رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

روح أكتوبر.. للعبور الثاني

.. بعد مرور 39 عاماً مازالت أجسادنا تقشعر عندما نسمع ربما للمرة الألف قصص بطولات وتضحيات شهداء وجرحى وأبطال حرب أكتوبر المجيدة.

الله أكبر.. الله أكبر.. كانت صيحة العبور، رددها الجميع المسلم والمسيحي.. الضابط والجندي،.. وكانت المفتاح السحري الذي أشعل الحماسة في قلوب المصريين على طول قناة السويس.
آلاف الحكايات.. والقصص.. ومئات الكتب والحوارات والتقارير الصحفية امتلأت بالبطولات والتضحيات التي سطرها «مصريون» من زمن آخر.. و«معدن» آخر.. لكنهم إخوتنا.. وأبناؤنا وأجدادنا.. وأهلنا، عاشوا بقلوب وعقول، ليتنا نجد مثلها الآن،.. معارك رأس العش، والمنصورة الجوية، والمزرعة الصينية، وحصار السويس، وغيرها.. كل كتيبة وفرقة في الجيوش المصرية لديها عشرات المعارك والبطولات، بأسماء أبطالها ورتبهم.
أخشى أن أكتب أسماء بعينها فأنسى حقوق آخرين، الفريق أول أحمد إسماعيل، الفريق سعد الدين الشاذلي، اللواء محمد عبدالغني الجمسي، اللواء بحري فؤاد ذكري، وحتى اللواء طيار محمد حسني مبارك (قبل أن تفسده السلطة، ويغيره الكرسي)، اللواء محمد علي فهمي، اللواء محمد سعيد الماحي، اللواء توال سعيد، اللواء كمال حسن علي، اللواء جمال محمود علي، اللواء فؤاد نصار، اللواء نبيل شكري، العميد محمود عبدالله، اللواء سعد الدين مأمون، اللواء عبدالمنعم خليل، اللواء تيسير العقاد، العميد محمد عبدالحليم أبو غزالة، اللواء عبدالمنعم واصل والعميد إبراهيم الرفاعي – كل هؤلاء وغيرهم ممن عملوا تحت قيادة الرئيس الراحل محمد أنور السادات – رحمه الله – أعادوا لمصر كرامتها، واستعادوا شرفها العسكري الذي ذبح في 1967، وتمكنوا مع ضباطهم وجنودهم البواسل، من رفع رأس كل مصري وعربي أمام العالم أجمع.
.. كان الشعار وقتها «لا صوت يعلو فوق صوت المعركة» وتحمل المصريون شظف العيش، وقسوة الحرمان، وعذاب الحاجة، حتى تحقق النصر، وكان تضافر المصريين وتعاضدهم أحد أهم أسبابه.
ولا ننسى المواقف النبيلة والمشرفة للعرب.. كل العرب.. الذين سارع قادتهم بدعم مصر بالجيوش والمال والسلاح، من المغرب إلى الخليج،.. مواقف القادة العظام وقتها لا تنسى، كانوا رجالاً يعرفون لمصر قيمتها، ويعرفون ماذا سيحدث لو سمحوا بانكسارها مرة أخرى، فاختلطت الدماء العربية من الكويت والجزائر والسودان وفلسطين، وأغلب الدول العربية بدماء أشقائهم في

مصر وسورية.
واتخذ حكام الخليج قرارهم المصيري بوقف ضخ النفط للغرب، ولم يخضعوا للضغوط أو التهديدات،.. وانظروا ماذا فعل الملك فيصل – رحمه الله – عندما زاره الرئيس الأمريكي نيكسون في جدة لإثنائه عن موقفه، فقال الراحل الكبير: عاش آبائي وأجدادي على التمر واللبن، وشعبي لا يمانع في العودة اليه.. فهدد نيكسون بتجميد الأموال السعودية في الغرب رد الفيصل: «افعل ما شئت».
وحكيم العرب الراحل زايد آل نهيان موحد الإمارات، الذي ساهم مساهمة غير عادية في إعادة إعمار مدن قناة السويس المدمرة، واعمار مصر كلها بعد الحرب.
ولواء «اليرموك» الكويتي الذي استشهد منه 42 كويتياً على أرض سيناء، وداخل مياه القناة، مازال أبناؤهم يروون قصص بطولاتهم حتى اليوم.
.. لا أعتقد أن مقالا.. أو كتابا.. أو موسوعة كاملة تكفي لوصف أجواء.. وأخلاق.. وتصرفات.. وسلوك المصريين.. والعرب أثناء حرب أكتوبر المجيدة.. وكم اشعر بالاحتياج لمثل هذه «الروح» السامية اليوم، ونحن نواجه صعوبات وتحديات لا تقل ضخامة عما واجهناه وقتها، تحديات تهدد وبجدية استقرار.. مصر.. قلب العروبة النابض.. وتاج العلاء في مفرق الشرق.. فأين «روح» أكتوبر؟.. وأين رجال أكتوبر؟.. وأين أمثال قادة العرب في أكتوبر؟.. أليس الحاليون أبناء وأحفاد وورثة السابقين؟.. أين أنت يا «روح أكتوبر؟» وكم نحتاجك لتحقيق «العبور» الثاني نحو المستقبل، الذي يكاد يتسرب من بين اهدابنا.. ونحن نيام!!
وحفظ الله مصر والأمتين العربية والإسلامية من كل سوء.

[email protected]
[email protected]