رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لا تدعوهم يسرقوا المستقبل

صديقي الذي يحب أن يعرف نفسه بعبارات استفزازية مثل: «أيوه أنا…. فل من الفلول سعادتك». أو.. «نعم انتخبت شفيق عشان متبقاش البلد بزرميط».. وهكذا.. يداعبنا بمرارة كلما دخل مكتبي ووجد عندي من لا يعرفونه، ودائما ما ابتسم له لمعرفتي الكاملة بطيبة قلبه وانه لا يريد لمصر سوى الخير من وجهة نظره،

غير أنه لاحظ «شرودي» عن مداعبته عندما دخل ساخرا مما حدث الجمعة الماضية في ميدان التحرير، ثم لمح تحول «الشرود» الى «عبوس» عندما ذكر أحكام البراءة التي أصدرتها المحكمة على كل المتهمين في موقعة الجمل،.. ولم يتوقف عن دعاباته التي «تلسع» و«توجع» و«تؤلم» حتى اكتشف ان «العبوس» يتحول الى تجهم فانتبه ليسأل ما بك اليوم؟ عادة ما تتحمل سماجة «الفلول» أمثالي بهدوئك المعهود، وصبرك المعتاد، وابتسامتك الشهيرة، فماذا حدث اليوم لتمنح «فِلاً» عتيداً مثلي متعة أن يراك في هذه «السحنة الاسمنتية؟! وقبل أن أجيب عاجلني بما اعتقد انها الضربة القاضية: آه.. طبعاً حزين بسبب ما يفعله اصدقاؤك «الاخوان»؟.. أم بسبب ما تشهده مصر من انفلات أخلاقي وتدهور أمني وتراجع اقتصادي؟.. وربما أثر فيك ما تتعرض له سيناء الغالية من تحرشات لا يعلم سوى الله ما ستفضي اليه؟
.. منحني استرساله في عزف «لحن التشفي» الذي اصبح يتقنه، برهة استطعت فيها السيطرة على انفعالات وجهي حتى اسلبه متعة النظر الى تعبيراته الحزينة، واستعدت الابتسامة التي طالما انتزعت من صدره نياشين الانتصار، وفاجأته بقولي: نعم يا سيدي «الشمتان».. دعني اكمل لك انني ومعي مصر كلها حزينون اضافة لكل ما ذكرت لما حدث بين الرئاسة والنائب العام، وما حدث مع «تأسيسية» الدستور ذلك الدستور الذي قد يحتاج لعملية قيصرية ليخرج من رحم اللجنة، وما ستشهده الساحة الرياضية من تراجع، وما سيحدث للاعبين من تشرذم، وتوزيع على نوادي الخارج، وغير

ذلك الكثير والكثير.
لكننا ابداً لم نفقد الأمل في «شباب» مصر، الذين فجروا الثورة، وفعلوا المعجزة، و«عاندوا» من كان يتباهى بحمل دكتوراه في «العناد» حتى جعلوه يستسلم.
شباب مصر، بكل طوائفهم وانتماءاتهم ومللهم واتجاهاتهم، الذين تشبثوا برأيهم، عندما «فرت» الدمعة من عيوننا عقب خطاب «المخلوع» المؤثر، وقلنا نحن العواجيز «ارحموا تاريخ الرجل.. واتركوه فسيرحل في أمان».. لكنهم «عاندوا»، وكانوا هم على حق.
شباب مصر لن يترك دم الشهداء.. حتى لو حكمت المحكمة بالإفراج عن المتهمين في موقعة الجمل، فلسوف يضغطون ويضغطون.. حتى يقدم «القتلة» للقضاء، وترتاح أرواح الشهداء وتجف مآقي ذويهم.
شباب مصر.. لن يسكتوا على استمرار «ضرب» الثوار والاعتداء على المتظاهرين.
شباب مصر.. لن يتركوا «رموز» الفساد يرحلون خارج البلاد بما حملوا من قوت الشعب المسروق.
شباب مصر.. لن يرضوا بغير استرداد أموال مصر المنهوبة في الخارج، ولن يقبلوا بغير محاكمة من نهبوها.
شباب مصر.. لن يتركوا البلد الذي بذل إخوتهم أرواحهم ليحرروه من ربق الطغيان وظلم الطاغية.. يخضع لنير أي طغيان آخر مهما كان.
ضموا قبضاتكم.. وافتحوا صدوركم.. ومدوا أيديكم لتتشابك مع كل من يريد الخير لمصر المحروسة… وقفوا حراساً لمستقبلها.. حتى لا يسرقوا مستقبلكم.. كما سرقوا ماضينا.
وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.

[email protected]
[email protected]