رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

عبده.. «أذيَّه»

.. «حضرتك بس هات اسمه بالكامل ورقم بطاقته وأنا أدوخه السبع دوخات، وألففه كعب داير على كل محافظاتك يا مصر».

كانت تلك هي العبارة الشهيرة التي ما انفك يلوكها الأستاذ/ عبد ربه المحامي، كما كان يحب ان يناديه زبائنه، أو «عبده أذيَّه» وهو اللقب الذي استحقه عن جدارة، حيث انه لم يدخل كلية الحقوق في حياته.. وكل خبرته هي العمل «صبي محامي» بأحد مكاتب المحاماة بوسط القاهرة، غير انه كان بالفعل يستطيع «استصدار» أحكام غيابية باستخدام طرق ملتوية.. وأساليب جهنمية أبسطها كان رفع قضايا «سب الدين» و«الحسبة» وادعاء بالضرب مع تقرير طبي «مضروب» باستحقاق «المضروب» -  المواطن وليس التقرير -  لعلاج طبي فوق 21 يوما، والعشرات من الادعاءات ضد «الضحية» المسكين الذي يفاجأ بصدور أحكام غيابية ضده موزعة جغرافياً على كافة محاكم المحروسة، والمسألة ببساطة أن «المُحْضَر» وهو الشخص المكلف بتسليم أوامر «الحضور» أمام المحاكم يؤكد إما أن المتهم متهرب وغير موجود دائماً، أو انه لم يستدل على عنوانه،.. وأحياناً يتسلم الضحية الإخطار بالحضور دون أن يراه أو يوقع بالاستلام !!..
والنتيجة صدور أحكام غيابية و «بهدلة» الضحية حتى يتمكن من إثبات براءته وإلغاء الأحكام.. والعودة للحياة كمواطن شريف يستطيع أن يسير في الطرقات دون أن تقبض الشرطة عليه.
ولبراعة الأستاذ/ عبد ربه في أداء هذا العمل المنحط، والاحتيال على «القانون»، والنفاذ من ثقوبه وثغراته، استحق عن جدارة لقب الأستاذ / عبده «أذيَّه»، ومات الأستاذ «أذيَّه»، بعد أن «أرهب» و «أرعب» وأفسد حياة الكثيرين عندما صدمته سيارة مسرعة وهو يعبر شارع «الجلاء» لمقابلة أحد الزبائن امام نقابة المحامين ليوحي له أنه «محام» حقيقي!
ذهب الأستاذ «أذيَّه»، غير مأسوف على شيخوخته، وتطورت الدنيا لنشهد «حرباً» من نوع جديد أصبح لها رموزها وأعلامها الذين يسعون إلى «الشهرة» من خلال رفع القضايا بالعشرات.. وبالمئات أحياناً.. وتقديم البلاغات ضد الإعلاميين، حتى لو لم يكن لرافع القضية أو مقدم البلاغ ناقة في الأمر محل البلاغ ولا جمل،.. واليوم مثلا تواجه الإعلامية دينا عبدالفتاح مقدمة برنامج «الشعب يريد» على قناة التحرير، ومعد البرنامج خيري حسين 238.. نعم 238

بلاغاً إلى النائب العام بسبب استضافة البرنامج لشباب من «البلاك بلوك» وبدلا من أن تواجه الأجهزة المعنية هذه الظاهرة التي نعترض عليها تماما، كما نعترض على كل من يخفي وجهه أو شخصيته طالما اختار العمل السياسي، حتى يتحمل مسؤولية ما يفعل، بدلا من المواجهة، يتم إرهاب الإعلاميين بعشرات البلاغات والقضايا لمجرد استضافة مجموعة غامضة لتعلن عن نفسها، وليست حتى «محظورة» بحكم القانون، حتى يحاسب الإعلاميون على الترويج لها! ولم ينج من ذلك التعنت في استخدام حق التقاضي وتقديم البلاغات أحد ومن كل التيارات، سواء قناة «الحافظ» و«الناس» ومقدمو برامجهما وحتى قنوات «الليبراليين» والفلول، يتساوى في ذلك خالد عبدالله ووجدي غنيم وأبو إسلام، بوائل الابراشي وإبراهيم عيسى وباسم يوسف!
لاشك أن هناك تجاوزات عديدة.. وإساءات تصدر أحيانا من بعض الإعلاميين أو ضيوفهم في البرامج المذاعة على الهواء، وعليهم جميعا الحد منها، والسيطرة عليها حتى لا يتحول إعلامنا إلى «إعلام ردح وشتم»، وكذلك لن يفيد البلد أن تتحول ملاحقة الإعلاميين قضائيا إلى الشغل الشاغل للجميع؛ حتى يتحول إعلامنا وصحافتنا إلى إعلام «مدجن».. وصحافة «ناعمة»..
بالتأكيد هناك خطأ ينبغي معالجته بشكل عقلاني، وليس برفع 24 قضية بتهمة إهانة الرئيس خلال مئتي يوم، مقابل 14 قضية مماثلة طوال 115 عاما قبل ثورة يناير حسب الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان.. الله يرحمك يا أستاذ عبده يا «أذيَّه».
وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.

[email protected]
[email protected]