رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كيف أحتل منصباً مرموقاً؟

أنتَ تسألني؟ إذن فلتعرني انتباهك،
هناك مشكلة في تقييم الذات ومشكلة في ترتيب الأولويات ومشكلة في اختيار نقطة البداية.
لعب دور الضحية ظاهرة منتشرة بين أوساط المثقفين وحملة الشهادات.
الشهادة والخبرة نحتاجها للعمل في الميدان وليس في الوصول إليه (أعني الموقع الوظيفي)
كثيرون ممن وصلوا للمواقع الوظيفية فشلوا وقليلون هم من أبدعوا.

المشكلة أن هناك من يريد الشهادة العلمية ليتبوأ بها أرقى المناصب، مع العلم أن الوصول إليها قد لا يحتاج الحصول على الشهادات العليا؛ فهناك طرق أقصر والكل يعرفها.
كل ذلك يتطلب منا إعادة تقييم لطريقة تفكيرنا.
أعتقد أن طلب العلم أرقى بكثير من أن يُطلب من أجل منصب، أو راتب شهري، أو مركز اجتماعي، وهذا ما يجهله كثير من الناس.
طلب العلم يكون فقط من أجل إتقان العمل والاستفادة منه وتعليمه للآخرين، وليس لأجل الاسترزاق، فكما جاء في الحديث الذي رواه ابن ماجه؛ قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إنّه ليستغفر للعالم من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في البحر" وجاء في رواية للترمذي: "إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض، حتى النملة في جحرها وحتى الحوت، ليصلون على معلم الناس الخير" بعد ذلك؛ يحق لي أن أعتقد جازماً أنها درجة لا ترتقي لها أي كنوز الأرض ولا مناصب الدنيا.
وبالعودة إلى مسألة المناصب التي يتطلع إليها الكثيرون؛ بينما يستحقها القليلون، ويسعى إليها معظم الناس، فمن الترف أن يطلب الإنسان منصباً ويسعى له بما لا يناسبه، فمثلاً إذا أردت أن تكون عميداً لإحدى الجامعات - طبعاً على اعتبار أنك أحد أعضاء هيئة التدريس - أعتقد أنه منصب خطير يتمناه الجميع، وأنت تفكر كيف يمكنك أن تصل لهذا المنصب؟ صحيح أن المسألة في غاية التعقيد (منافسون كثر من أعضاء هيئة التدريس،

أحزاب، معايير معقدة، توجهات سياسية، موازين قوى بين أطراف مختلفة) ورغم كل هذا فمن الممكن تحقيق مطلبك؛ بل من الممكن جداً، فالعملية تحتاج إلى استعداد نفسي عالٍ، ليس من أجل المصارعة على المنصب، بل استعداداً للتميز، وهنا يجب عليك أن تسأل نفسك: كيف أتميز؟ كيف أقنع الآخرين بنفسي ليتم ترشيحي لهذا لمنصب؟ ماذا سأضيف؟ كيف سأسلك الطريق؟ إمكاناتي العلمية وسلوكياتي؛ هل ستساعدني؟ مستوى تفاعلي مع الزملاء وأسلوبي معهم هل يساعد؟ أسئلة كثيرة؛ تشكلُ الإجابة عنها خطة الوصول، ليتركز واجبك بعد ذلك في الالتزام بالخطة واستمرار عملية التقييم.
وفي النهاية.. إن فعلت أنت كل شيء؟ ثم تم اختيار شخص آخر – هكذا جاء القدر - لا يهم إن كان أعلى أو أقل كفاءة منك؛ كيف ستتصرف؟ إن كنت قريباً منه فكن له خير معين، خير ناصر، خير ناصح، وخير محامٍ وتذكر أن الأمر بيد الله يصرفه كيف يشاء، فأنت لم تخسر شيئاً، بل إنك الرابح الأكبر، فقد كسبت شيئاً أهم من المنصب (لقد كسبت نفسك) في حين خسر كل اللاهثين خلف المناصب أنفسهم.
إن لم تعرف بعد؛ كيف كسبتها؟ فاسترجع حواري معك مرة أخرى!

[email protected]