رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عتاب الرئيس على الطيارين المستقيلين

تابعت الأزمة التى أثارها 224 طيارا من العاملين على طائرات «مصر للطيران» متابعة لاحقت ما ورد بشأنها فى التليفزيون والصحف، ومما دعانى لوصف ما حدث بأنه «أزمة» تقدم هذا العدد الكبير نسبيا باستقالة جماعية من العمل فى الشركة الوطنية، فى وقت شديد الحرج موسميا

حيث الشركة مقبلة على نقل طائراتها للعاملين فى البلاد العربية المختلفة من المصريين فى الاجازة الصيفية وأبرزهم المدرسون، بالاضافة إلى مواسم العمرة وبعدها موسم الحج مما تستعد له شركة مصر للطيران وغيرها من الشركات الجوية العربية فى السفر من مصر والعودة بعد انتهاء المواسم والمناسك، خاصة وأننى لا أتصور أن هذا العدد من الطيارين المستقيلين ليس فى قبول استقالاتهم أى تأثير على عمل الشركة وقوتها الناقلة!، مهما كانت تصريحات المسئولين فى الشركة الوطنية التى هونت من تأثير الاستقالات حتى أن الشركة سوف تقبل الاستقالات متمنية لطالبيها التوفيق فى العمل لدى شركات أخرى تقدم لهم شروط عمل أفضل مما يقدم لهم فى الشركة الوطنية، وبما فى هذه الشروط الأفضل المرتبات طبعًا!، على الرغم من تصريحات رئيس رابطة الطيارين، التى أفاد فيها بأن تحسين المرتبات لم يكن من أسباب الاستقالة!، وأن كل المطلوب هو تعديل اللائحة التى وضعتها إدارة مصر للطيران كى يعمل الطيارون بمقتضاها.

وإذا كنت قد وصفت الاستقالات بالأزمة التى تثور فى ظروف حرجة مقبلة عليها الشركة الوطنية، فإن ملاحظتى لذلك نبعث من ذكرى مناسبة حلول مناسبة 15 مايو عام 1971 فيما عرف وقتها بحركة أو ثورة «التصحيح» التى قام بها الرئيس الراحل أنور السادات عندما فوجئ باستقالة جميع الوزراء تباعا بعد تولى السادات حكم مصر بعد رحيل الرئيس عبدالناصر، إذ اعتبر السادات أن الاستقالة الجماعية للوزراء عبارة عن «انقلاب» على السلطة الشرعية التى تمثلت فى شخص «السادات» ولم

تكن أركانها قد توطدت بعد!، وقد اعتبر السادات هذه الاستقالة الجماعية للوزراء فى حد ذاتها مؤامرة استدعت سجن الوزراء المستقيلين قبل أن تنجح مؤامرتهم - على حد قول السادات»!، حيث كانت مصر قد خرجت لتوها من آثار مصابها الفادح بوفاة «عبدالناصر»، وأمور مصر بصفة عامة لم تستقر بعد، لذا جاءت استقالة طيارى مصر للطيران فى ظروف حرجة نظرًا للمواسم المقبلة، والضغوط التى تستدعى عمل طيارى الشركة فوق الطاقة، ويضاف إلى ذلك تلاحق الخسائر التى تتحقق تباعا فى مصر للطيران، كل ذلك فى ظنى ما دفع الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى العتاب على الطيارين المستقيلين الذين يعرف أن ما يتقاضونه من المرتبات أقل مما يتقاضاه نظراء لهم فى الشركات المماثلة، لكن عتاب الرئيس عليهم أنهم يتقدمون باستقالاتهم فى ظروف حرجة أبرزها أن الشركة الوطنية تخسر!، فكيف سوغوا لأنفسهم تقديم الاستقالات غير عابئين بظروف الشركة!، وقد أحسست أن عتاب الرئيس على المستقيلين قد جاء هادئا مقنعا - فيما يبدو - للطيارين المستقيلين، خاصة أن عتاب الرئيس كان يقوم على منطق وقد خلا من الغضب والوعيد، ومن هنا كانت مبادرة المستقيلين إلى سحب استقالاتهم والانتظام فى أداء واجباتهم.