رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

فى المشهد الجنوبى..الفاعل صهيونى

المشهد الجنوبى يثير القلق والفزع ويبعث الريبة، فى وقت كل القوى الوطنية المصرية منهمكة فى سباق الترشح على الرئاسة والصراع يزداد يوما بعد يوم لتحديد مصير الدستور والإعداد لانتخابات الرئاسة.

ولكن الخوف أن نستيقظ صباحا والسودان قد قطع قطعا وأشلاء بفعل مخطط استعمارى مستمر منذ عهد المخلوع ليضرب أمن واستقرار مصر من الجنوب، حيث تقدمت قوات جنوب السودان على منطقة "هجليج" النفطية لاحتلالها وهي منطقة تابعة لدولة السودان مع أن هذه المنطقة ليست موضع نزاع خلال الفترة السابقة، مما أثار الشك فى أن الهدف اشتعال الأحداث وتوسيع فجوة الصراع بين الشمال والجنوب السودانيين ولتضييق الخناق على الخرطوم ولم يستبعد المراقبون تورط جهات أجنبية فى تجدد الصراع حول النفط.
وهناك خبراء يؤكدون وجود خطة أمريكية قديمة منذ عام على استيلاء الجنوب على منابع النفط لدولة الشمال ودعمها عسكريا وسياسيا على حساب الدولة السودانية، رغم أن آخر مفاوضات فى أديس أبابا بين الطرفين أغلقت هذا الملف وانتهت بموافقتهما، ولكن فجأة اقتحمت قوات جوبا منطقة "هجليج" البترولية بحجة أنها ضمن دولة الجنوب، وضمت إلى الشمال فى 1979.
ثم تتوالى الأحداث بشكل مفاجئ وتصرح مصادر سودانية أن الجيش السودانى استولى على صواريخ أمريكية وأسلحة إسرائيلية متطورة فى طريقها إلى جيش الجنوب فى هجليج.
ونحمد الله أن مصر بدأت تستوعب الدرس، ولكن دائما ما يأتى التحرك متأخرا فقد وصل محمد كامل وزير الخارجية المصرى إلى الخرطوم لمحاولة رأب الصدع والبحث عن مخرج للأزمة، حيث أبدى الشمال رغبة فى التفاوض مع الجنوب، بعد الانسحاب من

منطقة النزاع.
ولكن القوى الأجنبية تريد خنق دولة السودان الشمالية وإجبارها على قبول ما تفرضه من وجود حماية دولية وهو ما ذكره الموقع الإليكترونى "سودان سفارى" ، حيث ذكر أن إرسال قوات أجنبية لحفظ السلام كان مطلبا للجنوب ورغبة أمريكية قديمة، وذلك قبل تقرير مصير الجنوب بنحو 3 أعوام، ولكن الجانب السودانى رفض واتضح أن هذا المطلب بإيعاز من "كونداليزاريس" وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة.
والغريب فى الأمر أن هذه المنطقة كان غير متنازع عليها وليست من القضايا العالقة، والهدف تركيع دولة السودان والخضوع لما تمليه عليها أمريكا، حيث إن "هجليج" تنتج ستين ألف برميل يوميا ومتوقع الزيادة إلى سبعين ألف نهاية العام الحالى.. وفى المشهد الأخير تخرج علينا سوزان رايس وتهدد من خلال مجلس الأمن بفرض عقوبات على السودان والجنوب مالم يتوقف الصراع.
وتدخل مصر بثقلها ضرورة حتمية ومطلب سريع لحماية الأمن القومى جنوبا وعلى مسافة واحدة أيضا حماية الأمن القومى من جهة الغرب ومحاولة لم شمل ليبيا على وجه السرعة.

----
مدير تحرير مجلة  أكتوبر