رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ماسبيرو والقناصة ومثلث الفتنة

كتبت مقالا مطلع هذا الشهر بعنوان "القناصة وإسقاط العسكري في أكتوبر" وحذرت فيه من مؤامرة يجري تدبيرها لإسقاط المجلس العسكري بفوضى شبيهة بتلك التي حدثت في 28 يناير

، وذلك بمشاركة جهات خارجية وداخلية بأعمال تخريبية وقناصة.

انهالت عليَّ الاتهامات بالجنون والتخلف وعشق نظرية المؤامرة، بل والكذب لأنني لم أفصح عن مصدر معلوماتي الذي لن أفصح عنه إلا إذا أذن هو لي.

وقد تحقق ما قلت ولا زلت أنتظر محاولات أخرى لإسقاط الجيش ستعقب المحاولتين السابقتين للاصطدام بالجيش وشل قدرته على الإمساك بزمام الأمور وكلاهما أحبطت.

لم يكن توقيت الأحداث منطقيا فمشكلة إدفو بأسوان تاريخها يعود إلى عيد الفطر، وعلى يوتيوب مقطع فيديو يطالب فيه القمص صليب إلياس المسلمين بهدم مضيفة المريناب إذا تحولت إلى كنيسة. ورغم ادعاء القمص أن الفيديو قد خضع لعمليات مونتاج فلم يظهر إلى الآن الفيديو الكامل.

عبر قناة الجزيرة، يتساءل اللواء محمود زاهر خبير الشؤون الأمنية والإستراتيجية: هل من المعقول أن يتم حشد الأقباط في 9 محافظات وقد خرجوا بالأسلحة البيضاء وزجاجات المولوتوف والأسلحة الخفيفة ونقول إن الأمر صدفة؟؟ هذه فتنة مدبرة. ولماذا حدث هذا الأمر قبل حدوث الانتخابات مباشرة؟

وبحسب الإذاعة المصرية يقول الأستاذ بولس رمزي المفكر القبطي: شباب الأقباط كانوا شايلين لوح عليها استغاثات من الجيش وهما رايحين المسيرة. ويفسر ذلك بأنه كان هناك أمر ما مدبر من قبل الأحداث.

ويقول رمزي في حديث خاص لصحيفة المساء: للأسف ما يحدث هو ما حذرت منه أكثر من مرة من أن يوجد سيناريو سيتم تنفيذه بكل حرفية لتقسيم مصر وأن البعض بدأ بالفعل في تنفيذ ذلك فبعد إسقاط الشرطة جاء الدور لمحاولة إسقاط القوات المسلحة وزرع الفتنة بين أبناء الوطن والجيش من أجل إغراق البلاد في حالة من الفوضى والفتن الطائفية لكي تصل في النهاية إلي الحل الأمريكي بفرض الحماية الدولية وما يتبعها من إجراءات تقسيم مصر.

علامات الاستفهام لا تنتهي كذلك حول توقيت الضغط الكنسي الدموي على المجلس العسكري الذي يأتي قبيل الانتخابات رغم كون المسالة ليست بالإلحاح الذي يحمل القساوسة على الزج برعايا الكنيسة إلى "أحد غضب" حاملين "الأكفان" التي كتبوها عليها عبارات من نوعية "شهيد تحت الطلب". سؤال آخر حول عدم التناسب بين مشكلة حول دار عبادة ودفع أقباط بأعداد هائلة إلى مشهد ملتهب يعرض حياة الأقباط قبل الجيش إلى الخطر، خاصة تلك المشكلة لم يصاحبها خسائر في الأرواح كأحداث سابقة.

ومن الممكن أن نفك طلاسم هذه المفارقات إذا ما استدعينا حادث إمبابة وتهديد نجيب جبرائيل الذي دائما ما يلقب نفسه بمحامي الكنيسة باللجوء إلى المجلس الدولي لحقوق الإنسان في حالة عدم الاستجابة لمطالب الأقباط، وهتاف الأقباط حينئذ أمام ماسبيرو الشهير: الشعب يريد حماية دولية، وذلك على الرغم من أن عدد قتلى الأقباط في أحداث إمبابة كان مقاربا لعدد قتلى المسلمين وهو ما يؤكد أن الأقباط قادرون جدا على حماية أنفسهم.

