عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اوعى تضيَّعنا معاك

اللهم ارحم شهداءنا الأبرار وأسكنهم فسيح جناتك مع الأنبياء والصديقين.. وألهم أهليهم وذويهم الصبر على المصاب الأليم.

المأساة الكارثية التي وقعت لأبنائنا ضباط وجنود الجيش والشرطة في سيناء كشفت أمورا كثيرة، أحدها فقط هو مدى حجم وشراسة وعنف وغدر الإرهاب الأسود الذي تحاربه مصر، بعيدا عن التحليلات العبقرية التي يعتقد بعض السادة «المحللين الاستراتيجيين» أنهم يقللون بها من شأن الإرهاب ويرفعون من «معنويات» منتسبي أجهزة الأمن، ويطمئنون أبناء الشعب الخائفين على بلدهم من الضياع.
فعندما يعرف الشعب، ويعي الناس حجم وشراسة الإرهاب الأسود الذي يسعى إلى تقويض دعائم الدولة المصرية، سيكون التقدير الصائب لضرورة «الاصطفاف الوطني» خلف القيادة السياسية في حربها ضد الإرهاب، وبقدر هذه المعرفة وهذا الوعي سيكون تعاضد وتماسك هذا «الاصطفاف»، وسيكون تحديد الأولويات التي اصبحت في الفترة الأخيرة متفرقة بين الاستعداد لمعركة الانتخابات البرلمانية، وتحديد الاهداف السياسية والسيطرة على البرلمان،.. وبين اليقظة لمكافحة الارهاب الشرس، وعليه وجب التركيز على ان المعركة ليست معركة النظام الحاكم أو الحكومة أو حتى السيسي وحده
مع الارهاب، بل هي معركة وجود الدولة المصرية مع مخطط دولي شرس لاسقاطها،.. ومعركة شعب مع تنظيم دولي، ودول صديقة وشقيقة – للأسف – تعتقد ان مستقبلها لابد أن يبنى على أنقاض مصر،.. وهو ما لن يحدث بإذن الله.
الشعب المصري ليس مطلوباً منه أن يمنح السيسي تفويضا جديدا لمواجهة الارهاب، فالتفويض موجود بالفعل، وليس محددا بزمن أو توقيت، لكن المطلوب من شعبنا ان يعي ان مكافحة الارهاب هي معركة وجود للدولة المصرية، وأن تسمية «ولاية سيناء» ليست لعبة.. ولا مزحة.. وإنما سيتم «تهويلها» وتضخيمها اعلاميا عبر قنوات الاخوان التي تحتضنها تركيا،.. وستدعم هذه «الاكذوبة» ببيانات «ارهابية» من عينة تحذير الاجانب والشركات الاجنبية والسياح ومنحهم مهلة للمغادرة أو تحذيرا لعدم الحضور إلى مصر!!
الشعب المصري لا يمكن أن نطالبه بالامتناع عن اظهار مشاعر الغضب والسخط على كل من خدعه وصور له ان الارهاب الاسود يلفظ انفاسه الاخيرة على ارض سيناء، ثم يفاجأ بمثل هذه المذبحة التي وقعت لجنودنا،.. لكننا وبالتأكيد علينا ان نطالبه بألا يصاب بالاحباط واليأس

وأن يعلم ان المعركة طويلة ولم تقترب بعد من نهايتها، ولم تصل بعد إلى قمة وحشيتها وذروة قذارتها، ولنعلم جميعاً ان القادم يحتاج للاصطفاف والتآزر خلف الجيش والشرطة والدولة،.. دون ان يمنعنا ذلك من مطالبة السيسي مباشرة بضرورة «مراجعة» الأولويات واعادة ترتيبها لتحقيق الاصطفاف والتآزر
المطلوبين ووأد الفرقة والتشرذم الحاليين، واعادة الوحدة الى شعب مصر الذي نزل عن بكرة أبيه تلبية لدعوة السيسي التي اطلقها يوم 24 يوليو 2013 بعبارة واضحة وصريحة: «نداء للشعب المصري بتفويضي لمواجهة مخاطر إرهابية محتملة».. وها هي المخاطر المحتملة قد أصبحت حقائق دامية متوحشة،.. وها هما جيشنا وشرطتنا يدفعان الثمن باهظاً.. غالياً.. من دماء أبنائنا واخوتنا الطاهرة، وخرج السيسي ليقول للشباب «الثوري».. «وانت بتدور على حقك.. خلي بالك.. اوعى تضيعنا معاك».. جملة قالها الرئيس السيسي.. وظلت تتردد في أذني.. وتتماوج في عقلي ويؤرقني عمق ما بها من تحذير..
وكم ما فيها من صدق.. الله يخليك.. «اوعى تضيعنا معاك»!!
.. لكل شاب غض يعتقد ان الوقت هو الانسب للضغط السياسي والتظاهر غير المنظم والحصول على «حقوق» سياسية..
«اوعى تضيعنا معاك».
.. لكل سياسي «عائد» من جب «الحزن الوثني»، أو «صاعد» من حزب «ورقي»..
«اوعى تضيعنا معاك».
.. لكل مواطن متذبذب.. أو حائر أو مغيب أو مسلوب الإرادة..
«اوعى تضيعنا معاك».
.. لكل مسؤول.. متردد.. مرتعش اليد.. مشتت الأهداف..
«اوعى تضيعنا معاك».. «اوعى تضيعنا معاك»..
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.


[email protected]
[email protected]