رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

دروس ثورية لم نستوعبها إلى الآن

لا أستبعد أن يكون حرق مقرات حملة شفيق عملا مدبرا يقف خلفه رجال النظام السابق نفسه، فقد وعى هذا النظام الدرس ولم نفعل. استفاد من تجربة الإخوان وشعبيتهم الجارفة والتي لعب عنصر الاضطهاد فيها دورا مهما. لذا، قرر النظام السابق أن يصنع مضطهدا كبيرا اسمه "أحمد شفيق".

كان من الممكن أن يصر المجلس العسكري على بقاء شفيق رئيسا للوزراء كما أصر على الجنزوري، لكنه كان سيُغضب المصريين من الرجل، كان من الممكن أن يرفض استقالته كما رفض استقالة عصام شرف مرارا، لكنه كان بهذه الطريقة سيحرقه لأنه يريده رئيسا لمصر بعد سنة تقريبا.
للأسف، شاركنا جميعا في هذا السيناريو دون أن نشعر. أدرك النظام أن شفيق لابد أن يستقيل ولا يُقال. كان لابد أن يستقيل بشكل يزيده شعبية وكان الفضل لحلقة الأسواني وحمدي قنديل الشهيرة والتي تورط فيها الأول في التطاول على شفيق ليدشن حملة صناعة المضطهد شفيق رسميا.
هللنا لما فعله الأسواني، بينما تغافلنا عن تعاطف الكثيرين مع شفيق. تجاهلنا عبارات من عينة: "بس ميصحش يكلمه كده" و"دي قلة أدب مش معارضة".
حتى المظاهرات المليونية التي تفنن فيها الثوريون على اختلاف أطيافهم كانت عنصرا في كراهية الناس للثورة التي "وقفت حالهم". شخصيا، أرى أن المظاهرات التي اندلعت للإطاحة بحكومة شفيق أو شرف أو الجنزوري لم يكن لها أي داع وكان لابد من توفير هذا الغضب لقضية اختيار الرئيس لأن الجميع يتفق في أهميتها من أجل الاستقرار الذي يختاره الكثيرون اليوم في شخص شفيق.
اليوم ينتهج المجلس العسكري استراتيجية متعددة الأبعاد. أولها وأحدث حلقاتها الاستفادة من 4.5 مليون ناخب غير شرعيين في تكثير سواد أنصار شفيق الكثيرين فعلا.
البعد الثاني والأكثر تعقيدا هو التحريش بين المصريين وفك اللحمة الثورية بشكل تدريجي، فيتم التخلص من المرشحين الثوريين واحدا تلو الآخر وفي نفس الوقت إغراء الثاني والثالث بأمل اقترابه من كرسي الرئاسة ليسهل التخلص من المرشح المستبعد. وهكذا يتم التخلص من حازم صلاح بمسوغ قانوني وإظهار أنصاره كإرهابيين يحملون السلاح، ثم التخلص من أبو الفتوح بالسماح لحمدين صباحي بتجاوزه ليظهر استبعاد أبو

الفتوح في سياق خارج معاداة الثورة، ثم إعطاء صباحي الأمل حتى آخر لحظة والتخلص منه يوم إعلان النتيجة، ليشمت أنصار المرشح الأول المستبعد في أنصار الثاني والثالث.
الخطوة الأخيرة هي التخلص من مرشح الإخوان نفسه على يد الناخبين الاحتياطيين غير الشرعيين، ليتخلى الكل على الإخوان الذين سيظهرون وقتئذ بمظهر من باع الثورة حتى رمقها الأخير.
استفاد المجلس العسكري من كل هذا بتصوير أية ثورة بعد الانتخابات كخروج على الشرعية والديمقراطية التي أتت بشفيق ووضع الشعب للمرة الأولى في موقف المتقاتلين ليستنسخ من جديد موقعة جمل جديدة طرفاها ليسا البلطجية والثوريين وإنما الشعب والثوريين هذه المرة.
وهكذا يقطف المجلس الثمرة الكبرى وهي إقناع الجنود البسطاء الذين لم يكونوا ليقبلوا بقمع ممنهج للثورة في فبراير 2011 بأن المتظاهرين اليوم في الشارع هم أعداء الوطن وعملاء الخارج.
تعودت أن أطرح المشكلة ولا أطرح الحل لأنني كنت لا أعرفه في الغالب. اليوم الحل هو التخلص من منشورات الشماتة على فيسبوك. من اليوم ليس هناك أنصار حازم أو حمدين أو أبو الفتوح. من اليوم هناك الثورة في مواجهة الفلول. لنترك الإخوان يخوضون التجربة كممثلين آخيرين للثورة ولنصطف خلفهم، ولنتعاون معهم إذا تم تزوير الانتخابات والانقلاب على الثورة إذ لا مجال للشماتة حينئذ.
نحن لا نعمل للشعب. نحن لا نعمل للإخوان. نحن نعمل للإسلام ولمصر وللأجيال القادمة التي لا ذنب لها فيما يجري الآن.