رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أتألم أه..أيأس لا

أرجو أن تتحملوا مقال اليوم..ولا أعتقد أن ذلك مجهد لشعب تحمل حسني مبارك 30 عاما !! ويعلم الله وحده ماذا سيتحمل فيما هو آت!!
تحملوا فربما قدركم ان تتحملوا حكامكم في الدنيا ليغفر الله سبحانه ذنوبكم في الاخرة، تحملوا ربما أبهرتم العالم بقدرتكم على التحمل، كما أبهرتموه بثورتكم أسكن الله شهداءها فسيح جناته..

ساعات وينفض مولد الانتخابات، ويعلن اسم أول رئيس منتخب في تاريخ المحروسة، وأدعو الله تعالى ان يخيب ظنوني، ويسقط توقعاتي، ويطيح بسوء تقديري الذي يشير الى ان من دفع بسيادة الشفيق فريق حتى مرحلة انتخابات الإعادة لن يتركه يسقط!!
وقبل اعلان اسم سيادة الرئيس القادم لنرجع قليلا الى المشهد الذي اوصلنا لما نحن فيه وتحديدا يوم الخميس الأسود 6/14 الذي بدا وكأن كل شيء تم ترتيبه ببراعة فائقة ترقبا لحكم المحكمة الدستورية حيث صدرت التعليمات للشرطة والجيش بأن يحيطا بمبنى مجلس الشعب، وعند الظهر يعلن قرار المحكمة الدستورية العليا بحل المجلس وإبطال قانون العزل، على الرغم من عدم توقع أحد ان تحكم «الدستورية» بهذه السرعة في قضية ربما تستغرق شهورا إن لم تكن سنوات، وليس أسبوعين فقط!
والغريب - ولا أقول المريب – أنه قبل ذلك بساعات كان قرار المحكمة قد طبع سرا في المطبعة الرسمية (الأميرية) ونشر في الجريدة الرسمية لكى ينفذ على الفور، وبينما كانت القوات تمنع ممثلي الشعب من دخول مجلسهم، أصدر معالي وزير العدل قراره بتفويض الشرطة العسكرية والمخابرات العامة ممارسة الضبطية القضائية، ولا أدري ما الفرق بين ذلك وقانون الطوارئ سيئ الذكر!!
البعض أطلق على ما حدث اسم «مؤامرة»..والبعض قال انه اغتيال كامل للثورة..والبعض رفع قضاء مصر ووزير عدلها فوق مستوى الشبهات وقال: إنها مجموعة من المصادفات التاريخية التي قلما جاد التاريخ بمثلها في (ذات نفس) اليوم وبهذا التسلسل المنطقي الذي ما كان ليحدث حتى في أفلام الراحل البديع حسن الإمام !!
لاشك أن كل ذلك يدفع بالعقل للارتباك، وبالتفكير للاختلاط، وبعشرات الفئران للعب في الصدور في كل الاتجاهات !!
لن أعلق على حكم «الدستورية» لأنني من ذاك الفريق الذي يؤمن بضرورة الابتعاد بالقضاء عن قاذورات السياسة، وضرورة ابقاء ثوبه ناصع البياض، وهناك العديد من القانونيين قاموا بالتعليق فليرجع القارئ لآرائهم إذا أراد الاستزادة.
واقع الأمر أن مصر الآن بلا جهة تشريعية شرعية، ..وبلا رئيس ذي صلاحيات محددة وواضحة، ..وبلا دستور حدد صلاحيات أي سلطة من السلطات، ..وأن المجلس العسكري الحاكم قد استعاد جميع الصلاحيات بما فيها التشريعية، .ولا أعرف حقيقة الطريقة التي

سيفي بها سيادة المشير طنطاوي بوعده بتسليم البلاد إلى سلطة مدنية ورئيس منتخب قبل أول يوليو المقبل في ظل هذا الوضع المرتبك والغامض! وأثناء كل ما يجري يطلع علينا فخامة السيد ديفيد دراير، عضو الكونجرس الأمريكي، بتصريح يذكرني بحديث السفيرة الامريكية السابقة ابريل جلاسبي في بغداد لصدام حسين والذي قالت له ما معناه: ان واشنطن لن تتدخل في خلافه مع الكويت فكان الاحتلال العراقي وبداية تدمير الامة، اذ قال ديفيد دراير ان الولايات المتحدة لن تتدخل في حال وجود احتجاجات على نتائج الانتخابات، وإن هناك تراجعا واضحا في حماس المصريين للعملية الانتخابية بعد ما جاءت به الجولة الأولى.!! فهل سيفهم «أحد ما» تصريحه على انه ضوء اخضر من واشنطن للـ «تعامل» مع اي احتجاجات على النتائج؟؟
قد يكون ما حدث في مجمل احواله نجاحا للثورة المضادة، وهو بالتأكيد ضربة هائلة للثورة والثوار..مؤلمة!! بالتأكيد..موجعة!! لاشك أبدا..قاصمة وقاضية!!..أشك في ذلك كل الشك، فالشعب الذي دفع من دماء شبابه ثمنا للحرية لن يقبل ابدا بالعودة تحت نير الذل والعبودية. وسواء جاء شفيق في عودة واضحة للنظام السابق.او جاء مرسي في نصر مؤزر لتيارات الاسلام السياسي، فإن الشعب سيكون للرئيس القادم بالمرصاد وسيعد عليه انفاسه..ويمحص قراراته.ويفتش كل دفاتره القديمة قبل الجديدة، ولن تنفع معه لا أساليب امن الدولة القديمة، . .ولا التهديد بضرب عنق من يخرج على الحاكم بسيف مسرور السياف.
وأبدا لن ييأس الشرفاء والمخلصون لهذا البلد من ضرورة دفعه الى المكان الذي يستحقه، والمكانة التي يستحقها أهل مصر الصابرون المثابرون.
وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء ووفق رئيسها القادم إلى ما فيه خير البلاد ونفع العباد.
[email protected]
[email protected]