رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الرئيس وحكمة كونفوشيوس

في الصين القديمة، كان تآلف الدويلات هو الهدف السياسي لأي إمبراطور عند معالحته للعلاقات بين تلك الدويلات، وكانت الوسيلة الأساسية لتحقيق ذلك هي الحكم بالفضيلة،

ذلك المبدأ السياسي الذي التزم به الحكام العظماء ياو وشون ويو لإمبراطورية أسرة شيا، أول أسرة إمبراطورية في الصين. على الرغم من اعتقاد حكام أسرة تشو بأن السلطة الإمبراطورية قضاء مفوض من السماء، إلى أنهم وعوا أنهم لابد لهم من الاعتماد على فضيلة الحاكم من أجل الحفاظ على هذا القضاء. ويقول كتاب "جامع النصوص القديمة" إن الحاكم ينبغي أن يمتلك "الفضيلة الرفيعة". وقد بذل ياو وشون، وهما حاكمان عظيمان في الصين القديمة، جهودا لنيل الاحترام من خلال الحكم الفاضل. وعن حكم الملك ياو، احد ملوك الصين قديما: "كان يحاول أن يبرز فضائله الرفيعة على أمل أن يكون هناك احترام متبادل بين أبناء العشائر التسع وأن يعيشوا في تناغم. في النهاية، أدرك أبناء العشائر التسع التناغم في ظل تطلعات فضائله الرفيعة." عندما كان ياو في سن متقدمة، جهز لنقل عرشه إلى زعيم اسمه سي يوي، الذي رفض بحجة أنه كان متواضعاً وأن فضائله لا ترقى إلى المستوى المطلوب للحاكم. 
لقد آمن شعب شانغ (الصيني) بالقَدَر المحدد سلفاً من قبل السماء. ولكنهم اعتقدوا أيضاً أن تغير القدر المحدد سلفاً سببه هو فساد الفضيلة.
يتعرض كتاب جامع النصوص القديمة لتسعة مجالات في حكم الدولة، ستة منها تشمل ثلاث فضائل في إدارة المجتمع، وهي تحديداً: الإخلاص، الصلابة والليونة، الهدوء، والعمق، والاستقامة في الإخلاص، القوة والمنعة في الصلابة، والسلاسة ولطف المعاشرة في الليونة. 
قال الأمير تشو قونغ لكانغ شو: "عندما تدير الأرض التي يقطنها أهل مملكة أسرة ين التي سقطت، من المهم أن تجعل المسنين والناضجين من الرجال يعرفون أسباب السقوط. اعلم أن نهوض مملكة أسرة تشو سببه أن الملك ون أظهر رحمته (مروءته) وفضائله، وعامل الناس بحرص ولم يجرؤ يوماً على الاستئساد على الضعفاء والأرامل. هذا هو سبب تلقيه الدعم من السماء. ا
وجاء في فصل آخر من كتاب "جامع النصوص القديمة"، أن، كبير القضاة، أعطى النصيحة التالية للملك مو، ملك أسرة تشو: "القوة الفاضلة فقط هي الجديرة بالاحترام والخشية.، والسطوع الفاضل فقط هو الأكثر تألقاً. المرء الجليل والمحترم يجلس عالياً  باعتباره الملك، والمخلصون والأذكياء يصبحون الوزراء. فضائلهم الرائعة تسطع وسيعمل الناس جميعاً للحفاظ على الفضائل. ومن ثم، ستبقى العدالة نزيهة، وسوف نقود الناس في بيئة اجتماعية مستقرة للمحافظة على المبادئ المحترمة للأخلاق." وانتهى كبير القضاة إلى القول: "فقط بتحمل الفضيلة

السماوية، وتنفيذ مهمتك الخيرية يمكنك أن تتمتع بثواب السماء للبشر." ومن ثم فإنه في التراث الثقافي لأسرة تشو، كان الوزراء يولون أهمية لوظيفة القانون، ولكنهم كانوا يولون أهمية أكبر للفضائل الرائعة لمن في السلطة التي تحكم المجتمع. كان القانون الجنائي أداة مكملة فقط للحكم الفاضل.
إن المجتمع المصري، وهو في حالة انقسام واضح، يحتاج من الرئيس أن ينظر بإمعان في ما قاله فيلسوف الصين ومعلمها الكبير، كونفوشيوس الذي المثال السياسي لتقريب الممالك الأصغر من خلال الفضيلة. قال كونفوشيوس: "إذا لم يخضعوا لسلطانك، عليك أن ترتقي بهيبتك الثقافية حتى يتبعوك تلقائيا. وطالما أنهم يأتون إليك بالاقتناع، عليك أن تجعلهم على راحتهم."

وقد عاش المفكر الصيني منشيوس في أواسط فترة الممالك المتحاربة في الصين، وهي فترة ارتباك وفوضى ساسية مثل التي تعيشها مصر حاليا، فقد كانت عصر التنافس بالقوة بين الأمراء، الذين اكتسب بعضهم في الحروب من أجل السيادة بعض الأمراء مواقع متفوقة . وذات مرة كان منشيوس في حوار مع الملك هوي لمملكة ليانغ، وانتقد منشيوس تفكير الملك، وكشف بوضوح الخطر الذي يمكن أن يجابهه الملك هوي في سعيه المحموم إلى الأرباح. وعندما قال الملك هوي له: "سيدي المبجل، قد تكون لديك بعض السبل لتحقيق الربح لمملكتي، ألا يجوز ذلك؟" وقد رد منشيوس سريعا: "لماذا ذكرت جلالتكم كلمة ربح؟" إن ما يهم هو المروءة والاستقامة. إذا تقول جلالتكم: "كيف يمكن أن أحقق الربح لمملكتي؟ سيقول كبار المسؤولين، كيف نحقق الربح لإقطاعياتنا؟" وسيقول المثقفون والعامة، كيف نحقق الربح لأنفسنا؟  "إذا تصارع الذين في الأعلى مع الذين في الأسفل على اختطاف الربح من بعضهم البعض، تصبح البلاد في خطر."