عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مصر والمغرب "صافي يا لبن.. وَلِّينا صحاب"

..  استكمالاً لما ذكرته في مقال أمس من ضرورة تصحيح الأخطاء المتتالية التي وقع فيها الاعلام الخاص تجاه المملكة المغربية الشقيقة، والدعوة للعودة الى استخدام ما بقي لمصر من «قوى ناعمة» في رأب الصدع بين الشعبين الشقيقين، وقطع آمال «الصائدين في الماء العكر»،

أجريت اتصالاً هاتفياً مع صحفي مغربي صديق، كان قريباً جداً من مباحثات اليومين الماضيين بين وزير الخارجية سامح شكري ونظيره المغربي صلاح الدين مزوار، صديقنا كان سعيداً جداً بنتائج الزيارة، ووصف «البيان المشترك» الذي صدر عن الخارجية المغربية في نهاية الزيارة، بأنه مختلف، وغير
تقليدي، وغير «مؤطر» بأطر رسمية وقوالب جامدة وعبارات دبلوماسية معلبة، من نوعية: «بحثنا العلاقات الثنائية بين البلدين والموضوعات ذات الاهتمام المشترك».
وتدليلاً على ذلك قال صديقي الصحفي المتخصص في الشؤون العربية ان البيان بعد ان أكد على استعراض الوزيرين لحصيلة التعاون الثنائي على مختلف الاصعدة، وتطرقهما للافاق المستقبلية للتعاون بين البلدين الشقيقين في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والاجتماعية والثقافية، وسبل الارتقاء بها الى آفاق ارحب.
اتفق الجانبان على «محورية» العلاقة بين القاهرة والرباط، واعربا عن ارتياحهما لمستوى علاقات البلدين وما يميزها من تنسيق وتعاون على المستوى السياسي، و«انسجام» في المواقف و«تطابق» في الرؤى حول العديد من القضايا، وركزا على اهمية اعادة هيكلة وتنشيط العلاقات الثنائية بما يتناسب وطموحات الجانبين، من خلال انتقاء عدد من مجالات التعاون المحددة لتكون قاطرة تسمح بتحقيق النقلة النوعية المطلوبة، ورسم مسار للمرحلة القادمة من العلاقات الثنائية، يتمثل في عقد الدورة الرابعة من آلية التشاور السياسي وتنسيق التعاون الثنائي على مستوى وزيري
خارجية البلدين، والزيارة المرتقبة للرئيس عبدالفتاح السيسي الى المغرب والدورة السابعة للجنة المشتركة المغربية - المصرية بالقاهرة، تحت رئاسة قائدي البلدين، وذلك بغية احداث قفزة نوعية في هذه العلاقات والنهوض بالشراكة الاستراتيجية المنشودة بين البلدين.
قلت له: رغم أن الكلام «جيد جدا» الا انه لايزال في إطار الرسميات، وبصراحة ما يهمني فعلا هو جزئيتان:
-1 الموقف المغربي الرسمي من الحكومة المصرية الحالية، بعد ازمة اصدار كتاب «الصحراء الغربية بعيون مصرية».
-2 اللغط الذي اثير حول احتمال سحب السفير.
.. ضحك صديقي.. ضحكة طويلة.. وقال بلهجته المغربية التي يحاول تخفيفها وتطعيمها ببضع كلمات بالفصحى:
«أخي.. اعتبر أن كل ذلك «رسميا» كأن لم يكن وما حدث

فعليا هو زوبعة في فنجان، فوزيرنا (يقصد صلاح الدين مزوار) أعاد التأكيد على موقف المغرب الداعم لمسار التحول الديموقراطي في مصر، ومساندة المغرب لخارطة الطريق التي تبناها الشعب المصري.
كما أبرز (مزوار) وقوف المملكة بحزم الى جانب مصر في مواجهة الإرهاب وادانتها لأي اعمال تستهدف زعزعة استقرار مصر وأمنها، اما بالنسبة لمسألة الصحراء فقد أكد وزير الخارجية سامح شكري التزام مصر بالوحدة الترابية للمملكة المغربية وبالحل الأممي لقضية الصحراء وتأييدها لما جاء بقرارات مجلس الامن حول المشروع المغربي للحكم الذاتي والترحيب بالجهد المغربي الجاد وذي المصداقية لدفع العملية قدما نحو الحل.
إذا على المستوى الرسمي اصبحت الامور كما يقولون في المغرب «صاف يا لبن.. وَلِّينا صحاب»، وبقي المستوى الشعبي، وقد قرأت مقالك أمس، وأتمنى أن يتحقق طلبك، وتعود «القوى المصرية الناعمة» ممثلة في فناني مصر الذين نكن لهم كل الحب والاحترام، سواء كبار الفنانين أو شبابهم، فيكفي هنا أن نذكر أسماء مثل: أحمد السقا وأحمد حلمي وأحمد عز ليبتسم الشباب، ويبقى الحب والاحترام والتقدير لنجمات مثل ليلى علوي وعبلة كامل ومنى ذكي ومي عزالدين ونيللي كريم اللواتي يحظين بكل التقدير هنا في المغرب..
واختتم الصحفي المغربي الصديق مكالمته بقوله: «نعلم ما تتعرضون له من ضغوط.. ولكن لا تبعدوا عنا.. فبالرغم من طول المسافة بين بلدينا إلا انكم «يا مصريين» لكم مكانة شديدة الخصوصية في قلوب المغاربة».
وبانتظار تحرك «القوة الناعمة» لدعم الدبلوماسية تلبية لدعوة «المغاربة».
وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.


[email protected]
[email protected]