رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وطن.. لن يضيع

«أنا حلمي بس كلمة.. أن يظل عندي وطن، .. لا حروب ولا خراب.. لا مصايب.. لا محن.. خذوا المناصب والمكاسب.. لكن خلّولي الوطن.. يا وطن وأنت حبيبي.. وأنت عزّي وتاج راسي.. أنت يا فخر المواطن.. والمناضل والسياسي.. أنت أجمل.. وأنت أغلى.. وأنت أعظم من الكراسي».

كلمات.. صاحبت دموعاً ترقرقت في عينيّ التونسي ذي الحنجرة الذهبية، لطفي بوشناق وهو يغني لوطنه تونس الذي سبقنا الى «الربيع العربي».. وسبقناه نحن الى «الثورة» على أول رئيس منتخب حَوَّل ربيع مصر الى أشياء كثيرة، لا علاقة لها إطلاقاً بالروائح الطيبة التي تواكب تفتّح أزهار الربيع!
شعر التونسيون أن «وطنهم» يضيع من بين أيديهم.. فغنّوا له.. وبكوا على دماء شهداء بذلوا حياتهم من أجل «الوطن».
وقبل ساعات من سماعي لمقطع التونسي الدامع خوفاً من ضياع الوطن، تابعت امرأة عراقية، من الموصل شمال العراق وهي تنتحب بحرقة على وفاة ابنين لها في هجوم «انتحاري» - وليس استشهادياً – نفذه «شيء» - وليس إنسان - «تكفيري» - وليس مسلم متشدد – ضد ماذا يا سادة يا كرام؟.. ضد مجلس عزاء لطائفة شيعية تسمّى طائفة «الشبك»، الكردية، التي «تتشابك» معتقداتها الإسلامية مع معتقدات قديمة وحديثة، وبسبب هذا قام «التكفيريون» بطرد جماعات كبيرة منهم وتهجيرهم خارج «الموصل» ليعيشوا في مخيمات للاجئين «داخل وطنهم»، فماذا فعل «الانتحاري» ليدخل الجنة؟.. «فجّر» نفسه في وسط مجلس العزاء ليقتل 26 «إنساناً»، ويجرح 46 آخرين، لمجرد أنه يعتقد أنهم «كفّار» تجب إبادتهم، وان الله سبحانه وتعالى يرضى أن يفجّر نفسه في جمعهم!!
وبالمناسبة «غير السعيدة على الإطلاق»، أذكّركم وأذكّر نفسي بأننا «كفّار» نعيش في مجتمع «جاهلي» ينبغي محاربته، وتغييره، حتى يتم حكمه بـ«الشريعة الإسلامية» حسبما يرى مفكر الإخوان الراحل سيد قطب، وأستاذه أبو الأعلى المودودي، وغيرهما من المفكرين الذين أفرزوا لنا ما نعيشه الآن، وأخرجوا لنا بشراً، مصريين يفخخون قضبان قطار السويس بدانات المدافع، وقذائف الهاون والقنابل، غير عابئين بأكثر من 1500 مجنّد مصري، ومدني مصري، على متن القطار قد يلقون حتفهم، وما المشكلة؟ فهم كفار في مجتمع جاهلي، ولا يطبقون «شريعة الله» ولِمَ لا يقتلون أبناء وطنهم، وهم لا يعترفون بالوطن أصلاً؟!، فإذا كنتم لا تعترفون بالوطن، وأنتم أحرار في عقولكم، أفلا تعترفون بالشراكة في «الإنسانية»، وان

ركاب القطار في مصر، والمشاركين في مجلس العزاء بالعراق، هم «بشر»، ربما.. ربما يكون من بينهم مَن هو أقرب الى الله وأحبّ من أمير جماعتكم، ومَن هو أكثر تقى وورعاً من أعضاء مجلس إرشادكم، ومَن هو أنفع للمسلمين من مرشدكم، أو يخرج الله سبحانه وتعالى من أصلابهم، مَن ينفع به المسلمين، ويعزّ به الإسلام أكثر منكم جميعاً؟
أعلم أن تعبير «وطن» لم يرد في القرآن الكريم، وأنه كان وسيظل من المصطلحات الخلافية «الملتبسة» في الفكر الإسلامي، لكنني أعلم أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يحب «مكة» أطهر بقاع الأرض، وانه قال: «اللهم حبِّب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد..»، إذاً لا جرم ولا عيب في أن أحبَّ مصر، وأهلها، وترابها، وهواءها، وحبات رمالها، وشواطئ بحورها، ومياه نيلها، وسكون ليل ضواحيها، وصخب نهار القاهرة فيها، ونسمة إسكندريتها الباردة، ونجوم «مطروح» المتلألئة، وكنوز سيناء التي تنتزع منك «التسبيح» والتعظيم لله في كل التفاتة على أرضها من «راس محمد» الى العريش، وعظمة التاريخ في الأقصر التي أبهرت الدنيا – وقتلتم أنتم السائحين فيها -، وجمال وإبداع جلاميد الصوان وسط مجرى النيل في أسوان، وتفرّد الطبيعة في صحراواتها وواحاتها الداخلة والخارجة والفرافرة وسيوة، وجنة الغوص والغواصين في شرم الشيخ ودهب ونويبع والغردقة.
إنها «مصر»، بلدي، وطني.. نعم وطني الذي أحبه وأحب أهله، رغماً عن «مودودكم».. و«قطبكم».. ومرشدكم وكل من تدينون له بالسمع والطاعة.. دون الله عز وجل، وبالولاء دون الوطن.
وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.

[email protected]
[email protected]