عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

.. وداعاً يا جنرال

.. البعض وصفوه بـ«الولاء» والاخلاص.. وهناك من أشادوا بصمته وقوته وحزمه.. وآخرون قالوا عن ترشحه: «قمة الوقاحة والاستفزاز».. أما هو فقال: ان نجاحه في استيفاء شروط الترشح «هبة إلهية تصل الى حد المعجزات»!!.. أما «الراجل اللي واقف وراه» فما زال غاضبا.. متجهما حتى الآن.

يقول عنه ستيفي جراي في كتابه عن أعمال وكالة الاستخبارات الأمريكية بعنوان «طائرة الشبح» (GHOST PLANE): «في العلن، كان سجل مصر في انتهاك حقوق الانسان، ووأد الديموقراطية يتم انتقاده سنويا من وزارة الخارجية والكونجرس الأمريكيين، أما في السر، فإنه كان يخدمنا ويقوم بالأعمال التي لا تفضل الدول الغربية فعلها بنفسها أو على أراضيها».
ويضيف الكاتب الأمريكي ان الصفة الثابتة والاساسية فيه هي «عداؤه للاسلاميين» سواء داخل مصر أو خارجها، حتى انه – حسب إحدى وثائق ويكيليكس – وعد إعلامي إسرائيلي بانه سوف يمنع الانتخابات التشريعية للسلطة الفلسطينية عام 2006؛ لمنع «حماس» من الفوز حيث كانت كل التوقعات تشير إلى فوزهم».. وطبعاً فشل الجنرال في تنفيذ ما وعد به، وحصدت «حماس» الانتخابات.
.. وما ان أعلن ترشحه حتى «أسهم» الغباء الإسرائيلي في تدمير شعبيته المزعومة، فسارع وزير «الحرب» الاسرائيلي السابق وعضو الكنيست الحالي إلى الترحيب به مؤكداً أنه «خيار مفيد لإسرائيل» معتقداً أنه بذلك يدعم حظوظه!!.. ثم قال مسؤول إسرائيلي بارز لصحيفة «واشنطن بوست» الشهيرة ان الجنرال تربطه «علاقات حسنة» مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يحظى بكراهية خاصة لدى المصريين حتى أنهم يكتبون اسمه «نتن ياهو»!.. فكان هذا ثاني مسمار في نعش سقوطه!
أما «جين ماير» الكاتبة الأمريكية في صحيفة «ذانيويوركر» فوصفت الجنرال الذي حلم بكرسي العرش بأنه «جندي وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في مصر، فيما يتعلق بتنفيذ برنامج الترحيل السري، وهو

البرنامج الذي كانت المخابرات الأمريكية تقوم بموجبه باعتقال المشتبه في علاقاتهم مع الإرهاب في أي مكان حول العالم، وتقوم بإرسالهم إلى مصر ليقوم الجنرال بانتزاع الاعترافات منهم، بطرق لا يسمح الدستور الأمريكي باستخدامها لا على أيدي الأمريكيين ولا على أرض أمريكية، أما «دستور يا أسيادنا» الذي كان يطبقه الجنرال فيسمح طبعا.. بما هو أكثر.
هذه الفضيحة تكفي وحدها للإطاحة بنظام حكم كامل وليس بالجنرال فقط، وأعني فضيحة «التعذيب بالوكالة» التي رصدتها «ماير» في كتاب «الجانب المظلم» (THE DARK SIDE) ونسبت تصريحاً للسفير الأمريكي السابق لدى القاهرة إدوارد ووكر قال فيه: «إن الجنرال يدرك تماما تداعيات ومسؤوليات «الأمور السلبية» التي يشارك فيها المصريون مثل أعمال التعذيب «وغيرها».. لكنه لم يبد تأثرا بمثل هذه الممارسات».
.. هذا هو الجنرال الذي أنقذ الله مصر من الوقوع تحت سلطته وسيطرته، وقريبا سنسمع أخبارا جديدة بعد فتح هذا الملف الغامض الشائك، المخزي، الجالب للعار والانكسار.. ملف «التعذيب بالوكالة» الذي بدأت بعض جمعيات حقوق الإنسان تجمع معلوماته، وترتب الشكاوى التي قدمها بعض المعتقلين غير المصريين الذين «انكووا» بناره.
.. وداعا يا جنرال.. وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.
----------
[email protected]
@hossamfathy66