كان الهدف من المسيرات القبطية نزع فتيل ثورة لإسقاط الحكم العسكري لكنهم لم يدروا أن الحركة المشبوهة ـ التي تعمل لحساب واشنطن في الداخل والتي فرح القمص فلوباتير جميل بدعمها وأعلن ذلك في اليوم السابق للمسيرة ـ كان لها دور التأجيج وإشاعة الفوضى واستغلال دماء الأقباط لتكرار أحداث وزارة الدفاع التي تم إحباطها منذ أيام قليلة. وقد تحدث البابا شنودة عن بعض المندسين "الذين قاموا بأفعال تنسب إلى الشعب القبطي"، على حد قوله. وذكر شهود عيان قال إن هؤلاء المندسين كانوا يحملون أسلحة نارية وأنهم أطلقوا النار على الجيش. كما قصت شاهدة أخرى لبوابة الأهرام كيف رأت أناسا يثيرون القلاقل ويرتدون جاكيت القوات المسلحة. ويقول الدكتور سليم العوا: إن عناصر مسلحة بأسلحة نارية وأسلحة بيضاء أتت من الشوارع المحيطة بالمكان، واعتدت على رجال الجيش والمتظاهرين في وقت واحد.

ويؤكد اللواء سامح سيف اليزل الخبير الأمني أن مجموعة من الشباب ينتمون إلى ائتلافين سياسيين شهيرين قاموا بتزكية تلك الفتنة داخل المتظاهرين.

لكن هذا كله يبدو صغيرا بالنسبة إلى الخبر التالي الذي حذرت مما فيه في مقالي المنشور بتاريخ 1 أكتوبر وهو ظهور القناصة. فقد نقل موقع "المسيح يحبك" عن شهود عيان من سكان العقارات المجاورة لمبنى ماسبيرو أنهم أبلغوا الشرطة العسكرية عن اشتباههم في وجود قناصة بفندق شهير كانوا يطلقون الرصاص على قوات الجيش وقت الاشتباكات التي جرت أمام مبنى ماسبيرو، وفور إبلاغهم تحركت قوة من الشرطة العسكرية وقامت بتفتيش الفندق وألقت القبض على من اشتبهت فيهم ممن كانوا موجودين بغرف الطابقين الرابع والخامس. جريدة 25 يناير الإلكترونية قالت إن الفندق هو هيلتون رمسيس.

شاهد الدقيقة 6:28 في هذا الفيديو توضح سقوط قبطي برصاص القناصة.

http://www.youtube.com/watch?v=DIh0SqRLwJ4&feature=related

شاهد الثانية 26 في هذا الفيديو لضوء ليزري أخضر كالذي شوهد أيام الثورة

http://www.youtube.com/watch?v=sISWQmIjRD8

وقد نشرت صحيفة روزاليوسف أن البحث جار عن قناصين اثنين وأنه قد تم إغلاق عدد كبير من منافذ الجمهورية بحثا عن هذين القناصين، وأن العديد من الكمائن في سيناء انتشرت لمنع خروج أي مشتبه فيه إلي الحدود مع إسرائيل، حيث يرجح أن هذين الشخصين يحملان الجنسية الإسرائيلية ودخلا البلاد بطريقة غير مشروعة.

وتضيف الصحيفة أن المثير أن نفس البندقيتين اللتين استخدمتا في قتل ضحايا ماسبيرو هما نفس البندقيتين اللتين استخدمتا في قتل عدد من ثوار 25 يناير، ولا يوجد لها مثيل في الأعيرة المستخدمة مع قوات الجيش أو الشرطة في مصر.

وبالمناسبة عمليات القنص مستمرة إلى الآن في كل من اليمن وسوريا وليبيا ولا بد من قراءة مغايرة لقضية القناصة فتشابه الوضع بهذه الدرجة إلى حد التماثل مريب للغاية.

شاهد هذا الفيديو:

http://www.youtube.com/watch?v=QHbgHtSA3l0&feature=player_embedded#!

في 29 يناير وعلى سبيل المثال قتل قناصة مجهولون من أعلى أحد الأسطح الرائد طارق نور

بشبرا الخيمة برصاصة استقرت في رأسه بإتقان. كان التساؤل وقتها ما مصلحة القناصة الذي قيل إن جميعهم من الداخلية من قتل زميلهم؟! بالمناسبة لا أنكر وجود فرقة قناصة في الشرطة تفاديا للبس، لكنني أوقن الآن أن وراء تلك العمليات جهات تريد إشعال الموقف بإسقاط الضحايا من الجانبين في وقت لن يبالي فيه الشعب بقتلى الشرطة التي قمعته لسنين.

ويتواصل مسلسل بعض وسائل الإعلام الخاصة التي يبدو أن المال الأمريكي قد سيطر عليها إلى حد تعزيز الرواية التي تحقق الإثارة وتسليط الضوء عليها وحجب ما سواها.

