رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

العار

.. كما نفرّق بين جماعة «الإخوان» وشعب مصر، .. وكما نميّز بين حزب الله والشعب اللبناني، يجب أن نفصل بين حركة «حماس» والشعب الفلسطيني، حماس جزء من شعب فلسطين، كما الإخوان جزء من شعبنا، وكما حزب الله جزء من الشعب اللبناني الشقيق.

والحركات السياسية ذات الطابع الديني تظل محكومة بما يحكم «الأحزاب» السياسية من مصالح وتلون وهدف أساسي و«مشروع» هو الوصول الى السلطة والقبض على سدة الحكم لتنفيذ ما تعتقد أنه حق، .. وفي سبيل ذلك يقاتل جنود حزب الله في سورية، ويسعى أشاوس «حماس» لرفع علامة «رابعة» أثناء استعراضاتهم دعماً لحلفائهم الإخوان في مصر.. هي السياسة إذن، فيهدد قادتهم بسحق جيش مصر حيناً، و«يستنخيه» قادة آخرون للدفاع عن غزة حيناً آخر.. وكل ذلك في إطار لعبة مصالح سياسية يمكن تفهّمها.
أما الشعب الفلسطيني فأمر آخر، حتى ولو انتخب جزء منه «حماس» لتحكم غزة، ولا تنسوا أن المصريين يوماً ما قد انتخبوا «مرسي» الإخواني ليحكم مصر عاماً كاملاً، فهل مصر هي الإخوان؟... بنفس المنطق فإن فلسطين ليست «حماس»، ومن الخطأ أن يعمم المصريون مشاعرهم التي شكلها الإعلام طوال العامين الماضيين نحو «حماس» على الشعب الفلسطيني كله.
لذلك يجب ألا يجمع المصريون «حماس» والفلسطينيين في بوتقة واحدة، فالملاحظ أنه بالرغم من قسوة وخسة ونذالة ما يفعله المحتل الغاصب بإخوتنا في غزة، إلا أن العديد من ردود الفعل بين أوساط المصريين لا تتناسب أبداً مع فجاعة الحدث، وأعتقد أن السبب في ذلك يعود الى الصورة الذهنية التي رسمتها حماس لنفسها لدى المصريين، ولا أحمّل الإعلام «كل» المسؤولية، فالإعلام لم يجبر «أشاوس» حماس على رفع شعار رابعة في مسيراتهم العسكرية الاستعراضية، والإعلام لم يضع على لسان بعض قادة «حماس» إساءات بالغة لمصر وجيش مصر، كان الأفضل عدم التورط فيها.
ومازلت أقول إن اتهام «حماس» بفعل كل هذه المصائب الكبرى بدءاً من اقتحام السجون وقتل جنودنا في رفح وخطف ضباط الشرطة الأربعة،

يحتاج الى تطبيق قاعدة «البيّنة على من ادعى».
.. أما ما يحدث في غزة فهو جريمة متكاملة الأركان ينبغي أن نتكاتف جميعاً لإيقافها أولاً، ثم نضمد جراح الأشقاء، ونسعى لدى المجتمع الدولي للقصاص من كل المجرمين الذين سفكوا دماء الأبرياء والذين لم يستثنوا رضيعاً ولا صغيراً ولا امرأة ولا شيخاً، وانتهكوا حرمة كل شيء حتى المستشفيات ودور العبادة والمدارس التابعة «للأونروا»، بينما العالم يتفرج، ولا تتعدى ردود أفعاله حدود الشجب والإدانة والاستنكار،.. وفي أقصى حدود الغضب «توجيه اللوم»، واستدعاء السفراء، بينما هناك طرق وقوانين تقدم كل أعضاء مجلس الوزراء لدولة الاحتلال الى المحاكمة الدولية كمجرمي حرب، لاتخاذهم قرار «اجتياح غزة»، فالقوانين والأعراف الدولية تلزم «المحتل» بالحفاظ على أرواح أبناء البلد الذي يحتله، .. كما تعطي لأبناء الدولة التي تم احتلالها حق المقاومة.
مجزرة غزة 2014 يجب ألا تمر بلا حساب، وأرواح قرابة 1900 شهيد.. وجراح ما يربو على 10 آلاف جريح ينبغي ألا تترك بلا عقاب.. وطالما لا تستطيع عشرات الجيوش الإسلامية والعربية التصدي للمعتدي الغاصب، ولا تستطيع عشرات الفصائل المسلحة من داعش ونصرة وجنود بيت المقدس وأكناف القدس وفيالق العصب السوداء والخضراء والحمراء –إنزال العقوبة بالمحتلين الغاصبين.
فادعوا معي الله.. يحفظ غزة وشعبها وفلسطين وأهلها -كما يحفظ مصر وأهلها من كل سوء.


[email protected]
[email protected]