رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"الوفد" يرصد مأساة أسر ضحايا حادث أتوبيس الإسكندرية

وكيل وزارة الصحة
وكيل وزارة الصحة يقبل احد مصابى حادث احتراق اتوبيس الاسكندر

الإسكندرية: شيرين طاهر

 

رائحة الحزن تفوح في الإسكندرية وصراخ هنا وعويل هناك‏..‏ ونسوة يتشحن بالسواد وصرخات تدوي تشق القلوب‏..‏ صرخة شابة فقدت الزوج والحبيب.. وعويل امرأة فقدت الابن والسند... وصراخ طفل رحل عنه الأب والحماية والأمان.. وبكاء عجوز فقد العصا التي كان يتوكأ عليها ورحل عنه من كان سيحمل نعشه عند مماته. . تعالت أصوات الصراخ والعويل خلال تجمع عدد من أهالى ضحايا انقلاب أتوبيس العمال الأتوبيس رقم  15184 رحلات البحيرة ..يستقله بعض عمال الشركة المصرية الألمانية لصناعة البورسلين "خاصة" جميعهم مقيمين مركز كفر الدوار بمحافظة البحيرة، حضر الأهالى وهم يحملون صور ذويهم انتظارًا لانتشال جثامينهم، بينما سمعت أصوات الزغاريد أمام واقعة الحادث ينتظرون جثث أبنائهم، أسكن الحزن في القلوب وأثقل كلمات الرثاء من مخارجها.. وباتت الحناجر لا تعرف سوي مرارة العلقم، ورحلت الضحكة والفرحة بلا رجعة.. وسكنت الدموع العيون وغطى

السواد كل شيء وكأنها أعلنت الحداد على رحيل أغلى الناس. الوفد " ترصد آهات وصراخ أهالى ضحايا ومصابى الحادث.

"زفنا نجلنا للقبر بدلا من العرس"

لم تكن تعلم أسرة "محمد" 24 سنة عامل أنها ستزف ابنها إلي القبر بدلا من عش الزوجية, كان يستعد للزواج الشهر المقبل من ابنة عمه التي ارتبط بها منذ فترة بعد أن أنهي نحو عام في الخدمة العسكرية, وداخل منزله المتواضع التف المعزون حول والده وأسرته يرثون ابنهم الأكبر, فهو له شقيقان حسن19 عاما حاصل علي دبلوم صناعي فني وعبدالرحمن بالصف الأول الإعدادي وأكدا أنهما كانا ينتظران حضروه من العمل لكى يقوم بالتجهيز لخطبته، وأكد شقيقه أن محمد كان دائما ما يتحدث عن خوفه من الطريق وأنه يسمى طريق الموت، وتعرضه وزملاؤه لاكثر من مرة لحادث إناء عودتهم من العمل، لكنه كان يردد أنه لو مات سيكون شهيدا.

"أنا عاوز بابا" هو فين قالى سوف أذهب للعمل وأحصل على الراتب لكى أحضر لك الألعاب التى وعدتك بها كانت هذه هى آخر الكلمات التى قالها "عماد صبرى" ضحية انقلاب أتوبيس الإسكندرية، الذى حضر مع جدهم "السيد إسماعيل" من أهالي كفر الدوار، جاء إلى المستشفى بحثًا عن ابن عمومته "عماد صبري"، الذي استقل "أتوبيس الموت" يوم الحادث ولم يستدل عليه بعد، مضيفًا: "ابن عمومتي متزوج وهو العائل الوحيد لأسرته المكونة من طفلين وزوجة ولا يعلم أحد كيف سيكون مصير تلك العائلة من بعده".وظل يبحثان عنه ولكن للأسف دون جدوى ظل الطفل يبكى باحثا عن والده قائلا أنا عاوز أبى هو أغلى شيء عندى.

لم يختلف الأمر كثيرًا مع أسرة "محمد عبدالناصر" 22 عامًا، أحد العمال المفقودين في الحادث، والذي تحدث عنه سيد سمير أحد أصدقائه، قائلا إنه لم يمر على تسلمه عمله سوى 6 أشهر فقط بعد أن كان عاملا باليومية في بعض المهن الحرفية الأخرى بكفر الدوار، ويضيف: "محمد عريس جديد لسة كاتب كتابه من أيام وكان بيستعد للفرح والليلة الكبيرة، وشاب مكافح كان نفسه يعمل حاجة لنفسه وأسرته ربنا يصبر زوجته".

