عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

السيرك

.. مرة اخرى ندخل في «دراما» محاكمة «قرن» جديدة، مع الرئيس «المعزول» محمد مرسي، بعد محاكمة القرن المستمرة مع الرئيس «المخلوع» مبارك، والتي انتهت الى «اختياره» مكاناً تحدد اقامته فيه، فاختار المكوث على ضفاف نيل المعادي وسط ابنائه ضباط الجيش الاطباء بالمستشفى العسكري الشهير.

أما مرسي فقد طلب من المحكمة ضرورة الافراج عنه والسماح له بالخروج لممارسة مهام عمله كرئيس منتخب، والعودة لحكم مصر!!.
ولم يقل الرجل – المنفصل عن الواقع – أي مصر التي سيحكمها؟ بعد ان خرج عشرات الملايين، باعترافه اخيرا، يطالبون بعزله ومحاكمته! الا اذا كان يعتبر ان «المصريين» هم فقط «أهله وعشيرته» من اعضاء الجماعة ومن تعاطفوا معه!! والباقي من التسعين مليوناً هم اعضاء المجتمع الجاهلي!!.
.. يبدو ان الجماعة ومستشاريها قرروا ان يحوّلوا المحاكمة الى «سيرك» لعل ذلك ينقذهم من تنفيذ حكم القضاء. فشاهدنا وسمعنا هتافات المحامين والمتهمين، وتأكيدهم ان مرسي سيعود الى القصر (غير أنهم لم يحددوا أي يوم «العصر» كما كانوا يهزجون من قبل)، ورأينا تماسك مرسي داخل القفص، ببدلته وقميصه ولحيته، ولا اعلم لماذا تذكرت طاغية العراق المعدوم صدام حسين في نفس المشهد قبل سنوات قليلة!!.
وفي الخارج كانت اللافتات المعتادة، والمشادات بين المؤيدين والمعارضين، وهي ما تعودنا عليه مع محاكمة «المخلوع»، عدا مقطع الفيديو الذي رصد شاباً إخوانياً وهو يصفع سيدة مسنة محجبة في عمر «جدته» على خدها الأيمن بكل قوته، لأنها حاولت منعه من وضع يده بإشارة رابعة أمام صورة السيسي!!.
حالة عنيفة من «الإحباط» والهم اجتاحتني أمس مع تذكر ما حدث أمام «الاتحادية»، واغتيال الزميل الصحافي الخلوق الحسيني أبوضيف أمام أبوابها برصاصة غادرة اخترقت رأسه،.. وهذا المشهد المفجع للمواطنين الذين أدخلهم قادة الإخوان إلى داخل القصر الرئاسي على مرأى ومسمع من سدنته، وبمباركة القائمين عليه، ثم ضربهم وتهديدهم باستمرار الضرب حتى

الموت ما لم «يعترفوا»!!.
ولن أنسى ما حييت مشهد المصري المسيحي الذي أغرقته الدماء، وتلعثم طويلاً وهم يسألونه عن اسمه، وهو يتردد خشية رد فعل مستجوبيه عندما يكشف اسمه عن ديانته!.
9 مصريين قتلوا و57 سالت دماؤهم واحتجزوا بشكل همجي، وتم الاعتداء عليهم داخل القصر الجمهوري بعد أن حاول «أهل وعشيرة» الرئيس المعزول فض الاعتصام أمام قصر الاتحادية، وكل ذلك تم تسجيله بالصوت والصورة، ثم نجد من يرفض محاكمة «عصابة القصر» عن أرواح مصرية أزهقت، ودماء مصرية سالت، وأجساد مصرية تم تعذيبها؟!.
يا صاحب «الشرعية»:
.. إن شرعيتك قد انقضت مع إزهاق الأرواح أمام باب قصرك، وتعذيب المصريين داخله.
.. إن شرعيتك انتهت صلاحيتها لحظة اعتبرت مصر دولة كافرة، والمسلمين فيها هم فقط أهلك وعشيرتك.
.. إن شرعيتك فسدت مع خروج عشرات الملايين يطالبون برحيلك  عن حكم مصر.
.. إن شرعيتك هلكت مع أول صرخة ملتاعة لأم ثكلت ابنها على أيدي قاتل في عهدك..
.. إن شرعيتك لم يعد لها وجود عندما طبقت منهج أستاذك سيد قطب في أن مهمتك «أن تخاصم مجتمع الجاهلية وتخالفه، وتهاجمه، وتُغير عليه».. وقد طبقت ذلك على أهل مصر «حرفياً»، فحَقَّ عليك ما أنت فيه.
وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.


[email protected]
[email protected]