رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

مكلمخانة

ذهب السيد عمرو موسي أمين عام الجامعة العربية إلي جنوب السودان يحمل معه عيادات طبية متنقلة هدية إلي شعب جنوب السودان،‮ ‬ومع عمرو موسي إعلان بأن‮ ‬80‮ ‬مراقباً‮ ‬عربياً‮ ‬يراقبون مجريات الاستفتاء الذي تقرر له يوم ‮٩ ‬يناير الحالي لتسفر نتائجه عند أشد الناس تفاؤلاً‮ ‬بأنه سينتهي إلي انفصال جنوب السودان عن شماله‮!‬،‮ ‬ومن التطمينات التي يحملها أمين عام الجامعة العربية من حكومة جنوب السودان برئاسة سيلفاكير أن الجنوب لا علاقة له بإسرائيل‮!‬،‮ ‬والعرب الآن‮ - ‬وفجأة‮ - ‬أصبحوا في‮ ‬غاية الانشغال لا بمصير انقسام السودان وانفصاله فحسب‮!‬،‮ ‬بل عما سيكون عليه الحال وإسرائيل قد أعلنت أنها بسبيلها إلي فتح سفارة لها في جنوب السودان وتحت رعاية حكومة دولته المرتقبة‮!‬.

‮ ‬كما أنه من الطبيعي‮ - ‬والحال كذلك‮ - ‬أن تكون لدولة جنوب السودان سفارتها في إسرائيل‮!‬،‮ ‬وهذا الذي أذكره لا أظن أن فيه مفاجأة لأحد‮!‬،‮ ‬لا يدعي أي طرف عربي أن هذا الكلام يفاجئه وعلي رأس العرب مصر‮!‬،‮ ‬وليس هناك فيما طمأن به‮ »‬سيلفاكير‮« ‬عمرو موسي ما يمكن لأحد أن يأخذه علي محمل الجد‮!‬،‮ ‬فهذه دولة ستنشأ لها في مستقبل علاقاتها مع العالم أن تكون لها الحرية في أن تكون وثيقة الصلة بإسرائيل أو مقطوعة الصلة بها‮!‬.

‬ولكن الذي يتسق مع العقل أن دولة الجنوب لن يمكنها أن تكون علي صلة وثيقة بالولايات المتحدة الأمريكية إلا إذا فتحت أبواب اعترافها بإسرائيل علي

الفور‮!‬،‮ ‬وهذا أقل ما ترضي به أمريكا التي رعت انفصال الجنوب عن الشمال‮!‬،‮ ‬كما أن إسرائيل لم يعد لديها ما تخفيه‮!‬،‮ ‬عن علاقاتها مع دولة الجنوب المرتقبة،‮ ‬وهي التي اعترف قادتها بأنهم كانوا يسلحون جيش جنوب السودان‮!‬،‮ ‬ولولا هذا الدعم العسكري الإسرائيلي للجنوب‮ - ‬في رأيي‮ - ‬ما كان ممكناً‮ ‬لهذا الجنوب أن يصمد في مواجهة جيش النظام الشمالي السوداني،‮ ‬حتي انتهي زمن الحروب وانتقل الموقف كله إلي مفاوضات علي الموائد،‮ ‬التي نص في مناقشاتها علي الانتهاء إلي الاستفتاء يوم ‮٩ ‬يناير ليتقرر مصير الجنوب السوداني علي النحو المرسوم له‮!‬

ويبقي أن أقول‮: ‬إن ما سينتهي إليه مصير الجنوب السوداني قد سبقه الكثير من الإعداد والتجهيز الذي لم يتوقف طيلة سنوات الصراع‮!‬،‮ ‬وكانت الفرجة العربية سلبية إلي حد مُخجل‮!‬،‮ ‬فلا أحد يتنبأ اليوم بماذا ستكون عليه الأحوال السودانية‮ - ‬مصر أولاً‮ ‬وعربياً‮ ‬ثانياً‮ - ‬بعدما تتاخم حدودنا جميعاً‮ ‬سودان شمالي وآخر جنوبي‮!‬