رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صوت الشهيد

.. طوابير الحرية.. والعزة والكرامة التي شهدتها المحروسة خير دليل على وعي الشعب بأهمية الانتخابات الرئاسية،.. وثقة الناس في استحالة تزويرها،.. ومعرفة المصريين انه وللمرة الاولى في تاريخهم اصبح لصوتهم الانتخابي قيمة ومعنى.

.. ما يحدث الآن على أرض مصر هو بحق إنجاز كبير للثورة، وكتابة منيرة لتاريخ بلد لم يعرف من قبل انتخاب رئيس مصري يحكمه بدستوره وشروطه وقواعده ورقابته.
.. ما يحدث الآن في بلادي هو ميلاد لمبدأ جديد يحكم مستقبل مصر، واسلوب جديد للحياة السياسية لم نعرفه من قبل،.. ننتخب الرئيس، ونرضى بما يكشف عنه صندوق الانتخاب، وننسى كلمة تزوير، ونشطبها من قاموس الحياة السياسية المصرية، ثم نمنحه الفرصة 4 سنوات كاملة لينفذ ما وعد به في برنامجه الانتخابي، وهو يعلم ان العيون مفتوحة، والألسن ممدودة، والاقلام مسنونة، والكاميرات جاهزة، والصحف مشرعة، في انتظار خطأ هنا أو غلطة هناك.. لتجهز على «فخامة» الرئيس!!
وطوال سنوات حكم «فخامة» الرئيس لن يكون بمعزل عن النقد المباح، خاصة والمتوقع ألا يفوز أحد المرشحين بأغلبية كاسحة من طراز %99.999!! لذلك فسيكون الرئيس القادم منتخباً من أكثر - قليلا - من نصف المصريين الذين أدلوا بأصواتهم، لذا سيكون «مدعوماً» من هؤلاء فقط، وان كان بالطبع له علينا «حق الاحترام» كرئيس لمصر حتى لو اختلفنا معه.. الله ما أحلى الديموقراطية!
مع اعلان اسم الرئيس الجديد، وبالرغم من حصانة المادة 18 سيئة السمعة، فان مصر ستكون قد اكملت استقلالها الذي لم يتحقق كاملاً ابداً، فدائماً هناك استعمار ما، وحتى عندما قامت ثورة 23 يوليو 1952، كان ينبغي الخضوع للقائد الثوري، ثم لنائب الزعيم – بعد ان تحول الثائر الى زعيم – ثم انتهى بنا الأمر للقبول 30 عاماً بمن اختاره لنا السادات نائباً له.. حتى تم «خلعه» واجباره على التخلي، ليصبح اختيار الرئيس المصري في يد المصريين لأول مرة في

التاريخ.
لذلك يحبس العالم كله أنفاسه في انتظار من ستأتي به إرادة المصريين، .. ليعرف العالم كيف سيتعامل مع النظام الجديد، وفي أي اتجاه ستمضي مصر،.. نعم هذا هو السؤال الذي ينتظره العالم؟
.. نعم إلى أين سنذهب؟.. خائف أنا؟!.. لا بل مرتعب، حتى يظهر الحق، ويبين الخيط الأبيض من الأسود،.. وأعلم كما تعلمون أن خبرتنا – كمصريين – في لعبة الانتخابات الديموقراطية.. محدودة جداً، وان التركيبة السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية للمجتمع المصري ليست نموذجية بعدما تعرضت له من «عبث» على مدى 60 عاماً،.. وأعلم كما تعلمون أن من فقدوا مكتسبات منحها لهم نظام «المخلوع» لن يتركوا مكتسباتهم تضيع هكذا ببساطة،.. وأن القوى الخارجية المستفيدة من «مصر الضعيفة الخانعة» في عهد «المتخلي»، تتمنى استمرار الوضع على ما هو عليه..
نعم.. كل ذلك صحيح.. ولكن صوت «شهيد» يصدح في أذني كلما أغمضت عيني هاتفاً: «ثق بالله قبل كل شيء فهو لا يرضى بضياع دمي هباء،.. وثق بالله أنه سيحمي مصر حتى من شر «بعض» أبنائها.. فهو من أنزل: {ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين}.. صدق الله العظيم. وليظل الناس على أرض مصر آمنين بإذن الله إلى يوم الدين.
وحفظ الله مصر من كل سوء.. وكفاها شرور الكارهين.
[email protected]
[email protected]