عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

..أو اصمتوا أبداً

الآن وقت حديث الحكماء والعقلاء، فإما أن يتدخلوا اليوم، أو ليصمتوا للابد، فبعد ما حدث لن ينفع الكلام، والحرب الاهلية التي نخشاها وننكرها على الأبواب.

المسألة لا يمكن اختصارها في شعار فج «تطهير القضاء» يسعى البعض لتطبيقه بأيديهم على القضاء، والقضاة، ومنهم اعضاء المحكمة الدستورية العليا، والنقض والاستئناف، ولاهداف سياسية واضحة.
لا ادافع عن «قضاة مصر» فهم قادرون على الدفاع عن انفسهم، واعلم تماما أنهم كأي فصيل آخر، مثل ضباط الشرطة والاعلاميين والسياسيين والدبلوماسيين وغيرهم، قد نالهم نصيب من «الافساد» الذي صبغ مصر وتغلغل وانتشر في جميع مناحيها طوال 60 عاما مضت.
ولكن قضاء مصر يجب ان يكون خطاً أحمر للتدخلات السياسية، ولابد ان نترك للقضاة انفسهم القيام ببتر أي عناصر فاسدة بينهم من خلال «نادي القضاة»، والمجلس الاعلى للقضاء، ولا نمتهن قدر القضاء والقضاة بمظاهرات وحرائق واسالة دماء، لتعديل سن المعاش، أو اقرار قانون «سلطة القضاء» او الاطاحة بمعارضين لهذا التيار، أو غير موالين لهذه الجماعة.
الجيش والقضاء يجب أن يظلا بمنأى عن التيارات السياسية والمصالح الحزبية الضيقة، حتى لا تضيع مصر من بين أيدينا،.. هذا كلام العقل، ومن يظن غير ذلك فأدعوه لمراجعة «أهدافه»!
ما حدث في جمعة «تطهير القضاء» يجب أن يطلق كل أجهزة الإنذار عالية صارخة في وجه الحكومة، ويشعل كل اللمبات الحمراء متوهجة أمام أعين المعارضة، فالمواجهة كانت دموية وشرسة و«صريحة» بين من وقفوا أمام «دار القضاء العالي» يهتفون لتطهير القضاء، ويطمسون صور «جرافيتي» لشهيد الصحافة «الحسيني ابو ضيف» رحمه الله، - ولا أدري لماذا - وبين شباب يعترضون على الشكل الفج للمطالبة بتطهير القضاء، والمصيبة أن الجميع مسلح بالخرطوش والعصي والسنج والمواسير الحديدية والطوب.. ولا أدري كيف لمحتج أو متظاهر يدعي السلمية ويخرج مدججا بالسلاح؟!
الاحتقان ضد «الإخوان» أدى إلى نزول مصريين إلى الشارع ليتصدوا لمجرد وجود الإخوان في وقفة احتجاجية أو مظاهرة، وهو أمر جد خطير، فقد كان

من الممكن أن تمر جمعة «تطهير القضاء»، دون ضحايا ومصابين، لو أن الناس تركوا الإخوان يكملون وقفتهم في سلام وينصرفون إلى حال سبيلهم، ولكن ما يحدث لا علاقة له، لا بإبداء الرأي، ولا بالوقفات السلمية، ما يحدث هو بحق مؤشر خطير على سيادة «فكرة» الغلبة والاستحواذ والتفرد، وليس التعايش والمشاركة والتفاهم مع الآخر، لا يستثنى في ذلك فصيل دون آخر، وأصبحنا وكأننا ننتظر الشرارة التي تشعل الموقف، وتدفع بمصر كلها إلى هاوية لا يعلم إلا الله قرارها.
.. يا سادة الفتن حال وقوعها يغفل عن بداياتها الجهلاء، ولا يدرك إرهاصاتها سوى من وهبهم الله العلم والعقل والحكمة، وهؤلاء العلماء والعقلاء والحكماء هم من عليهم جمع كلمتهم الآن.. واليوم.. وفوراً على رأي رجل واحد، وقلب سليم، لا لينصحوا فقط، ولكن أيضاً «ليجبروا» الجميع على الإنصات لصوت الحكمة.
ألا ترون ما يحدث.. هل فقدتم البصيرة مع البصر؟.. افيقوا وانتبهوا: الشرطة مكسورة، والجيش متحرج جريح، والقضاء انكمش مدافعاً عن استقلاله، ومجلس النواب «منحل»، والإعلام بين فاسد وموجه!! هذا ما نحن فيه، فماذا بقي لمصر من سلطات؟
أيها الحكماء والعلماء والعقلاء اتحدوا الآن.. وانهضوا فوراً.. وارفعوا أصواتكم بالحق.. أو أصمتوا للأبد فلن يعود بعد الآن.. معنى للكلام.
وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.
[email protected]

[email protected]