رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

سواق.. «بروفيشنال»

النكتة اللاذعة «القديمة» تقول ان سائحاً استقل تاكسيا من مطار القاهرة الى فندقه بوسط البلد وفي الطريق لاحظ ان السائق يتجاوز مسرعا كل الاشارات الحمراء التي صادفته، وعندما ابدى السائح استغرابه اجابه السائق: لا تخف أنا سواق بروفيشنال!! وفجأة توقف السائق امام اشارة خضراء!! فجن السائح وسأله ولماذا تقف امام الاشارة وهي خضراء؟!!. فأجابه السائق بكل ثقة: مش يمكن زميل «بروفيشنال» يكون «كاسر» الإشارة الحمراء فنعمل حادثة!!

هذا هو حال الانضباط المروري في شوارعنا، يصفه الزوار بأنه أشبه بمدينة الملاهي، ونقول نحن ابناء المحروسة انه «سيرك مروري».
ونتيجة لهذه «السبهللة» المرورية اصبحت مصر وبلا فخر أولى دول العالم في خسائر حوادث المرور، وتحديدا الموت على الطرق السريعة، ويتجاوز قتلى الحوادث المرورية في مصر 13 ألف قتيل و60 ألف مصاب سنويا، يتوقع ان يرتفع الرقم بشدة خلال العام الحالي، كما تزيد تكلفة الحوادث على 3 مليارات جنيه سنويا، في وقت تحتاج فيه البلد لكل «قرش» فعلياً.. فما بالك بـ3 مليارات؟!
هذا بخلاف مبلغ 5.5 مليارات جنيه دفعتها شركات التأمين على مدى الثلاث سنوات الماضية كتعويضات عن حوادث السيارات وحدها!
وحسب الإحصائيات أيضاً فإن الدراسات العلمية أثبتت أن أسباب الحوادث في الفترة الأخيرة في مصر تعود بنسبة %80 إلى سلوكيات قائدي السيارات و%12 إلى عيوب في السيارات، و%2 لعوامل الطقس و%5 لعيوب هندسية في شبكة الطرق وعلى رأس السلوكيات السيئة التي رصدتها الدراسات: الرعونة، والإهمال، والاستهتار، واللامبالاة، وعدم احترام قواعد المرور وإشاراته والسرعات المقررة.
.. وهنا لن أكرر ما سبق ونشر مئات المرات عن انضباط السائق المصري في الخارج، و«تسيبه» في الداخل، واحترامه لأدق قواعد المرور عندما يقود سيارة خارج مصر، ثم «اضطراره» لاعتماد الأساليب المصرية الشهيرة في القيادة عندما يكون داخل

مصر، فمن الواضح أن المسألة معقدة ومتشابكة، لكن الشق الأكبر.. والأعظم من المسؤولية يقع على عاتق «السائق»، ويعلق برقبة عدم احترام قواعد المرور.
وفي السنوات الثلاث الأخيرة قبل الثورة جربنا مضاعفة قيم المخالفات المرورية، ووصلت الغرامات لأرقام فلكية، ولم تنخفض معدلات الحوادث!.. واعتقد اننا كنا نتعامل مع «المخالفات» المرورية على انها احدى طرق «الجباية»، واحد اساليب رفع دخول الداخلية التي تحصل على نسبة من قيمة الغرامات المرورية، فمثلا لا ندقق عند الفحص الفني، ثم نطالب بغرامة مخالفة شروط المتانة والسلامة!!.. ولا نهتم بوضع علامات حدود السرعة، او الاتجاه الواحد او عدم الالتفاف.. ثم نحصل الغرامات، والأمر نفسه في مخالفات حزام الأمان.. وغير ذلك.
واليوم على إدارات المرور القيام بواجبها «فعليا» في توضيح الارشادات والعلامات، ثم تحدد يوما تبدأ فيه تطبيق القانون فعلا.. وعلى الجميع.. بهدف فرض النظام، لا زيادة الايرادات، ورفع الجباية، وزيادة نسبة «المعلوم»!.
رحم الله اللواء احمد رشدي.. ففي زمنه كنا نعبر الطريق فوق الخطوط البيضاء لعبور المشاة بكل ادب،.. ونضع حزام الأمان دون نقاش.
طبقوا القانون على الجميع حتى توقفوا نزيف دماء ابنائنا على اسفلت الطريق.
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.


[email protected]
[email protected]