رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مكلمخانة

اختار د‮. ‬أحمد درويش،‮ ‬وزير الدولة للتنمية الإدارية،‮ ‬مصطلحي‮ »‬الشاي والحلاوة‮« ‬باعتبارهما أكثر المصطلحات شيوعاً‮ ‬في الجهاز الإداري للدولة طلباً‮ ‬للرشوة‮!‬،‮ ‬كما أكد أن قضايا الفساد في مصر معظمها ترتكز علي الجهاز الإداري للدولة،‮ ‬وليس لدينا مشاكل مع أي جهات أخري‮!‬،‮ ‬أما مصطلحا‮ »‬الشاي والقهوة‮« ‬اللذان اختارهما الوزير من عالم الرشوة المصرية .

فإنني أضيف إلي وزير التنمية الإدارية بعض المصطلحات في عالم الرشوة وهي شائعة أيضاً‮ ‬ولا أعلم كيف لا يعرفها الوزير‮!‬،‮ ‬حتي الآن في مجال المطالبة بالرشوة‮!‬،‮ ‬أضف إلي معلوماتك سيادة الوزير من قاموس طلب الرشوة عندما يقول الموظف أو الموظفة للمواطن‮: »‬ظرفني تعرفني‮« ‬و»إذا أردت أن تنجز فابرز الونجز‮« ‬و»اختم عشان نختم‮« ‬و»أبجني تجدني‮« ‬و»حلي لنا بقنا‮« ‬وغير ذلك‮!‬،‮ ‬وفي إعلان الوزير أن الجهاز الإداري في الدولة هو مكمن الفساد والرشوة تبسيط مخل بواقع الأمر‮!‬،‮ ‬الذي هو تأكيد لفكرة أن الرشوة بمسمياتها المختلفة في القاموس المتداول قد أصبحت المقابل الطبيعي الذي ربما لا يحتاج لطلب من الموظف‮!‬،‮ ‬سواء كان المواطن في حاجة إلي ورقة أو خاتم من جهة إدارية أو‮ ‬غير إدارية،

‮ ‬ويعلم الوزير بالتأكيد أن هناك كثيراً‮ ‬من الجهات التي أصبحت تتقاضي رشاوي من المواطنين بدون إيصال نظير أوراق مبهمة تدسها في الملفات المطلوبة للاطلاع أو تقديمها لتجديد رخصة ما‮!‬،‮ ‬مثل طوابع معونة الشتاء التي تعود تواريخها إلي سنوات

طويلة مضت‮!‬،‮ ‬ومع ذلك فإن هناك من يحتفظ في هذه الجهات بدفاتر ـ بل تلال منها ـ لكي يرشق عشر ورقات تساوي جنيهات من هذه الطوابع تحت مسمي خدمات لا تعطي بقيمتها إيصالات للمواطنين‮!.‬

ولا يجوز كما ذكر الوزير أن يعتبر تقاضي بعض الموظفين‮ »‬الشاي والحلاوة‮« ‬مقابل الخدمات للمواطنين،‮ ‬مما يسيء لسمعة الجهاز كله‮!‬،‮ ‬وإذا كان الوزير يعلم أن الرؤساء في هذه الأجهزة يعلمون بما يفعله الموظفون في الجهاز‮!‬،‮ ‬بل يطلبون من المواطن إذا اشتكي أن يغض الطرف عما طلب منه ودفعه باعتبار أن هذه‮ »‬حاجة بسيطة‮«!‬،‮ ‬ولقد تكون بعض الأجهزة قد تخلصت من أمراضها وعلي رأسها الروتين،‮ ‬وكان ظل فساد الرشوة و»الحلاوة والشاي‮« ‬هي الثوابت التي أصبحت قاعدة قوية لا يمكن لأحد أن يسير الأمور بدونها‮!‬،‮ ‬وما يؤدي إلي ذلك معروف عند الوزير وقد تناول بعضاً‮ ‬منه،‮ ‬ولكن‮ »‬الشاي والحلاوة‮« ‬في مصر قد أصبحا كالماء والهواء‮!‬