عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مشروع خالد سعيد جديد

رسالة يفوح منها الخوف. نوع غريب من الخوف. ليس خوفا على النفس بقدر ما هو خوف على الأهل وعلى مصر.
اسمه ياسر عفيفي. 21 ربيعا أو قل خريفا إن شئت. طالب بكلية التربية الرياضية ولكنه يعمل بالإرشاد السياحي ويتكلم ثلاث لغات بحسب قوله.

نزل ياسر شارع محمد محمود إبان الأحداث الشهيرة. كانت وظيفته مسعفًا بحكم ما تعلمه في الكلية. اعتقلته الشرطة العسكرية متلبسا وهو يحمل مياه وشاشا وقطنا.
بعد دقائق، وجد ياسر نفسه في وزارة الداخلية. صفع وضرب وصعق بالكهرباء وهتك عرض بالعصا. لم يكن الوحيد الذي حدث معه ذلك فقد كان معه العشرات. استمرت وصلة التعذيب لخمس ساعات تقريبا. ربما ظن خلالها أنه يعيش كابوسا أو أن آلة الزمن قد عادت به إلى ما قبل 25 يناير.
من جديد يتجه ياسر إلى وجهة لا يدريها. إلى مدينة السلام التي سيعيش فيها سلاما بالنسبة إلى ما تعرض له في الداخلية، فلم يتلق سوى بعض الصفع على وجهه عند الاستقبال. كانت هذه التحية. ظل هناك ثلاثة أيام بنكهة ثلاث ليال حالكة السواد.
للمرة الأخيرة يسوقون ياسر إلى مكان لا يعلمه.. إنه الطريق الدائري حيث يلقون به كالميتة التي لا يُرجى خيرها.
يعيش ياسر ـ كما يحكي ـ حالة مرضية دائمة.

يتشنج أحيانا كالمصروع من شدة وكثرة الضربات التي تلقاها دماغه. يعالج نفسه على نفقته الشخصية نظرا ليُسر حاله ولا يطلب مساعدة بهذا الصدد.
حاول ياسر أن يتأقلم على هذا الابتلاء. لكن الأيام حملت له ما هو أكثر من ذلك. تسلم والد ياسر محضرا يحوي مئات الأسماء ومن بينهم اسم ياسر عفيفي. التهم هي إتلاف أملاك عامة وإصابة جنود بالشرطة وموظفين حكوميين وحمل أسلحة نارية وبيضاء وعبوات حارقة.
من حق ياسر أن يصرخ.. يتكلم.. يستغيث لكن هذا الحق أيضا حُرم منه. يتلقى ياسر تهديدات هاتفية مستمرة من بعض رجال الحزب الوطني بدائرة منوف (دائرة أحمد عز). تهديدات بالسجن وأخرى لا يحب ياسر أن تُنشر في وسائل الإعلام كي لا يقلق ذويه.
انتهت رسالة ياسر لكن القصة لم تنته. شبح خالد سعيد يلوح في الأفق من جديد.