رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نظرية.. «الاشتغالات»

.. لماذا نحن فقط من يتم خداعنا لمرات كثيرة.. ومتتالية ومتوالية.. وننشغل ونندفع في كل مرة الى أقصى مدى.. قبل أن ندرك أننا قد تم «اشتغالنا» ثم حتى لا نكمل البحث عمن خدعنا؟.. هل هي «السذاجة» المفرطة؟.. أم الطيبة الزائدة؟.. أم «الجهل» ببدهيات الأمور وعدم معرفة أبسط قواعد المنطق؟.. أم استشراء «الأمية» حتى بين بعض من يدعون الثقافة؟.. أم كل هذا معاً؟..

بادئ ذي بدئ ف«الاشتغالة» - بكسر الهمزة – تعبير مصري عامي يعني التعرض لعملية نصب وخداع، يتم فيها تضليل الضحية بمعلومات مغلوطة لتحقيق أهداف منظم «الاشتغالة».
اشتغالة 1: .. في ذروة الفعل الثوري، وأثناء قمة «التهاب الأعصاب»..، وعندما كانت مشاعرنا كسلوك الكهرباء العارية، وبينما الدماء تغلي في عروق الثوار في كل ميادين مصر ضد التخلف والجهل والمرض والقمع والدولة البوليسية.. والفقر، خرجت علينا صحيفة «الجارديان» البريطانية العريقة، (علمنا فيما بعد انها مملوكة لحكومة دولة شقيقة).. خرجت بعنوان بارز يقول: «ثروة عائلة مبارك في الخارج 70 مليار دولار».. كان ذلك يوم الجمعة 4 فبراير 2011، هل تذكرون ذلك اليوم؟!!
وطبعا صدقنا «الصحيفة العريقة»،.. وصببنا غضبنا نارا.. ودماء حارة على الرئيس ذي ال70 مليارا، قبل أن يعلن مدير تحرير «الجارديان» (كريس إليوت) يوم 24 مارس 2011 أي بعد شهر كامل أن الجريدة أخطأت خطأ فادحا في تقدير ثروة عائلة مبارك!!.. نعم لقد تم «اشتغالنا» بنجاح،.. ولا يظنن أحد أنني أدافع عن مبارك.. أبدا فأنا شخصيا - وانا حر طبعا - أعتقد أن «ثروة العائلة المباركة» ربما تتجاوز هذا الرقم،.. لكن يبقى توقيت الخبر و«ثقل» الجريدة.. نموذجا «للاشتغالة»..!
اشتغالة 2: نشر تنظيم «داعش» الارهابي السيرة الذاتية ل«الخليفة» ابو بكر البغدادي فجمعت فيه كل شروط الإمامة العشر حتى النسب الى بيت الرسول الكريم، عليه أفضل الصلاة والسلام، - وأنا أعتقد بكذب ذلك طبعا – وهذا في حد ذاته «اشتغالة» للبسطاء، الا أن «احدهم» أتعب نفسه أيما تعب، وكتب تحليلا شاملا نسبه الى الاستخبارات الروسية، ليقول لنا إن «الخليفة المزعوم» ما هو إلا «يهودي» من أب وأم يهوديين، واسمه «شمعون إيلوت»، عميل لجهاز «الموساد» الإسرائيلي!!
.. هكذا ببساطة، افرحوا أيها الناس، فليس لدينا «فكر متطرف»، وليس بيننا «مسلم شارد»، وكل هؤلاء «الدواعش» منومون مغناطيسيا من قبل اليهودي «شمعون».. وغدا يستيقظون!!.. ولا داعي للحزن على ما وصل اليه حالنا، فكل ذلك من صنع الصهاينة بنا!!
والعجيب أن «الاشتغالتين» وجدتا صدى كبيرا، الأولى لدى أصحاب الميول «الداعشية» فها هو

خليفة من نسل الرسول فبايعوه!!، والثانية لدى البسطاء،.. فها هو «الخليفة الداعشي» أصبح يهوديا.. صهيونيا.. عميلا للموساد، وبالتالي فالإسلام منه براء، وليس بيننا «متطرفون» ولا داعشيون ولا حاجة بنا لمراجعة الخطاب الديني،.. فافرحوا يا مسلمين!!.. وابقوا على حالكم ساكنين!
.. ويقيني ان كلا الأمرين.. «اشتغالة».. فأفيقوا يرحمكم الله!
اشتغالة 3: شخصيا أعتقد بأن «حماس» تساعد المتطرفين في سيناء عن طريق تهريب السلاح والرجال، فهذه القناعة تتسق مع فكر «الإخوان» المتمثل في عدم وجود حدود بين الدول الاسلامية، ولكن كلما وقعت مذبحة في سيناء صرخ الإعلاميون بأن «حماس» وراءها، ومع ذلك ومنذ فتح السجون ومرورا بكل حوادث سيناء حتى مجزرة الكتيبة «101»، لم يخرج علينا «أسير» حمساوي واحد يؤكد ادعاءات الإعلاميين ويؤيد قناعتي!! حتى لو تم «استعرافه» على الطريقة العربية!!..
اشتغالة 4: قناعتي أيضا أن البرادعي أحد أهم مفجري ثورة 25 يناير، وهو ظاهرة سياسية محيرة للمراقبين، وسيظل رأي الناس فيه متفاوتا بين قمة الوطنية.. ومستنقع الخيانة، لكن لماذا يتعب أحدهم أصابعه في كتابة «تويتة» وتزوير نسبها الى الرجل، بهدف تشويه صورته، وقد تكرر ذلك كثيرا، وما هدفه إلا شغلنا.. و«اشتغالنا»؟
.. يمكننا أن نظل نكتب ونقرأ ونناقش «عشرات» الاشتغالات التي تعرضنا ونتعرض لها، ولكن ما الهدف؟.. وما الجدوى؟ المهم أن نقتنع بضرورة تغيير أسلوب تعاملنا وتعاطينا مع المعلومات التي نستقيها من مصادر الأخبار، وبخاصة الالكترونية منها، حيث تحول «الفضاء الالكتروني» الى «سبهللة» بلا ضابط ولا حسيب ولا رقيب، ويبقى السؤال.. هل نحن المصريين والعرب والمسلمين الضحايا الوحيدون؟ أم أن «العالم» كله يجري «اشتغاله» مثلنا، دون أن يدري؟
وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.


[email protected]
twitt[email protected]