عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الفضائيات ودعاة العنف

مصر لم تعد مصر التي نعرفها.. ويعرفها العالم من حولنا.. مصر ينهش لحمها وعظامها الذئاب من البشر تحت مسميات مختلفة وادعاءات كاذبة.
مصر الغالية تأكلها الصراعات والعنف والانقسامات الدينية السياسية والتطرف الأعمى الذي يأكل الأخضر واليابس.

الإسلام يتسم بالوسطية والاعتدال.. «وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء علي الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا».. والأزهر الشريف دائماً يمثل تلك الوسطية في مواقفه وآرائه واعتداله في أحكامه، فالأزهر هو القابض علي الوسطية في أرض الكنانة.
عندما يتحدث أزهري في الدين.. فهو يقدم الإسلام بسماحته واعتداله ووسطيته، ورحمته وبالحكمة والموعظة الحسنة علي عكس الذين يتخذون من الدين تجارة، ويروجون لأفكار مسمومة ويستخدمون العنف لترويج بضاعتهم وإثارة الفتن.
لقد تابعت حواراً بين شيخ أزهري وقمص مسيحي علي شاشة إحدي الفضائيات، وكان الحوار هادئاً موضوعياً بين الطرفين، ولكن عندما تدخل أحد المتطرفين في الحوار مدافعاً عن أفكار متطرفة تؤدي للوقيعة والفتنة، حاول الشيخ الأزهري الدفاع عن وسطية الإسلام وسماحته، ولكن المتطرف المنتمي لأحد التيارات الإسلامية لم يعجبه حديث الأزهري وانهال عليه بوابل من الاتهامات والسباب، فتحول الحوار بين الأزهري والمتطرف إلي خناقة بين المتطرف الإسلامي والأزهري المعتدل الوسطي، وجلس القمص متفرجاً هادئاً.
مثل هذه الحوارات التليفزيونية لا ريب تثير الفتنة، خاصة إذا كان أحد أطرافها يتسم بالتطرف ويدعو للعنف أو القتل.
إنني من أشد الداعين للحرية، ولكن الحرية التي تصب في خدمة المجتمع والمواطن، وليست الحرية الداعية للانتقام والقتل وإثارة العنف والكراهية بين الناس.
ليست هناك قوي تستطيع وقف قطار الحرية.. ولا يمكن إصدار فرمان يمكنه تكميم الأفواه.. أو قرار ديكتاتوري بـ «تلجيم» الألسنة أو توجيهها، ولكن يجب علي القائمين علي الفضائيات إدراك مخاطر الألسنة التي تبث الفتنة وتروج للبلطجة والقتل تحت ستار الدين.
ليس في صالح الوطن أن يطل علينا بأحد البرامج متطرف ويطلق لسانه قائلاً: «يجب قتل الفتاة المسلمة التي تخرج عن دينها».. ثم يرد عليه القمص: «وماذا نفعل مع الفتاة المسيحية التي تدخل الإسلام؟».
حرية ممارسة الشعائر الدينية واجبة.. وهي حق مكفول لكل مواطن وكل طائفة.. والقرآن أكد علي

هذا «فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر»، فلماذا نتطاحن ونسمح لأنفسنا بالتدخل في شئون أديان الآخرين، وتكون النتيجة فتنة.. صراعاً.. وقتلي.
يجب أن نكون علي قدر المسئولية في الحفاظ علي وحدتنا الوطنية.
طرح الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل نفسه كبديل للرئيس محمد مرسي لإدارة شئون البلاد.. إذا استمر مرسي بحكم مصر بأيد مرتعشة.
من حق الشيخ حازم أن يقول ما يشاء، ومن حقه أن يأمل أو يطمح في كرسي الرئاسة.. ولكن عندما يقول: «إن لديه حلولاً لكل شيء بما فيها البلطجة»، فهل الدعوة للبلطجة حق للعقلاء؟
في مسجد أسد بن الفرات بالدقي قال حازم أبوإسماعيل كلاماً خطيراً، ولكن ماذا ينتابك من إحساس عندما يقول: «إننا علي استعداد كامل للاستشهاد وليست لدينا أزمة في أن يقتل من «أبوإسماعيل» وأنصاره عشرات الآلاف مقابل الجهاد في سبيل الله وتطبيق الشريعة الإسلامية مثلما حدث في العراق التي قتل فيها الملايين للتصدي للعدوان الأمريكي».
أحسست بالخوف علي بلدي والناس.. فالجهاد الذي يدعو إليه.. ضد من؟.. هل ضد القوي الوطنية المصرية؟.. أم ضد كل من يختلف معه في الرأي؟.. أو ضد كل من يدعو بالحكمة والموعظة الحسنة والبعد عن العنف؟
من حق أبوإسماعيل أو غيره.. أن يصل لكرسي الرئاسة بانتخابات ديمقراطية..ولكن ليس بالقوة والبلطجة أو القتل، لأنها وسائل لهدم مصر.. وتأكل الأخضر واليابس.. رغم قناعتي بأن تلك الكلمات مجرد دخان في الهواء.