عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عش دبابير التمويل

دهشت كثيرا لماقالته السيدة جميلة إسماعيل في مداخلة تلفزيونية مع السيد عادل صبري حول ما أعادت بوابة الوفد الإلكترونية نشره من وثائق ويكليكس، نقلا عن موقع وكالة أنباء " America In Arabic News Agency". قالت جميلة إسماعيل، على الهواء، ردا على ورود اسمها وآخرين في الوثائق ((هناخد حقنا بدراعنا)).

راعني أن تقول ذلك ناشطة سياسية، من المفترض أنها تدافع عن حق التعبير وشفافية المعلومات وحرية الصحافة وحماية الصحفيين. هددت بممارسة البلطجة. وقد لفت انتباهي أنها قالت "هناخد"، أي أنها ليست وحدها وإنما معها آخرون ينشقون ويواجهون حرية تداول المعلومات. والمعنى الواضح من ذلك أن هناك فريقا يعمل من أجل حجب معلومات، متاحة على الإنترنت لمن شاء. ولم يكن "الإثم" الذي ارتكبته بوابة الوفد غير أنها أعادت نشرها.
لعل أكثر ما يعبر عن الوضع الذي أثاره نشر بوابة الوفد لوثائق ويكيليكس هو قول أحمد شوقي:
إِلامَ الخُلفُ بَينَكُمُ إِلاما    وَهَذي الضَجَّةُ الكُبرى عَلاما
وَفيمَ يَكيدُ بَعضُكُمُ لِبَعضٍ  َتُبدونَ العَداوَةَ وَالخِصاما
إن الذعر الذي أصاب من وردت أسماؤهم في الوثائق يثير علامات استفام كثيرة، وأسباب ذلك ما يلي:
أولا: أن ما يقوم به النشطاء، الذين يقولون لشعبهم إنهم يدافعون عن حقوقه، من حق هذا الشعب أن يعرف من يقابلون وعما يتحدثون، خاصة إذا كانت تلك المقابلات مع سفيرة دولة (الولايات المتحدة الأمريكية) استقر في ذهن المصريين أنها تعمل ضد بلدهم لمصلحة دولة أقل ما يقالعنها إنها ليست صديقة (إسرائيل)؛
ثانيا: إنه إذا كان تلك المقابلات في مصلحة المصريين، فمن المفترض أن يسعد هؤلاء (الناشطون) أن يعرف بها الشعب، وأن يشكروا من سهل وصول المعلومة لأفراد ذلك الشعب الذي قد لا تتوفر لغالبيته سبل الحصول عليها من أمريكا إن أرابيك؛
ثالثا: أن بوابة الوفد عندما نشرت تلك المعلومات لم

تدعي أنها سبق لها،وغنما نسبتها إلى المصدر الذي أخذتها منه، ومن ثم فإن من يعترض عليها عليه أن يقاضي مصدرها، وتكون المساءله لمسؤولي بواية الوفد إن هم نشروا نصا غير الذي نشرته أمريكا إن أرابيك؛
رابعا: أن تحالف "النشطاء" في الهجوم على بوابة الوفد يكشف عن تضامن صريح أو ضمني بينهم،  وأن الانزعاج الذي سببه النشر يثير الريبة في الدور الذي يقوم به هؤلاء؛
خامسا: أنه ليس صحيحا أن كل من عارض مبارك لم يكن جزءا من النظام البائد، فالمستفيون من ذلك النظام لم يكونوا القاعدين على كراسي السلطة فقط، وغنما أيضا الذين وفرت لهم (معارضة) النظام سبل الشهرة والمال والاتصال مع جهات أجنبية والحصول على مزايا متنوعة، وقد حصل بعضهم على مكاسب أكثر من التي حصل عليها من كانوا في قلب النظام؛
سادسا: أن ثورة الخامس والعشرين من يناير كشفت ورقة التوت عن كثيرين من ادعياء البطولة، فبعض سقوط نظام مبارك انكشفت كثير من أوراق "الناشطين" الذي كانوا يمثلون جزءا من تركيبة نظام ادعى أن فيه موالين ومعارضين، فلما سقط ذهب أصحاب الكراسي إلى السجن والنسيان، ووجد المعارضون أنفسهم في العراء: من يعارضون؟

----------

بقلم:  حسين إسماعيل
[email protected]