عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المصالحة الفلسطينية ضربة لإسرائيل يجب رعايتها



حقا إنها وقاحة إسرائيلية – أمريكية .. عندما يعطى هذا الكيان الصهيونى نفسه الحق – ومن خلفه أمريكا – فى الاعتراض على مصالحة أبناء فلسطين من حركتى فتح وحماس. والأغرب أن أمريكا وإسرائيل تطالبان الرئيس الفلسطينى "محمود عباس" بالاختيار بين التفاوض الفاشل مع الكيان الصهيونى أو المصالحة مع حماس.

وعندما تردد إسرائيل وأمريكا بأنه لا يمكن التفاوض مع حكومة تدعمها حماس الإرهابية على حد زعمهم، يكون التساؤل لماذا تتعامل أمريكا وإسرائيل مع حكومة لبنان التى يعتبر حزب الله جزءاً منها، وهو ينطبق عليه ما ينطبق على حماس من وجهة النظر الأمريكية الإسرائيلية بأنه هو أيضا منظمة إرهابية.
الأمر الثانى هو لماذا لم تفلح إسرائيل فى توقيع اتفاق سلام مع "محمود عباس" طيلة 8 سنوات ماضية، كانت خلالها الخلافات بين حركة فتح وحماس فى أوجها والعلاقات مقطوعة، بل كان الجانبان يتعاملان وكأنهما أعداء منذ إقالة الحكومة الحمساوية فى 2007.
الأمر واضح ولا يحتاج لتفسير، كل ما تريده إسرائيل هو استمرار الخلافات بين الفلسطينيين، حتى يمكنها اللعب على هذا الوتر الذى يسهل لها المماطلة والمراوغة والنكوص بتعهداتها. فقد ادعت إسرائيل أكثر من مرة أن أحد أسباب صعوبة التوصل لاتفاق نهائى بشأن حل الدولتين، هو استمرار الخلاف الفلسطينى – الفلسطينى، وأنها تتفاوض مع عباس الذى لا يحكم الشعب الفلسطينى كله.
والآن وعندما زال هذا الخلاف باتفاق المصالحة، أصبحت المصالحة هى العقبة فى طريق السلام المزعوم.
الحقيقة التى لا تتوه عن أحد أن إسرائيل لا تريد سلاما لا بوجود حماس ولا بدونها. فقد عرقلت وأجلت وسوّفت العديد من جلسات التفاوض خلال السنوات الماضية، ولم تكن حماس موجودة فى الصورة.
بل أنه فى الأشهر القليلة الماضية شنت إسرائيل هجوما حادا على وزير الخارجية الأمريكى "جون كيرى" الذى حاول تقريب وجهات النظر وإعادة الجميع إلى طاولة المفاوضات.
وإذا كانت حماس لا تعترف بوجود إسرائيل، وهو ما يعترض عليه الكيان الصهيونى ويقول إنها حركة إرهابية متطرفة، فإن هناك أحزابا يمينية متطرفة ووزراء فى الحكومة الإسرائيلية الحالية ومنهم "نفتالى بيليت" وزير الإسكان،

أكثر إرهابا وتطرفا من حماس، حيث يطالب هؤلاء المتطرفون اليهود بإبادة الفلسطينيين ورفض حل الدولتين، بل يطالبون برفض التفاوض تماما.
الحقيقة أنه إذا كانت إسرائيل جادة فى التوصل لسلام حقيقى وحل نهائى، فإنها تعلم جيدا أن ذلك لن يحدث إلا فى ظل توافق فلسطينى كامل. ومن الأفضل لإسرائيل أن تكون حماس طرفا فى أى اتفاق يمكن التوصل إليه، حتى يمكن أن يكون ملزما للجميع.
إذن المسألة ليست كما تدعى إسرائيل أن وجود حماس يعرقل السلام، بل وجودها يفوت عليها فرصة الخداع والمراوغة والتنصل من الالتزامات الدولية واللعب على وتر الانقسام وإشعال الفتنة بين فتح وحماس.
ولعل الرئيس الفلسطينى محمود عباس أدرك هذه الحقيقة مؤخرا، هو ما دفعه إلى التغاضى عن كل نقاط الخلاف مع حماس والقبول بالمصالحة من أجل الصالح العام الفلسطينى، خصوصا أن حماس تمر بظروف غير مسبوقة نتيجة الأحداث الإقليمية فى مصر وسوريا والمنطقة بصفة عامة.
أى أن الأطراف الفلسطينية أدركت مؤخرا أنه لا سبيل فى مواجهة إسرائيل إلا بتوحيد الصفوف وبجبهة واحدة لحرمان الكيان الصهيونى من اللعب على وتر الانقسام.
والآن على مصر والدول العربية الأخرى رعاية وتعزيز هذه المصالحة والعمل على إنجاحها من أجل الوصول إلى تشكيل حكومة فلسطينية موحدة. وبالفعل رحبت مصر بهذه الخطوة، بل أنها ساعدت فى الوصول إليها ووعدت بفتح معبر رفح بعد تشكيل حكومة فلسطينية موحدة.