية. فنحن نطالع الصحف والأبواب المخصصة لعرض مشاكل ومتاعب الناس، ونجد مئات الشكاوى الموجهة لرئيس الجمهورية، لعدم ثقة المواطن فى أى مسئول، وصعوبة الوصول إليه من الأساس.
وأخيرا أقول لمعالى وزير الشباب، وغيره من الوزراء والمحافظين الذين يرفعون شعارات زائفة، لا تعبثوا بأحلام البسطاء.. وكفاهم ما هم به من كدر ومعاناة.. ولتظلوا فى حصونكم وفى قلاعكم بعيدا عن الجماهير.

[email protected]