عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مصر.. لن تكون فسطاطين أبداً

ما إن أصدر الرئيس المنتخب محمد مرسي قراراته المفاجئة بإحالة المشير طنطاوي والفريق عنان إلى التقاعد وتعيين المستشار محمود مكي نائباً للرئيس وإلغاء الإعلان الدستوري التكميلي الصادر في 17 يونيو 2012، وتعيين وزير للدفاع ورئيس للأركان، وتعيين اللواء العصار مساعداً لوزير الدفاع، حتى تطايرت الشائعات والتحليلات، تطاير الشرر من أفواه المحللين «الاستراتيجيين».. والمعلقين «التكتيكيين» والضيوف «الدائمين» على موائد جميع الفضائيات.

.. منهم من توقع «تحركاً» سريعاً، ينتهي بانقلاب عسكري يعيد سيطرة العسكر، ويطيح بحكم «الإخوان».
.. وآخرون ربطوا بين زيارة أمير قطر، واجتماعه بمرسي، وإعلان دعم الاقتصاد المصري «بوديعة» قيمتها مليارا دولار، و«حللوا» و«ربطوا».. و«استنبطوا» أن «الشيخ حمد» جاء ليواصل التدخل في الشأن المصري!.. ونسوا أن الأمر كله مجرد «وديعة» تستطيع حكومة قطر الشقيقة سحبها متى شاءت!
.. ومنهم من ذهب بعيداً.. وشطح عاليا.. في «تحليله» «الاستراتيجي» ليقول إن الأمر كله «مؤامرة» نسجت خيوطها بيد «الشيطان الأكبر»، أمريكا، ووضعت لمساتها «الشيطان الأصغر» إسرائيل، ومولتها دولة قطر الشقيقة، ونفذتها جماعة الإخوان، للتخلص من النفوذ المصري الذي «يعيق» وصول قطر للعب دور الدولة العظمى، كما كان إبان حكم «المخلوع» مبارك.
.. وسارع البعض إلى استغلال التصريح الهادئ للواء محمد العصار العضو السابق في المجلس الأعلى للقوات المسلحة بأن قرارات الرئيس مرسي تمت بالتشاور مع المجلس العسكري، فادعوا أن انقلاباً داخلياً وقع داخل المجلس العسكري، وأن اللواء المحترم محمد العصار انحاز إلى معسكر الرئيس، ونعم بمنصب نائب وزير الدفاع!!
.. وإلى كل هؤلاء.. وأولئك أقول: المسؤولية لا تتجزأ، وما فعله الرئيس المنتخب هو بداية تحمل المسؤولية الكاملة، و«الإطاحة» بكل ما كان يتسبب في انقسام الناس، ويصور مصر وكأنها تحولت إلى «فسطاطين»، نصف مع المجلس العسكري، يدعم رموزه، ويصفق لقراراته، وللأسف بالضرورة ينتقد «بصفاقة ووقاحة» كل ما يفعله وحتى ما لا يفعله الرئيس المنتخب، وللأسف لعب الإعلام الذي اعتاد بعض القائمين عليه أن يكون لديهم «سيد» يطيعونه، و«موجه» يتبعون إرشاداته، ويحملون له الدفوف والمزامير، وهو ينتشي بنشازهم حتى يتحول إلى نصف إله أو فرعون، وهؤلاء تجمعوا أمام المنصة.. صارخين.. نادبين».
والفسطاط الثاني، أو النصف الآخر يدعم حكم «الإخوان» ويؤيد الزحف على إسرائيل، وتحرير فلسطين، واتخاذ القدس عاصمة للإمارة الإسلامية القادمة.. الآن الآن وليس غداً، دون

الأخذ في الحسبان، وضع مصر السياسي والاقتصادي والعسكري، واستعدادها لخوض المعركة الفاصلة مع العدو الباغي، وهؤلاء اتجهوا إلى ميدان التحرير يكبرون ويهللون فرحين بقرارات الرئيس مرسي.
وبين هؤلاء وأولئك يقف أغلب المصريين ينظرون خلفهم «بحسرة» إلى ثورة لم تكتمل، وأهداف لم تتحقق وشهداء ينظرون لنا من فوق سبع سماوات بعتاب وألم ولسان حالهم يقول: هل ضحينا بأرواحنا لتتنازعوا وتنقسموا، وتذهب ريحكم، وتضيع بين تجاذبكم وحدة بلد دامت 7 آلاف عام أو يزيد.
أكرر أنني لا أنتمي لـ«الإخوان»، ولم أعط صوتي للرئيس مرسي، ولكن أؤيد وبشدة أن يلتف المصريون جميعاً خلف رئيس «واحد» منتخب، حتى لو لم أنتخبه، ويتجمع المصريون جميعاً مسلمين ومسيحيين خلف قيادة واحدة ندعو الله أن يوفقها لما فيه خير مصر ورضى الله،.. وهنا لابد من الإشادة بتكريم د.مرسي للمشير طنطاوي والفريق عنان ومنحهما قلادتي النيل والجمهورية، في لمسة كريمة تذكرنا بدورهما ودور الجيش في حماية الثورة، وندعو الله أن يوفقنا لننبذ الفتنة، ونترك الانقسام، ونسعى جميعاً يداً واحدة لننهض بمصر من عثرتها الشديدة، ونأخذ بيدها من محنتها، ونبذل قصارى جهدنا لتحقيق أهداف الثورة وآمال الثوار، ونبني مستقبل مصر الجديدة بسواعد قوية وعقول متفتحة، ونقول كلمة حق لأي رئيس عادل، ونقوّم بأقلامنا أي سياسات نراها خاطئة، ونراقب بعيون مفتوحة كل قرارات وتصرفات الرئيس المنتخب، حتى نصل بالمحروسة إلى بر الأمان.
حفظ الله مصر وشعبها من الفتن وحماها من الانقسامات ووفق حاكمها إلى ما يحبه ويرضاه إنه العزيز القدير.
[email protected]
[email protected]