رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مثال لإنعدام الرؤية السياسية

عندما قام الرئيس جمال عبدالناصر فى أواخر شهر مايو 1967 بالذهاب الى مجلس الامة (الشبه معين) ليعلن امام نوابه انه اتخذ قرار اغلاق مضايق تيران التى لم يعلم معظم المصريين موقعها على الخريطة – أمام الملاحة الاسرائيلية ودون ان تدرى جموع الشعب نوابه ان خطاب عبدالناصر كان بمثابة إعلان حرب على اسرائيل

وقام النواب فى المجلس الموقر بالتصفيق والتهليل لهذا القرار فقد أعلن عبدالناصر انه أطبق على عنق الافعى وأمر بسحب القوات الدولية من سيناء وكان ذلك تأكيداً لنوايا عبدالناصر بشن حرب ضد اسرائيل التى لم تقف مكتوفة الايدى وشنت حرباً وقائية هزم فيها الجيش المصرى الذى لم يكن مستعداَ لأى حرب خاصة بعد إنهاكه فى حرب اليمن واجترع الشعب المصرى مرارة الهزيمة التى مازال يعانى منها الى يومنا هذا.
إن هذه المقدمة ضرورية  ومصر تستعد لخوض الانتخابات البرلمانية التى سوف تؤدى الى برلمان قد يكون حراً ولكنه بلا شك برلمان غير متجانس، إن جموع المصريين الذين قاموا بثورة 25 يناير واسقطوا النظام الفاسد ومجلسى شعبه فثواره يأملون ان يحصلوا على مجلس شعب يحقق لهم أحلامهم فى العدل والحرية وليس مجلساً مشوهاً كالمسخ المعروف باسم فرانكشتاين الذى لطالما ارعب الناس فى افلام الرعب التى يهواها البعض.
إن البعض الذين يمنون أنفسهم بالفوز بمقاعد المجلس القادم يجب ان يضعوا نصب اعينهم ان المسئولية الملقاة على عاتقهم هى مسئولية جسيمة وهى ليست فقط مسئولية التشريع والرقابة بل هى مسئولية وضع رؤية سياسية خارجية اسوة بالسياسة الداخلية حيث إن جموع الشعب التى تلقت لفافات اللحم والزيت والهدايا لحصد اصوات الناخبين وتتوقع ان تستمر هذه الهدايا – عفواً الرشاوى – الى ما بعد مرحلة دخول مجلس الشعب وكذا اطلاق الشعارات الرنانة الجوفاء التى لا تستند الى ارض الواقع حيث إن المتغيرات التى تفاعلت معها السياسة المصرية الخارجية فى مرحلة ما بعد عبد الناصر الذى كان قد قبل بمبادرة روجرز قبل وفاته و كان ذلك بمثابة الخطوة الاولى فى اتجاه تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة الامريكية – القوة العظمى

الرئيسية فى العالم – التى كانت قد ساندت مصر فى وقف العدوان الثلاثى عليها عام 1956 والضغط على اسرائيل للانسحاب من سيناء الى الحدود الدولية.
لقد فشلت الادارة المصرية فى قراءة الرؤية الامريكية للشرق الاوسط كان العقاب من خلال الموافقة على الخطة الاسرائيلية لكسر القيادة المصرية للمنطقة وذلك بالهزيمة النكراء فى خمسة ايام, إن انعدام الرؤية للسياسة الخارجية و عدم وضوح الخط السياسى للبعض يعود بنا الى مناطق ضبابية حتى ان التنسيق الاستراتيجى العسكرى و السياسى بين مصر والولايات المتحدة الامريكية قد مضى فى طريق طويل له تاريخ يبدأ منذ ما يقرب من اربعة عقود وأن محاولة خداع الشعب والنخبة تطالب كافة القوى السياسية بتحديد موقفها من العلاقات السياسية الخارجية درأَ لاى اخطار قد يتعرض لها الوطن الذى لا يحتمل الخوض فى غمار معارك لا معنى لها فى عصر أصبحت فيه حريات الشعوب امراَ مفروغاَ منه.
إن وضوح الرؤية السياسية كذا احترام الاستراتيجيات التى إنتهجتها مصر منذ خروج الخبراء السوفييت من مصر و حتى القيام بمناورات مشتركة باسم النجم الساطع مع الولايات المتحدة هو وضع يجب ان يقوم كل طرف طامع فى القيادة فى وضعه فى الاعتبار و ان الشعب المصرى دفع ثمناَ باهظاَ بسبب الانفراد بالقرار فى مايو 1967 و انعدام الرؤية السياسية لبرلمان 67 برلمان –«تيران .. تيران».
----------
مساعد رئيس حزب الوفد