رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

.. الأرض المحروقة

.. لم يعد لدي شك أن هناك من يدفع بمصر دفعا الى الهاوية، فلا يمكن تصور أن كل ما يحدث من خراب اقتصادي، ودمار اجتماعي، وضباب سياسي، وحروب شوارع، وتخريب للعلاقات مع الاشقاء، كل ذلك يحدث بشكل عفوي، أو كتوابع لزلزال الثورة.. وأظن، بل أوقن ان الثورة من كل هذا.. براء.
ومع ذلك يزداد المشهد سوءا على سوء كالتالي:

الاحتياطي الاستراتيجي يتبخر يوما بعد يوم ليلامس حاجز الـ10 مليارات دولار، والدين الداخلي يتفاقم.. والخارجي يتضاعف دون محاولات عاقلة وسريعة وحاسمة لإيقاف حالة «الهبوط الحر» للاقتصاد الوطني المصري.
احتجاجات واعتصامات حول مبنى وزارة الدفاع، واكثر من مائة جريح، في مواجهات دامية بين المعتصمين من انصار الشيخ حازم صلاح أبواسماعيل، و«بلطجية» ادعوا انهم سكان حي «العباسية» العريق، ساءهم «وقف الحال» وتعريض الشوارع للاغلاق، ثم اعترف بعضهم انهم تلقوا أموالاً.. و«اشياء اخرى»؛ لتفريق المعتصمين، أو حتى الاعتداء عليهم فقط.
وطبعا لن يصل عباقرة «الأمن القومي»، وجهابذة «الاستخبارات العسكرية» وعمالقة «المباحث العامة» للهو الثالث أو الطرف الخفي الذي حرك وموّل ودفع بهؤلاء لالقاء زجاجات المولوتوف الحارقة على المعتصمين.
وأرجو ألا يفهم من كلامي أبداً أنني مع «الاعتصام» أو التظاهر أمام وزارة «الدفاع» تحديداً!
افتعال أزمة سياسية والتعرض لسفارة وقنصليات المملكة العربية السعودية، وسب رموزها، وحشو أدمغة المنفعلين بدوافع لا خلاف عليها.. ولا نقاش حولها تحت شعار «كرامة المصري المهانة في الخارج»، فلا يبقى مجال لصوت حكيم، أو رأي عاقل، ويتطور الأمر دون أن يحاول أحد التصدي له ليصل إلى سحب السفير السعودي وإغلاق السفارة والقنصليتين، ويضطر مجلس الوزراء للإعراب عن الأسف، ويسارع المشير – رأس الدولة – إلى الاتصال بالعاهل السعودي، فيبدي خادم الحرمين تفهمه للموقف، وانه «سينظر في الأمر خلال الأيام المقبلة»، ثم لا يعاد السفير، ولا تفتح السفارة، وإذا ظهر صوت عاقل يقول: «لا أحد يقبل بظلم أي مصري داخل مصر أو خارجها، ويجب اتخاذ كافة التدابير القانونية، وتفعيل جميع الأعراف والطرق الدبلوماسية للدفاع عن المواطن المصري،.. ولكن دون إساءات نضطر للاعتذار عنها، وتسيء للعلاقات».. يواجه مثل هذا الرأي فوراً بقذائف التشكيك في الوطنية، والتراجع عن الحق الأبلج، والانحياز للظالم ضد المظلوم، والتخلي عن الوطنية مقابل

حفنة ريالات.. بل وربما يتهم ببيع الوطن مقابل بضعة دولارات!
وكأننا أصبحنا مشحونين بالغضب، ممتلئين بالأسى، لا ندري متى ننفجر غضباً، ولا نعرف في أي اتجاه نصب لعناتنا، ولا في وجه من يتطاير شررنا،.. وأخشى ما أخشاه أن نتحول إلى كتلة نار تأكل نفسها إن لم تجد ما تأكله!
.. وايضاً ارجو الا يفهم من كلامي أنني مع أو ضد المحامي المتهم، او السلطات السعودية، ولكن هناك طرقا «محترمة» تتبعها الدول «المتساوية» لحل مثل هذه الأزمات.
متى سيظهر بيننا «رجل رشيد»؟.. ولكن حتى عندما تتبلور ملامحه اخشى انه قد يجد «مصر المحروسة» .. هبة النيل.. ودرة عقد الشرق.. وتاج العلاء في مفرقه، قد حولتها - نيران الحاقدين، والموتورين، وسموم بقايا المعزولين، وسهام الاعداء، وخناجر «الأشقاء»، ودسائس الاعداء - الى «ارض محروقة»، تحتاج لعشرات السنين من الجهد والعرق الممزوج بالدماء حتى تستعيد بهاءها ونضارة وجهها الذي طالما تغزلت به الدنيا.. وغبط جماله المحبون، وقهر بوضاءته الحاسدين.
ساعتها لن يرحمنا ابناؤنا على ما سمحنا بحدوثه لمصر، ولن يغفر لنا التاريخ اننا كنا الجيل الذي ترك بلاده تحترق بعد ان حررها شبابها الطاهر النقي من براثن عصابة استمرأت اغتصابها أمام اعيننا 30 عاماً دون أن ننقذها، وعندما انقذها الله بأيديهم.. لم نستطع الحفاظ عليها!
اللهم احفظ مصر وشعبها من كل سوء..
اللهم أرشد أهلها وقادتها لما تحبه وترضاه..
اللهم من أراد بمصر سوءاً فرد كيده إلى نحره..
اللهم أرسل اليهم رئيساً يخافك ويرحمهم.. آمين.

[email protected]
@hossamfathy66