رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

فوز.. بطعم «الدم»

قبل ما تسألوا - أيوه أهلاوي وعضو عامل كمان،.. وأعلم ان الفارق الأساسي بين «الأهلي» وبين أي ناد رياضي آخر هو الثوابت الاخلاقية التي تسير عليها ادارات النادي المتعاقبة، والتي يفترض انها تضع قواعد الأخلاق فوق متطلبات الفوز، وهو ما يزيد من احترام أعضاء النادي ولاعبيه، وقبل هؤلاء وأولئك مشجعوه الذين لولاهم لما وصل النادي الأهلي للمكانة التي وصل اليها، فحب المشجعين وتأييدهم و«ترحالهم» وراء فرق ناديهم من اهم دوافع تحقيق الانجازات، فمن ذا اللاعب او الاداري او المدرب الذي يتخلى بسهولة عن حب وتأييد ودعم ملايين المؤيدين والمحبين!

مباراة «كرة قدم» كشفت حجم الانقسام داخل مصر كلها، وليس داخل النادي العريق فقط،.. استنفار امني غير مسبوق لم يعلن احد تكلفته على الدولة حتى الآن.
جماعات سياسية أشعلت الموقف لتعود الى واجهة الأحداث على حساب حماسة شباب «الألتراس»، وانضموا إلى موقفهم المعارض لإقامة مباراة «السوبر» بين الأهلي وإنبي، قبل أن تأخذ الدولة حق «شهداء» المشجعين من قاتليهم في مذبحة بورسعيد.
بيانات شجب وتنديد أصدرها ساسة وناشطون بل ورموز وطنية و«غير وطنية» بعضها يشجب ويستنكر، وبعضها يؤيد ويعضد إقامة «السوبر».
حتى جماعة الإخوان المسلمين، وحزبها الحاكم، الذي يفترض أنه يدعم قرارات الدولة – باعتبار أن إقامة مباراة كرة من أولويات الدولة! - خرج نائب مرشده العام خيرت الشاطر يستنكر أن تقام المباراة في «تغريدة» على موقعه بتويتر،.. ثم سرت «إشاعة» قوية أن «شباب الإخوان» سيحمون قرار الدولة بإقامة «السوبر» ويطوقون استاد برج العرب،.. ليسارع حكماء الإخوان بنفي الخبر، وإصدار بيان رسمي ينفي نفياً قاطعاً تدخل «الإخوان» أو شبابهم في قضية المباراة!
ماذا يحدث في مصر – لتهز مباراة كرة قدم أركان البلد؟ ويتدخل فيها الأحزاب والحركات السياسية والنشطاء ونائب المرشد العام للجماعة!
نعم هناك «مذبحة» حقيقية ارتكبت في بورسعيد وهناك دماء طاهرة سالت على أرض المدينة الباسلة، ونعم لم يتم – حتى الآن – القصاص

للشهداء، أو اصدار عقوبات بحق المجرمين،.. ولكن هناك أكثر من 70 شخصاً تتم محاكمتهم، والأمر بين يدي القضاء.
ثم ليجبني أي مسؤول: هل تمت معاقبة أي مجرم أمر أو شارك في اهدار دم المصريين منذ ما قبل موقعة «الجمل» وحتى اليوم مروراً بمحمد محمود والعباسية وغيرها؟
ما علينا.. ألم يكن من الممكن أن تتعامل ادارة الأهلي بـ «حكمة» أكثر مع مسألة العودة للعب المحلي، وشرح وجهة نظرها لجمهور النادي العريض عبر وسائل الإعلام التي تربطها بها علاقات وطيدة؟
وألم يكن من أخلاق «الأهلي» ألا يتخذ «أمير القلوب» أبو تريكة قراراً منفرداً يحرج به زملاءه وناديه، حتى لو كان القرار صحيحاً «إنسانيا»؟
وهل ستدار الخلافات في وجهات النظر حول قضايا «مصيرية حقيقية» بنفس العقلية التي أديرت بها أزمة مباراة كرة قدم؟.. لو استمر الأمر هكذا فأعتقد أن جميع الاطراف «المشاركة» في ادارة امور البلاد، سواء الحكومة او المعارضة أو «الحركات» والناشطون، وحتى «الشباب» أصحاب الثورة الحقيقيون، كل هؤلاء مطالبون بـ «اعادة النظر» في مشاركتهم حتى لا نعود مرة اخرى الى سياسة «حافة الهاوية»، .. أو البالون المنفوخ «على الآخر» ولا ندري أو نتوقع «أصغر» الأسباب لانفجاره.
.. آه.. مبروك لـ «الأهلي» العريق.. الفوز بطعم الدم وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.