رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مرسي في طهران.. ولم لا؟

بصراحة يوما بعد يوم تتغير قناعاتي حول تولي الرئيس د.محمد مرسي مسؤولية قيادة مصر في واحدة من أخطر المراحل في تاريخها، ان لم يكن أخطرها على الاطلاق.

.. في البداية قبلت فوزه على طريقة «ولا حول ولا قوة إلا بالله.. قدّر الله وما شاء فعل»، وهو بالتأكيد «أفضل» ألف مرة من الشفيق فريق.
.. ثم كان التخوف من الانفراد بالسلطة وأخونة الدولة والفشل في إنقاذ ما يمكن انقاذه على اصعدة الأمن والاقتصاد والسياسة الخارجية،.. ثم شيئا فشيئا وجدتني «أرتاح» لقراراته وتصرفاته، لا يمنع ذلك ان انتقد بعضها، أو أعارض أغلبها، لكن دائما هناك وجهة نظر أخرى ينبغي احترامها.
فعلى صعيد الأمن.. بدأت الأمور تتحسن على الأرض، على الرغم من كل محاولات الإعاقة.
وعلى صعيد الاقتصاد هناك مفاوضات جادة لانقاذ الموقف، تختلف مثلا مع الاقتراض من صندوق «النكد» لكن المسألة تحتمل «وجهتي» نظر.. وحتى أكثر.
وحتى على صعيد السياسة الخارجية، كنت أخشى أن ندخل مواجهات في توقيت لم نختره، فإذا بالرجل يتعامل بحكمة و«كرامة» مع إسرائيل وأمريكا.
ثم جاء الإعلان عن زيارته لإيران، لتتطاير الشكوك والظنون أمام عيني حتى قرأت تصريحاته بالأمس لوكالة «رويترز»، فشعرت بتأنيب الضمير على سوء ظني وشكوكي.
فاقرأوا معي ماذا قال حول الوضع في سورية. وربطه بزيارته إلى طهران.
يقول د. مرسي:
«الشعب المصري يقف بكل قوة مع الشعب السوري في محنته، ويؤيد مطالبه في الحياة الديموقراطية الدستورية المستقلة، والمصريون ضد الممارسات الدموية التي يمارسها النظام السوري الآن، ولا بد من وقف نزيف الدم السوري، وتمكين الشعب من الحصول على حريته».
ما سبق هو الكلام الحرفي للرئيس المنتخب د. محمد مرسي رداً على سؤال لوكالة رويترز، وهو كلام محترم وواضح، يغلِّب الحق على ألاعيب السياسة ومماحكاتها، ويجعل قناعتي بأن الله اراد لمصر خيراً بمجيء هذا الرجل تتزايد.
.. توجس الكثيرون  - وانا معهم  - خيفة من زيارة د. مرسي الى ايران لاسباب عديدة ووجيهة، منها موقف طهران المؤيد للنظام السوري، وموقفها العدائي من دول الخليج الشقيقة واحتلالها للجزر التابعة لدولة الامارات، وتلك الاخيرة لا يمكن لمصري منصف ان ينسى المواقف الكريمة لقائدها الراحل الشيخ زايد – رحمه

الله – وأياديه البيضاء وشكره الدائم لمصر ومعرفته العميقة لقدرها وقيمتها ومكانتها، وأسباباً أخرى كثيرة تدفعنا لتفضيل عدم زيارة الرئيس المصري لطهران.
ولكن يبدو ان الرجل يعرف جيداً ماذا يفعل، وهو ما أوضحه ايضاً في حواره لرويترز اذ قال: «هناك مبادرة تبلورت في مؤتمر «مكة» الأخير، وتقضي بتكوين مجموعة دولية عربية اقليمية من اربع دول: مصر والسعودية وايران وتركيا، لكي تتباحث في كيفية تمكين الشعب السوري من ان يدير شأنه بنفسه، وأن يتم إيقاف نزيف الدم»، واضاف د.مرسي: «ان الرسالة التي سأحملها لإيران هي ضرورة الجلوس من اجل التباحث لتمكين الشعب السوري من الحصول على حريته، وأنه لم يعد هناك مجال لكلمة «الاصلاح» وإنما الحديث عن «التغيير». وبالتالي نحن ضد العمل العسكري على أرض سورية بكل أشكاله، ونحن نريد ان نتدخل بطرق سلمية ناجعة ومؤثرة، والشعب السوري قال كلمته واضحة: إن على هذا النظام أن يرحل، ونحن نطلب أيضا من العالم الحر ان يدعم حركة الشعب السوري في تحقيق اهدافه، وان يذهب هذا النظام بعيدا عن الشعب السوري».
بصراحة أيقنت أن للرئيس المصري المنتخب وجهة نظر تستحق الاحترام، وأن زيارته لبكين وطهران ضرورية لتحقيق عمل هو مقتنع بصحته، وعلينا احترام رأيه.. ولا يمنع ذلك أن نظل متيقظين.. ومتابعين.. وناقدين وناصحين،.. «فلا خير فينا إن لم نقلها.. ولا خير فيك إن لم تسمعها».
وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.