رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وضع يد

وقف محامي رجل الأعمال الشهير يصرخ أمام رئيس النيابة الذي يحقق مع موكله .. وبينما هو منفعل في دفاعه خرجت منه عبارة "احنا دفعنا ثمن الارض وزيادة .. ما تشوفوا مين اللي ساكنين في قصورنا" فانتفض "رجل الاعمال" كمن لدغه عقرب معتذرا لرئيس النيابة الذي يحقق معه ،

وزاجرا محاميه همسا : "ياأخي اخرس .. دول شكلهم راجعين تاني" !!
حدث هذا الحوار اثناء تحقيق النيابة مع رجل اعمال تقدم ببلاغ للنيابة متظلما من قرار سحب قطعة ارض ضخمة ، واسترجاعها الى املاك الدولة المصرية ، وطبعا كان المحامي يلمح الى ان ثمن الارض المدفوع (من وجهة نظر سيادته طبعا) تم في شكل "قصور" يسكنها مسئولون سابقون حصلوا عليها كثمن لتسهيل "حصول" رجل الاعمال على الارض ، وطبعا هؤلاء المسئولون هم من يعنيهم رجل الاعمال بقوله "دول شكلهم راجعين تاني" !!
"كارثة توزيع" الاراضي في عهد مبارك طالت الجميع ، حتى المواطن متوسط الدخل اخذ نصيبه من الكارثة ، هيئة التعمير رفعت تقريرا لمؤسسة الرئاسة تقدر فيه مساحة الاراضي المأخوذة بطريقة "وضع اليد" تقدر باكثر من 7 ملايين فدان خلال فترة اقل من 10 سنوات مضت ، ومتوسط سعر الفدان الواحد حوالي 40 الف جنية او يزيد ، بأجمالي سعر يصل الى اكثر من 280  مليار جنيه !! .. وهذه المساحة الرهيبة لا علاقة لها بالاراضي التي تحيط بالطرق الصحراوية وعلى رأسها طريق مصر اسكندرية ، والتي تم توزيع اغلبها بسعر 50 جنيها للفدان على المحاسيب والمحظوظين بدعوى استصلاحها ، واغلب
هذه الاراضي تحولت بـ "قدرة فاسد ظالم" الى منتجعات سياحية ، وعندما حاولت الدولة تطبيق القانون رضخت 5 شركات فقط ، ورفض البقية دفع قيمة المخالفات او غرامة تغيير النشاط ودخلوا في

مفاوضات مع الدولة "الطيبة" ، وبعضهم احتمى بالمواطنين الذين "تورطوا" في وضع اموالهم لدى اصحاب "المنتجعات" لتحقيق حلم الحصول على منزل صغير وفدان ارض يتقاعد فيهما عندما يحين وقت التقاعد
نفس الامر حدث بشكل اكبر حجما واكثر ضررا فيما يعرف باراضي "الحزام الاخضر" لمدينة 6 اكتوبر ، والتي تم توزيعها على جهات سيادية وبعض الشركات المحظوظة ، وكلاهما باسعار بخسة ان لم تكن رمزية ، وقام السادة "السياديون"  باعادة بيعها باسعار السوق لافراد عاديين "غير سياديين" !! ، كما قامت الشركات المحظوظة بتقسيم الاراضي وبيعها لافراد الشعب غير المحظوظين" بمساحات صغيرة لا تتجاوز فدانا واحدا مع وعد ببناء بيت صغير عليها ، ودفع "غير المحظوظين" تحويشة عمرهم ليفاجأوا بالمشاكل تمنعهم من البناء ، او الزراعة او حتى مجرد الوصول لارضهم
وهكذا نفذ " السياديون النافذون" بحصيلة بيع الارض ، وطارت الشركات المحظوظة بارزاقها ، وبقى الافراد غير المحظوظين ولا السياديين مع ارض كانت حلم العمر فتحولت الى كابوس دائم
من  لهؤلاء؟ من يرفع الظلم عنهم؟ من يجد حلا عبقريا يمنحهم السكينة ويحفظ حق البلد؟ وحسبنا الله ونعم الوكيل فيمن كان السبب
وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء


[email protected]
[email protected]