"مين شاف ابنى أرجع أقول إيه لأبناءه"

على بعد أمتار قليلة، وقف ثالث يبحث بين الأهالي وينادي بصوت يخنقه الأسى: "محدش شاف سامح يا ولادي.. أنا عمه، أي حد يطمنا عليه". يقول "محمود" عم العامل "سامح محروس بخيت"، إن ابن أخيه متزوج ويعول ثلاثة من البنات، وكان دائم البر بوالديه، ويضيف: "دورت عليه في كل المستشفيات ولكن مش لاقيه.. عارف إنه ممكن يكون وسط الجثث المتفحمة بس مش قادر أسيب الأمل في ربنا أنه يكون لسه عايش. نفسي أشوفه وعياله ما لهمش غير ربنا".ظل يبكى ويقول أرجع أقول إيه لأبناءه أملى فيك أنت يارب.

"شاهدت الموت بعينى" قال محمد سعيد أحد المصابين فى حادث الأتوبيس المحترق،

إننا فوجئنا خلال نزول الأتوبيس من على الكوبرى الدائرى، بسيارة نقل محملة ببكرات المشمع، تصطدم بالأتوبيس من الخلف، ولم نتوقع ما حدث لنا. أنه عقب الاصطدام انقلب الأتوبيس واشتعلت به النيران، من كل الجوانب، ولم ندرك ما يحدث لنا، فلجأنا للخروج من نوافذ الأتوبيس على وجه السرعة، وشاهدت زملائي الذين لم يتمكنوا من الخروج، وهم يحترقون.

كشف محمد فتح الله أحد المصابين فوجئنا في تمام الساعة الثانية ظهرا، خلال تحرك الأتوبيس على الطريق الدولي، بانقلابه وانفجاره، وأضاف، أن ما بداخل الأتوبيس من زملائي، منهم من حاول إنقاذ نفسه من الموت المحقق عن طريق القفز من نوافذ الأتوبيس والباب، مشيرًا إلى أننا علمنا بعد الحادث باصطدام إحدى السيارات بالأتوبيس الخاص بنا، ما أدى إلى انقلابه وتفحم عدد من زملائنا.

قال محمد فؤاد، أحد مصابي حادث أتوبيس نقل العمال بالإسكندرية، إنه يعمل في المصنع منذ ثلاثة سنوات، وأن السيارة نصف نقل كان تأتي بسرعة عالية من الخلف، ما تسبب في إحداث نيران في الأتوبيس، وأدى إلى اشتعاله من الخلف. وأشار أنه قد كان يجلس في المقعد بجوار السواق، وأنه فور بدء النيران قد استشهد السائق وقال"لا إله إلا الله"، وذكر أنه لم يفقد الوعي، وأنه قد أنقذ نفسه من الخروج بالأتوبيس، لكنه لم يستطع إنقاذ الآخرين بسبب فور امتداد النيران".

من جانب آخر قام الدكتور مجدي حجازي، وكيل وزارة الصحة بالإسكندرية بالاطمئنان على المصابين بحادث انقلاب واحتراق الأتوبيس وأثناء بكاء أحد العمال، وفي لقطة إنسانية، قام "حجازي" بتقبيل رأس المصابين، قائلا لهم: "احمدوا ربنا على إصاباتكم الحادث أسفر عن تفحم 9أشخاص من زملائكم، ونحن بجانبكم حتى شفائكم". 

وأكد "حجازي"، أنه تم استدعاء طاقم تمريض وأطباء إضافي، وتوفير كافة المستلزمات الطبية للمصابين داخل المستشفى بالمجان، وشدد على عدم شراء أهالي المصابين لأي شيء لزويهم من احتياجات طبيبة، وتوفير لهم الرعاية الكاملة بناء على توجيهات الدكتور أحمد عماد الدين، وزير الصحة، والدكتور محمد سلطان، محافظ الإسكندرية. 

وأضاف أن جميع المصابين تم عمل الفحوصات الطبية اللازمة لهم من إشعاعات وأدوية وأنهم جميعهم في حالة صحية جيدة ماعدا حالتين أحدهم مصاب حروق بنسبة 100% والثاني بالعناية المركزة.

وكان قد تواجد العشرات من أهالي مصابي حادث انقلاب واحتراق أتوبيس يستقل عمالا تابعين لإحدى شركات السيراميك، وذلك بالقرب من منزل كوبري الألمان بالطريق الدولى، أمام مستشفى رأس التين بمنطقة بحري التي استقبلت 12 مصابا من أصل 22 مصابا، للاطمئنان عليهم.