عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

النداء الأخير قبل إقلاع طائر الحرية

عندما وضعت الحرب العالمية الأولي اوزارها واثناء المخاض الذي ولدت من خلاله عصبة الامم، اعلن الرئيس الامريكي ودرو ويلسون اعلانه الشهير بأن شمس الحرية قد بزغت علي شعوب الارض كافة ومن حق هذه الشعوب ان تنعم بنسائم الحرية التي هبت علي العالم.

 

ولكن.. وآه من لكن.. فبعد أن جرت مياه كثيرة في نهر الحياة الزاخر بالاحداث التاريخية التي غيرت وجه الكوكب فإذا بالمبادئ التي نادت بها الولايات المتحدة مجرد دعاية جوفاء وافرغت المبادئ من مضمونها ولكن.. انها المصالح اللعينة، واصحبت مقولة ونستون تشرشل الشهيرة ابان الحرب العالمية الثانية هي الاكثر تطبيقاً »ليس لبريطانيا العظمي أصدقاء دائمون أو أعداء دائمون ولكن لها مصالح دائمة« هذه المقولة غير الأخلاقية أصبحت المبدأ الذي تطبقه الولايات المتحدة خليفة بريطانيا في الشرق الاوسط، إن السياسة غير المعلنة التي تعتمد علي تقارير سرية للمخابرات والتي تدعم الاستقرار في مصر رغم انه وليد دكتاتورية حفاظا علي المصالح الامريكية سوف يكسب الولايات المتحدة الامريكية عداء للشعب المصري الذي يتوق للحرية، ولتتذكر امريكا ان ابناء الشعب المصري وليست الحكومة المصرية هم الذين وقفوا في وجه الدكتاتورية في العراق جنباً إلي جنب مع أبناء الشعب الامريكي الذي قاتل ومازال في سبيل حرية وديمقراطية العراق الشقيق وان الشعب المصري اذ قام »هبة رجل واحد« ليتنزع حريته من دكتاتور لا يقل استبداداً عن صدام حسين فأنه لا يسأل العون من الولايات المتحدة من خلال عملية درع صحراء جديدة بل كل ما يرجوه الشعب ان تنتصر امريكا لمبادئها المعلنة والتي يتضمنها الدستور الامريكي في أول مبادئه، ارجو الا تظن الولايات المتحدة ان الشعب المصري هو اقل من ان يحظي بحريته وأن يحلم بالرفاهية شأنه شأن الشعب الامريكي الا اذا كانت الحرية والديمقراطية هي سلعة مقصورة علي الامريكان، لقد آن للبيت الابيض في ظل رئاسة الرئيس اوباما الذي هو افراز العصر الجديد الذي يعيشه العالم مع بداية قرن جديد ان يعيد النظر في السياسة الامريكية الخارجية حيال دول الشرق الاوسط وأن تتطابق المبادئ المعلنة مع السياسة التي تمارسها الولايات المتحدة علي ارض الواقع وليكن

مبدأ »السياسة فن الممكن« هو اقرب المبادئ الاخلاقية التي يمكن تطبيقها في الشرق الاوسط المحترق.

ولنتذكر دائما أن مصر مدت يدها دائما إلي الولايات المتحدة الامريكية فاستقبلت الرئيس ريتشارد نيكسون بالورود والاحضان في الوقت الذي تنكرت له بلاده هذا الود الذي قوبل به كان موجهاً بالدرجة الأولي لشعب الولايات المتحدة الامريكية وأن الاتفاقية المبرمة بين مصر والدول الأخري ملزمة لشعب مصر وأي حكومة مصرية جديدة يختارها الشعب فاننا لسنا بالشعوب التي تنقض العهود ولتبحث الولايات المتحدة عن الطرف الذي لا يحترم عهدا ولا ميثاقا واننا لم ولن ننسي مساعدة الولايات المتحدة لنا عسكريا واقتصاديا تلك المساعدات التي نرجو أن تأخذ اشكالا اخري اكثر فائدة للشعب المصري وأن الشعب المصري لن يجعل من تخوف الآخرين من قيام حكومة حرة سبباً في اجهاض آماله في الحرية والديمقراطية.

ونود من الحكومة الامريكية ان تأخذ موقفاً منصفاً من الشعب المصري الذي قام بثلاث ثورات في العصر الحديث اجهضت جميعها ولم يهنأ بثمارها المرجوة وأن تؤيد انتفاضة الشعب لنيل حريته وانها بعدم اتخاذها موقفا واضحا من الاحداث الجارية فانها سوف تقامر علي »الحصان الخاسر« وسوف يسقط الكثيرون بفعل النيران المفترض انها صديقة.

ارجو أن تتدارك الولايات المتحدة الامر قبل فوات الاوان، وقبل أن تنطفئ »شعلة تمثال الحرية« بفعل أنفاس الشعوب المتطلعة للحرية وقبل أن يقلع طائر الحرية في سماء اللاعودة.

*وزير دولة بحكومة الظل الوفدية