رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هنجيب.. حقهم

كل الأسف والاعتذار لشهداء الثورة الأبرار،.. وكل الألم نشارك فيهما أمهاتهم وأراملهم وأبناءهم.. وكل الحزن على خيرة شباب مصر الذين جادوا بدمائهم من أجلنا.. ثم أخرج «القانون» قتلتهم «براءة» بسبب عدم كفاية الأدلة،.. وكل المواساة للشباب الذين هتفوا يوماً.. «يا نجيب حقهم.. يا نموت زيهم».

.. ولأنه لا يوجد حدث هو شر «خالص»،.. ولابد أن تجد في كل «مصيبة» زاوية إيجابية، حتى الحروب والأوبئة، {فلولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض}، لذا فربما كان للحكم «التاريخي» ببراءة علاء وجمال نجلي الرئيس المخلوع، ومعهما المساعدون الستة للواء حبيب العادلي، وجه إيجابي من نوع ما، غير إمكانية أن يكون الـ850 شهيداً قد لقوا وجه ربهم بعد إصابتهم بسكتة قلبية جماعية، فقد يكون الحكم «التاريخي» هو قُبلة الحياة التي تبعث الروح في الثورة المحتضرة التي نصرخ جميعاً حول مخدعها، دون أن يحاول أحد طرد السم الذي يسري في عروقها، قبل أن يصل إلى قلبها، ويتحول صراخنا على سقمها الى نواح وعويل على موتها.
ربما يكون الحكم «التاريخي» بمثابة الصفعة التي نضطر أن نهوي بها على وجه الممسوس حتى يفيق لما يفعله، وينتبه لما يجري حوله،.. فهل استوعب السياسيون «الفطاحل»، والثوريون «العظام»، والحزبيون الأشاوس خطورة ما هو قادم إذا استمررنا في السير مغمضي العيون، تماماً كتمثال العدالة المعصوبة العينين، في طريق نهايته الشفيق؟!
.. البعض سارع الى ميادين مصر يلمؤها صراخاً حتى تعب،.. والبعض الآخر جرى الى بوسترات الشفيق، ليضع غيظه في وجه الرجل الذي يعتبر رأس النظام المخلوع،

قدوته ومثله الأعلى.
.. والبعض سارع لاغتنام الفرصة، والتأكيد على أن صوته لموسى بالتأكيد، حتى لا تكتمل حلقات المصيبة، ويعاد إنتاج النظام القديم، بعد الدفعة المعنوية التي تلقاها ببراءة الشقيقين، ومعهما «عمو» حسين سالم.
.. أما من أضاعوا الفرصة التاريخية سواء بانسحابهم في الوقت غير المناسب، وتركهم الميدان لقوى سياسية تنفرد به، أو بأنانيتهم وعدم توافقهم، وإيثارهم أن يكونوا وحدهم من يلعب دور البطل.. المنقذ.. المخلص، كل هؤلاء،.. وأولئك استفاقوا فجأة على حلم العودة للساحة، عن طريق «مجلس رئاسي» كان هو الحلم في وقت ما، ولكن تجاوزته المرحلة الآن، وكنا نتمنى لو فعلوها عندما كان الوقت مناسباً،.. وخصوصاً وكرسي الرئاسة يقترب من مرشح الإخوان.
.. لا أعلم لماذا توقفت عن الكتابة فجأة، ورفعت عيني نحو السماء.. وكأني أسمع عتاب الشهداء، وأشاهد نظرات اللوم،.. وهي تصرخ:
هل هذا ما ضحينا بحياتنا من أجله؟
.. هل هذه مصر التي سالت دماؤنا لتتحرر؟
.. هل سيأخذ إخوتنا، وأهلنا حقنا؟ أم.. «هيموتوا زيّنا»؟!
وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.
[email protected]
[email protected]