رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صناعة «الفرعون»

نحن شعب نجيد صناعة «الفراعين» - الحكام وليس القناة الفضائية – هل يشك أحد في ذلك؟..
تذكروا معي منذ يوليو 1952 وحتى الآن ماذا حدث لرؤساء مصر؟

بمجرد أن يتولى الحاكم، أيا كانت انتماءاته الايديولوجية أو اتجاهاته السياسية، يبدأ بعض المحترفين عملية صناعة الفرعون على الفور، ودون ابطاء، وقد اصبح لديهم الخبرة اللازمة، والحرفية المطلوبة، والذكاء أو الدهاء الاجتماعي الضروري لتحويل الرئيس من رجل جيد لديه مؤهلات طبيعية للقيادة، وضعته ارادة المولى عز وجل على كرسي حكم مصر، ليصبح «الفرعون» المطلوب والقائد الضرورة.. والزعيم الملهم.. والحاكم الذي لا ينطق عن الهوى.. كلماته حكمة لابنائنا.. وايماءاته منارات لمستقبلنا.. ونظراته نبراس لأجيالنا القادمة.. اما «شخبطاته».. فخريطة طريق أفلح من اتبعها وخاب من حاد عن سبيلها!
المنصفون للرئيس مرسي  - وأنا معهم – ايدوا إنهاءه لحكم العسكر، واثنوا على تعيينه لنائب واربعة مساعدين وفريق رئاسي كامل ولأول مرة في تاريخنا الحديث جعلنا نشعر ان هناك ما يسمى بمؤسسة الرئاسة.
المحايدون من المراقبين  - وانا معهم ايضا  - اشادوا بكلمة الرئيس امام قمة عدم الانحياز، التي فاجأ خلالها العالم كله بكلمة حق في معقل سلطان مؤيد للباطل، ولم يخش في الحق الذي يعتقده لومة لائم، فصفع من صفع، وألجم من يستحق اللجم، وأدت كلمته لانسحاب من لا يستحق الحضور اصلا.. وعاد الى مصر شامخاً رافع الرأس.. فاستحق كل التقدير والاحترام والاعجاب.
ولكن ان تخرج اصوات مطالبة بالذهاب الى المطار وحمل سيارة الرئيس تعبيراً عن التقدير!! فليس ذلك تصرفاً حضارياً.. والحمد لله انه لم يحدث.
.. وقبل ايام فاجأتنا وكالة الانباء الرسمية بخبر من واشنطن ان الدكتور اسامة الشرباصي رئيس منظمة السلام العالمية بأمريكا – والله اول مرة أسمع باسمه واسم منظمته العالمية – أعلن ان مجلس امناء المنظمة قرر منح الرئيس المصري د. محمد مرسي جائزة السلام العالمي لعام 2012 نظراً لمبادرته احلال السلام وإنهاء العنف في سورية، وأيضا (للانجاز الكبير) الذي حققه خلال الـ100 يوم الاولى من حكمه (علما بأنها لم تنته بعد!!) من إرساء لدعائم الدولة الديموقراطية الحديثة في مصر.
وسارعت جميع الصحف الى نشر الخبر الجلل على صدر صفحاتها، بعضها مجردا، وبعضها مع

إيحاءات بأن المنظمة «الأمريكية» تغازل الرئيس.
وبالبحث عن «المنظمة» ورئيسها لم أجد أي معلومات سوى ان الجائزة نفسها ولأسباب مشابهة قد ذهبت العام الماضي إلى خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك عبدالله آل سعود.
ولم أطلع على أي رد من مؤسسة الرئاسة هل سيتوجب ذهاب الرئيس الى امريكا لاستلام الجائزة مثلا؟!.. أم ستشرف مصر المحروسة باستقبال فضيلة الدكتور اسامة الشرباصي لتسليم «فخامة» الرئيس للجائزة!
ولا أدري لماذا قفزت أمامي فجأة صورة جائزة «الكوكب الذهبي» هل تذكرونها؟!
لاشك أن الرئيس المنتخب د.محمد مرسي قد حقق مكاسب شعبية كبيرة خلال الفترة الوجيزة التي تولى فيها حكم مصر،.. ولاشك أن الكثيرين ممن «أقلقهم» توليه الرئاسة قد بدأوا يشعرون بالاطمئنان وهم في طريقهم للشعور بالسكينة،.. ولا شك أيضا أن كثيراً ممن اتخذوا موقفا محايداً أو سلبياً بدأوا بالميل نحو تأييده،.. وكل ذلك رائع،.. ولكن تذكروا معي كيف بدأ «ناصر» وكيف انتهى؟.. وكيف أتى السادات وكيف غادر؟.. وماذا حدث لمبارك صاحب مقولة «الكفن مالوش جيوب».. قبل أن يخلعه شعبه ونكتشف ما اكتشفناه من أهوال.
أعلم أن د.محمد مرسي مختلف عن كل من سبقه، كما أوقن أننا يجب أن نكون شعباً مختلفاً أيضاً، فرجاء من محترفي صناعة الفرعون لا «توسوسوا» للرجل، واتركوه يواصل طريقه فقد بدأنا نميل إليه.. ولا نحتاج أن يحظى بجائزة السلام العالمي أو الكوكب الذهبي كي نحترمه ونقدر ما يقوم به.
وحفظ الله مصر وشعبها ورئيسها المنتخب من كل سوء.

[email protected]
@hossamfathy66