رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

عشاء مع عالم

على مائدة السفير عبدالكريم سليمان جمعني وصحبة مختارة من المصريين الأفاضل عشاء أقامه السفير تكريماً للعالم المصري الشاب د.عصام حجي المستشار العلمي لرئيس الجمهورية والقادم من معمل محركات الدفع النفاث بوكالة الفضاء الامريكية (ناسا).

كنت قد انتهيت بالكاد من كتابة مقالي اليومي، ودفعت به للمطبعة، وهو بعنوان «.. لعل وعسى»، وأطالب فيه بضرورة عودة تدريس مادة «الاخلاق» في مدارسنا، وجعل النجاح فيها ضرورياً لاجتياز امتحان نهاية العام والانتقال الى الصف الدراسي الاعلى، عندما جاءني صوت السفير سليمان عبر الهاتف حاملا دعوته الكريمة، ومؤكدا على حضوري لان الدعوة على شرف ضيف سأسعد بالتعرف عليه، فوعدته بالحضور، ولم يخب ظن سعادة السفير.
سألت العالم الشاب الذي يفتخر دائما بمصريته وبلده الاصلي مصر في حواراته ولقاءاته الاعلامية، نفس السؤال الذي طرحته في مقالي: ألا تجد من الضروري إعادة تدريس مادة الاخلاق في المدارس حتى نعيد للقيم والمبادئ والمثل وزنها الحقيقي في منظومة علاقاتنا الاجتماعية.. والانسانية.. والسياسية؟
.. فاجأني بقوله: لقد تم ذلك بالفعل، وجرى الانتهاء من إعداد كتاب المادة التي سيتم تدريسها، وعرضه على الأزهر الشريف، ونحن الآن نعرضه على البابا تواضروس أيضاً للاطلاع على محتوياته،.. واستطرد: وللعلم فإن وزير التعليم أبدى اهتماماً شديداً بالأمر منذ الأيام الأولى لتوليه الوزارة، وأصر على إعادة تدريس «الأخلاق» في المدارس، وساندناه جميعاً في ذلك.
عندما يتحدث مسؤول، لا يصعب اكتشاف صدقه، يكتفي أن تنظر في عينيه وتحلل كلماته لتعرف إن كان مقتنعاً بما يقول، صادق النية في تنفيذه، أم تم تدريبه جيداً ليتكلم كثيراً.. ولا يقول شيئاً!!
وعندما يفتح د.عصام حجي قلبه وعقله.. وفمه ليتحدث تستشعر فوراً حجم التفاؤل بمستقبل مصر، والرغبة في انتشالها من عثرتها، والوطنية الصادقة التي حملته على ترك عمله «المريح» في «ناسا»، ومنزله «الفسيح»

في «هيوستن»؛ ليعود إلى زحام وغبار وضجيج ومشاكل قاهرة المعز.. ومصر المحروسة في هذا الظرف التاريخي الحرج الذي نمر به، تلك الوطنية التي تجمع بين حماسة الشباب، ورصانة العلماء، والتفكير العلمي للباحثين، والتصرف «العملي» الناجم عن الخبرة المكتسبة من العمل والحياة في بلاد تقدس العلماء، وتحترم العاملين.
أكد العالم الشاب في حديثه على ان اولويات العمل التي اتفق على التركيز عليها في المرحلة الانتقالية - وليس المؤقتة - بالنسبة له، هي التعليم والبيئة والصحة والمرأة.. ويتم الانجاز في هذه القضايا.. بهدوء، وبعيدا عن الضجيج الإعلامي.
.. بعد الثورة امتلأت الفضائيات بـ«علماء» و«مستثمرين» مصريين، قدموا المشاريع وعرضوا الأفكار، وجعلوا أحلامنا تطاول السماء، وحمدنا الله ان «مصر» لديها امثال هؤلاء من الأبناء الأوفياء البررة..
و.. للأسف عندما جاءت «ساعة التضحية»، بالمنصب اللامع والحياة الرغيدة والاستقرار، مقابل مساعدة «مصر»، لم نجد سوى أسماء تعد على اصابع اليد الواحدة: زويل - يعقوب - حجي، وربما قلة قليلة لا أعلمها والباقون.. «فص ملح وذاب»!
مصر لن يبنيها الا ابناؤها المخلصون - الوطنيون امثال د.عصام حجي ورفاقه، وهي احوج ما تكون الآن لمجهودهم، فمن يلبي النداء؟
وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.

[email protected]
[email protected]