عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

هل يصحح التاريخ مساره؟

مع انطلاق رصاصات الغدر التي اغتالت الرئيس محمد أنور السادات صبيحة يوم السادس من أكتوبر 1981 وسط جيشه وأمنه وتحت أنظار العالم كله لم تكن هذه الفاجعة الموجعة هي أكبر هموم الوطن. إن ظلام الحزن الذي غمر الوطن استغلته أيدٍ عبثت في بعض أوراق الرئيس الراحل والتي كانت قابعة في أدراج مكتب الرئيس، هذه الأوراق إن رأت النور كان من شأنها تغيير مستقبل مصر إلي الأبد.

هذه الأوراق التي لن ولم تر النور كانت تحمل قرارين جمهوريين بتعيين كلٍ من منصور حسن والفريق كمال حسن علي نائبين لرئيس الجمهورية. كان إعلان هذه التغييرات في هذه المناصب العليا متوقفا علي العثور علي مركز مناسب يليق بنائب رئيس جمهورية سابق هو حسني مبارك كما كان يحلو للرئيس السادات أن يطلق عليه.
هذه القرارات الجمهورية قد تكون ممهورة بتوقيع الرئيس الراحل أو أن توقيعها كان مؤجلاً لما بعد أعياد أكتوبر التي تحولت بعدها مصر إلي سرادق عزاء كبير.
إن الأيدي التي عبثت بأوراق وأدراج الرئيس الراحل كانت تعلم ما تبحث عنه ونجحت في العثور علي بغيتها لتطمس هذه الأوراق إلي الأبد استغلالاً لعدم إذاعة أو تسرب أي معلومات عن هذه القرارات.
إن تعيين الفريق كمال حسن علي رئيساً للوزراء خلفاً للدكتور فؤاد محيي الدين كان بمثابة ترضية لهذه الشخصية الذكية التي اشتركت في انجاح مفاوضات السلام مع الدكتور مصطفي خليل وروضت الإسرائيليين واكتسب احترام الاسرائيليين والعرب علي حد سواء، كما أنه تبوء العديد من المناصب الرفيعة مثل جهاز المخابرات ووزارة الدفاع ووزارة الخارجية كما أنه اشترك في كل الحروب التي خاضتها مصر.
أما السيد منصور حسن الذي يرأس المجلس الاستشاري حالياً فقد آثر الرحيل في صمت كسياسي محنك يعلم جيداً اتجاه الريح عندما لا تكون مواتية، ولم يكن من الحكمة إفشاء ما كان الرئيس الراحل علي وشك

القيام به من تغييرات.
أما وقد رحل الفريق كمال حسن علي بعد أن تخلص منه النظام السابق سريعاً ليزيل آخر المنافسين المحتملين علي الرئاسة باعتبار ما كان سوف يقوم به الرئيس الراحل.
فهل يصحح التاريخ ما سطره علي مدي ثلاثين عاماً ان وجود منصور حسن علي المسرح السياسي وهو رجل دولة بمعني الكلمة ان صمت وصمود منصور حسن طوال ثلاثة عقود واسناد مهمة علي درجة عالية من الحساسية في فترة حرجة من عمر الوطن قد يوحي بأن التاريخ قد يقدم علي فعل شيء نادر الحدوث. ان منصور حسن إذا ما ترشح للانتخابات الرئاسية القادمة وفاز بمنصب رئيس الجمهورية فإنه يثبت بذلك ما قد سبق أن اثبته الراحل ماجيلان عندما اكتشف ان الأرض كروية و«من حيث بدأنا نعود».
ان الايادي التي عبثت في أوراق الرئيس الراحل هي التي ظلت تعبث بعد قيام الثورة لشهور عدة لترتب أوراقاً من شأنها أن تكون سيف ابتزاز مسلط علي رقاب الذين تركوا قائمين علي ادارة البلاد. عن المسيح عليه السلام، فمن كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر» فهل يصحح التاريخ ما سطره في دفاتر ويتوقف الزمن لنعود إلي نقطة البدء التي بدأ عندها الخطأ.
---------
مساعد رئيس الحزب الوفد