رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

ما لم يعرفه البعض ..عن الفارس "سعد هجرس"


حقا .. أنه فارس  بأخلاقه وتواضعه وعلمه وبساطته .. أنه الكاتب الكبير الذى ودعناه إلى عالم الآخرة " سعد هجرس " .

فقد عرفت هذا الفارس منذ عام 1991 عندما كان أحد مؤسسى جريدة " العالم اليوم " أول جريدة اقتصادية يومية فى الشرق الأوسط ،  وهو احد أبناء جريدة الجمهورية .
وتتلمذت أنا وزملائى من الصحفيين الشباب على يديه لنعرف أصول ومبادىء الصحافة بصفة عامة، والصحافة الاقتصادية بصفة خاصة . وظللنا طيلة هذه المدة وحتى أيام قريبة قبل اشتداد المرض عليه ودخوله المستشفى ، ننهل من علمه واخلاقه.
وفى ظل ظروف مرضه القاسية ، وبعد ان تعرضت جريدة " العالم اليوم" لأزمة مالية قبل 3 سنوات ، استمر الفارس فى عمله مدير عاما لتحرير الجريدة ، ولم يقفز من المركب الغارقة كما فعل الكثيرون ، رغم العروض التى تنهال عليه من كل صوب وجاه .
وعندما كنا نشكو له الوضع والحال ، كان يقول لنا اصبروا ، ولم يتقاضى راتبه منذ فترة طويلة ولكنه كان يذهب الى مكتبه بالجريدة ويمارس عمله وسط ابنائه من الصحفيين .
وظل هجرس وفيا لعائلة " إديب" ( عماد اديب ) رغم كل ظروفه ومحنته. وكم كان متواضعا بسيطا ، حتى ان مكتبه لم يكن كتلك المكاتب التى يجلس فيها صحفيون أقل منه شأنا وقيمة . فلم يشعر احد يوما ما من الصحفيين الشباب والعمال بأى نوع من التكبر .. يضحك مع الجميع  ومكتبه مفتوح دائما .
وفى الوقت الذى كنا نسمع فيه عن صحفيين ومديرى تحرير شباب يتقاضون رواتب خرافية ، وهم أقل قيمة وحرفية من الفارس ، كان هو يرضى بالقليل من جريدته التى شارك فى تأسيسها وظل بها حتى مماته ، حتى أنه لم يجمع ثروات كما جمع الآخرون ولم يسكن

فى القصور ولم يركب السيارات الفارهة ، بل كان يسكن فى شقة متواضعة ويركب سيارة عادية ، ولم يترك إلا العلم لابنائه والسيرة الحسنة.
وكم وقف هذا الفارس المتواضع لدعم مطالب الصحفيين فى العالم اليوم ، وتذليل العقبات أمامهم .
ولا يخفى على أحد أنه كان من أكبر داعمى الحريات والديمقراطية فى مصر وكان واحدا من المشاركين بقوة فى ثورة 25 يناير 2011 ، وشارك فى العديد من الفعاليات والندوات والمؤتمرات المطالبة بالحريات ، ولم يكن يوما ما مغاليا فى آرائه أو عدوانيا تجاه الخصوم ، رغم توجهه اليسارى.
وكثيرا ما أثرى الحياة السياسية والاجتماعية فى مصر بآرائه فى البرامج الحوارية ومقالاته فى الصحف .
وأنا شخصيا أدين له بالفضل فى كثير من الأمور ، فقد رشحنى للعمل مندوبا ومحررا برلمانيا ، ودعمنى بقوة ووقف بجوارى ، حتى انه اقترح ان يجرى هو وانا حوارا مع الدكتور فتحى سرور رئيس مجلس الشعب الأسبق ، فى سبيل دعم تواجدى بالمجلس وتم بالفعل الحوار ، مرتين.. والحديث عن هذا الفارس كثير والمواقف الطيبة لا تنتهى.
ولكن لا يمكن إلا أن نقول رحم الله الفارس المتواضع المحبوب ، ونعزى انفسنا ومصر وعالم الصحافة  فى رحيله.