رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الحرية ودعاة الفتنة!

الإنسان حر فى اختيار ديانته ومعتقداته.. الله عز وجل كرم الإنسان.. وجعله حراً فى اختيار ديانته.. «فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر».. ولكن بعض البشر ينصبون أنفسهم أوصياء على الناس والمجتمع.. وتدفعهم أفكارهم وألسنتهم لبث الفتنة والوقيعة بين الناس بقصد أو بغير قصد.

منذ يومين قررت نيابة استئناف القاهرة صرف ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية من سرايا النيابة بضمانه الشخصى على ذمة البلاغ المقدم من المحامى نجيب جبرائيل رئيس الاتحاد المصرى لحقوق الإنسان، الذى يتهمه بازدراء الأديان.
قال جبرائيل فى بلاغه: إن برهامى لم يترك مناسبة إلا ويكيل للمسيحيين فى ديانتهم.. ويزدريها.. الازدراء.. يعنى التحقير.. ولا يجوز لأى داعية أو مواطن أن يحقر من ديانة أو معتقدات الغير.. حتى لا يضطر الآخر أن يستخدم نفس السلاح.. وتثار فتنة بين الناس تؤدى لهدم المجتمع.. أو الاقتتال بين أفراده، خاصة أن هناك متطرفين لا يقبلون بالحوار والسيف أقرب لقلوبهم وعقولهم.
وهناك شباب تدفعه الغيرة على دينه مع تهوره واندفاعه للهجوم المسلح، خاصة إذا تلوثت أدمغته بسموم أفكار وكلمات دعاة يثق فيهم ويتعامل مع أقوالهم كفتاوى شرعية واجبة النفاذ.. وهنا تحدث المصائب والكوارث.
من السهل أن يحرض داعية شباب غض أو غير راشد لارتكاب إثم وجريمة باسم الدين.. وهذا النوع من الدعاة يسيء لدينه بعمى بصيرته وحقده الدفين

على الناس والمجتمع.
اختلط الحابل بالنابل فى مجال الدعوة الدينية التى لم تعد مقصورة على علماء الدين والفقه الأجلاء العقلاء.. وهذه المشكلة أصبحت وباء يهدد المجتمع.. لأن الدخلاء على مجال الدعوة يتاجرون بالدين، إما لمنفعة مادية أو طمعاً فى سلطة..أو بحثاً عن زعامة سياسية.
الداعية الحق هو العارف والدارس بعمق لشئون دينه.. وهو القادر على نشر سماحة الدين وقيم الإسلام السامية التى تدعو للخير والسلام وحب الآخر وإحياء الضمير الإنسانى.
خلط الدين بالسياسة يدفع بعض الدعاة الباحثين عن سلطة.. لجذب الانتباه بفتاوى متطرفة أو غريبة.. والإساءة للآخر.. الشيخ برهامى يتسم بالعقلانية فى أمور كثيرة.. ويجنح للهدوء والسكينة والموضوعية ولكنه أحياناً يصدمنا بكلام لا يفيد والمجتمع ولا يجدى بل إن ضرره أكثر من نفعه وأشد ضراوة.
الداعية الحق.. يدعو لتماسك المجتمع وتضافر جهود أبنائه.. وقت الشدة.. وفى مرحلة يتعرض فيها الوطن لخطر جسيم.