وكلنا يذكر قصة غزوة الصناديق والإدانة الواسعة التي تلقاها تصريح الشيخ السلفي حسين يعقوب، مقابل غض الطرف عن تصريح سابق من الأنبا رافائيل التابع للكنيسة بأن نعم في الاستفتاء تعني دولة إسلامية.

كلنا يذكر كذلك المسارعة إلى وصف مثيري حادثة إمبابة بالسلفيين بعد دقائق من اندلاع الأحداث. وصدق أو لا تصدق أن أغلب وسائل الإعلام وقتها وصفت ما حدث باشتباكات بين متظاهرين (وليس أقباط ولو من باب التغليب) والجيش؟ على الرغم من أن المتواجدين أمام كنيسة إمبابة كان أغلبهم من الأهالي ولم تمنع تلك الحقيقة الإعلام من إطلاق وصف السلفيين.

كلنا يذكر جلبة الإعلام عن أحداث مكذوبة عن حد قطع الأذن في قنا وتشويه وجوه المسيحيات لعدم ارتدائهن الحجاب ـ وهو ما نفاه البابا شخصيا ـ بينما وأد الإعلام خبرا عن مقتل سيدة تدعى سلوى عادل وطفلها وإصابة زوجها وطفلتها على أيدي إخوتها الثلاثة لأنها أسلمت.

كلنا يذكر الأعذار التي أخذ الإعلام يلتمسها للأنبا بيشوي حينما قال إن المسلمين ضيوف، واليوم يحمل يوتيوب تصريح أحد القساوسة الذي يقول فيه إن الجيش كافر، بينما يطبطب الإعلام على القمص فلوباتير وهو يتحدث عن تكفير الأقباط على لسان شيخين سلفيين وعلى لسان شيخ الأزهر والمفتي.

منذ أيام تغاضى الإعلام عن تصريحات قس متطرف حذر فيها المشير مما سيحدث وقال: هو عارف ايه اللي ممكن يحصل. تغاضى الإعلام كذلك عن مطالبات جبرائيل المتكررة بحماية دولية. تغاضى عن تصريحات القمص فلوباتير بأن السلفيين ـ وهم من شعب مصر ـ أخطر من إسرائيل. تغاضى الإعلام عن فيديو للقمص متياس نصر يحرض فيه الأقباط على حمل السلاح. أغلب هؤلاء تواجدوا في ماسبيرو وشاركوا بالصوت والصورة في الفتنة.

إنها تصريحات لابد أن يحاكم صاحبها لكن الإعلام لا يضغط إلا لحبس أبو أنس وأبو يحيى وعبير على الرغم من تشابه المواقف وبالرغم من أن التصريحات الأخيرة صادرة عن شخصيات قبطية رسمية.

وبالأمس يستنكر الحضور حديث اللواء حمدي بدين عن عقيدة المقاتل واستعداده في أي وقت للشهادة والذي كان يفسر به كلامه عن عدم تأثر الروح المعنوية للجيش. يستنكرون ويتباكون في برنامج العاشرة مساء بينما لا يتطرقون إلى عبارة شهيد تحت الطلب التي رفعها الأقباط قبيل الوصول إلى ماسبيرو.

المؤامرة تتضح عندما نشرت وسائل الإعلام المأجورة خبرا غير صحيح عن عرض أمريكي للتدخل بقوات عسكرية لحماية دور العبادة وتحذير من واشنطن للمجلس العسكري، والذي كان من شأنه دفع المسلمين إلى موقع الأحداث وجر البلاد إلى حرب طائفية ثم اللوم على المسلمين في النهاية لعدم التثبت من الأخبار.

إذا كانت المطالبات تنادي بمعاقبة المتسببين في أحداث ماسبيرو فلابد أن يشمل ذلك الحركة المشبوهة والإعلام الذين أثاروا الفتنة خاصة أن الإسلاميين غابوا عن المشهد تماما بشهادة كمال زاخر والحديث عن أن قتلى المتظاهرين كلهم أقباط ـ رغم مشاركة مسلمين كثيرين أبرزهم عناصر بحركة 6 أبريل وشخصيات ليبرالية ـ يدعو لإعادة النظر في الرواية القائلة بأن الجيش كان البادئ بالعنف. ولا ينبغي أن يمنعنا سقوط ضحايا أقباط من محاسبة قساوسة الفتنة فشعب مصر أولى بأبنائه من الكنيسة وهذه أولى أسس المدنية. ولنا لقاء في بروفة ثالثة لإسقاط مصر. وستذكرون ما أقول لكم.