رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"المغرب".. في جنازة فاتن

.. عندما يأمر الملك محمد السادس سفير بلاده بالعودة إلى مصر فوراً لحضور جنازة الفنانة الراحلة فاتن حمامة نيابة عن ملك المغرب فإن ذلك يعني الكثير.

وعندما يحضر السفير المغربي محمد سعد العلمي لتقديم واجب العزاء لأسرة الفنانة نيابة عن ملك وشعب المملكة المغربية فإن ذلك يوضح عمق العلاقات بين الدولتين الشقيقتين ومدى الحب والمودة والاحترام والاعزاز الذي يكنه المغاربة للمصريين.. والذي يحمله المصريون للمغاربة... فعن أي خلافات تتحدثون؟
أخطأ «مخرج» وتفلسف كاتب.. لمسلسل مصري وذكر فيه أن البطل «ساحر» و«دجال» مصري عاش في جبال أطلس بالمغرب، أقدم المغاربة على قتله بعد اتهامه بسحر بناتهم!!.. واعترضت المغرب رسمياً على لسان الوزير مصطفى الخلفي الناطق باسم الحكومة معربا عن الاستياء من محاولة رسم صورة «نمطية» عن المغرب بها اساءة لكرامة شعبه.
واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي – عليها لعنة الله – وطالب المغاربة بمنع مشاركة الفنانين المصريين في مهرجاناتهم، فكان اعتذار أصحاب العمل عن ذلك والتأكيد ان الأمر تم دون قصد، وانتهى الأمر.
ثم أساءت مذيعة وإعلامية التعبير ووصفت اقتصاد المغرب بأنه مبني على (…..)، وهو خطأ غير مبرر.. ولا يمكن احتماله، ودفعت المذيعة الثمن، وغادرت القناة تماماً.
وفي المقابل.. اعتذرت وزارة الخارجية المصرية رسمياً مؤكدة أن مصر حكومة وشعباً تكن كل الحب والتقدير والإعزاز للمغرب الشقيقة، وقيادتها الرشيدة، وهو أمر صحيح تماماً بعيداً عن أي عبارات دبلوماسية.
.. وأخيراً كان التصرف أيضاً غير المنطقي، وغير المسؤول بإصدار كتاب «الصحراء الغربية بعيون مصرية»، ثم توجه وفد إعلامي مصري إلى الجزائر للمشاركة في لقاء دولي يدعم جبهة «البوليساريو» (الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب).. وسارعت وكالة أنباء (الأناضول) – لاحظ أن من تبنى الأمر هو وكالة الأناضول التركية!! – سارعت إلى تسليط الضوء على الموضوع. ونسبت إلى مصدر دبلوماسي مغربي مسؤول – دون ذكر اسمه – أن «المغرب» غاضبة من التحرك الإعلامي المصري، وتم تغيير لغة الخطاب تجاه نظام الحكم في القاهرة على شاشة التلفزيون الرسمي
المغربي!!
للأسف الحالات الثلاث كانت بأخطاء «سخيفة» وغير

«مبررة» من إعلام القطاع الخاص، وفي الحالة الأخيرة قامت وكالة «الأناضول» بدور العامل «المحفز»!. وتحملت «الخارجية» المصرية عبء إصلاح ما أفسده الإعلام الخاص، بسبب عدم الخبرة أو حسن النية، وأوقن أن مصر ستسارع إلى إزالة أي شوائب في العلاقة على المستوى الرسمي فورا، لما يربط البلدين من علاقات قوية وروابط تاريخية.
أما على المستوى الشعبي، فعلى الإعلام الخاص ان يكفر عن أخطائه ويعبر بصدق عن كم «الحب» والود والتقدير الذي تمتلئ به قلوب المصريين تجاه أهل المغرب، وأن يعكس أيضا هذا العشق الدائم والمتجدد الذي يكنه أهلنا في المغرب لكل ما هو مصري.. فنا.. وثقافة.. وغناء.. وأدبا، ففي المغرب يكفي ان تتحدث باللهجة المصرية حتى يتجمع حولك المحبون، يسألونك عن فاتن حمامة – رحمها الله – وحسين فهمي ومحمود ياسين وزبيدة ثروت وكل من يخطر.. ومن لا يخطر على بالك من الفنانين، ويظل الود محفوظا لكوكب الشرق أم كلثوم.. وللمقرئين الرائعين الطبلاوي والمنشاوي.
الشعب المغربي الشقيق يستحق منا أن نبادله حبا بحب، وودا بود، وليس أقل من زيارة حب وتقدير يقوم بها وفد من كبار فنانينا «المستقرين حبا» في أفئدة المغاربة،.. وحفل غنائي ضخم يشارك فيه ألمع مطربينا ومطرباتنا ويوجه ريعه للعمل الخيري في المغرب.. حتى تعود علاقاتنا الى مستوى «مزيان بزاف»!!
وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.


[email protected]
[email protected]