عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«أم صابرين» متحدثة باسم المعتصمين!

نقلت زميلتنا «مني أبوسكين» صورة حية من أمام مبني الإذاعة والتليفزيون في ماسبيرو للمعتصمين الذين دام اعتصامهم حتي الآن 65 يوماً من أهالي منطقة السلام والنهضة، وهم يهددون بتصعيد اعتصامهم الاحتجاجي بعد أن حاولت قوات الجيش والشرطة فض الاعتصام ولم أكن أعرف أن لهؤلاء المعتصمين أمام مبني ماسبيرو لهذه المدة الطويلة متحدثاً رسمياً باسمهم حتي قراءتي لموضوع الزميلة،

وحديث «أم صابرين» وهي المتحدثة الرسمية للزميلة بأن الاعتصام مستمر لحين تحقيق مطالبهم، وإعطائهم حقهم في سكن آدمي بدلاً من العيش في المخيمات، وبداية فإنني لا أري وجه غرابة في أن يكون المعتصمون قد استقروا علي اسم من يتحدث باسمهم بدلاً من الفوضي التي تصاحب دائماً حديث هذه المجموعات التي لا تنظم من يطالب ومن عليه أن يهدأ حتي يمكن سماع من يتكلم، ومن الانصاف لهؤلاء أن أقرر أن أمثالهم راحوا ضحايا خداع مستمر في مرحلة ما قبل ثورة 25 يناير وهم يعيشون في مخيمات لا آدمية، وكانت الوعود تبذل لهم بأنهم ذاهبون حتماً إلي مساكن يجري تجهيزها لهم، وأن عليهم أن يصبروا علي مهانة العيش في المخيمات حتي يتم الانتهاء من إنشاء المساكن لهم، وقد صبر أهالي النهضة والسلام صبراً طويلاً دون أن تتحقق لهم أحلام حياتهم في سكن آدمي، ولم يكن يمكن لهؤلاء أن يعتصموا لا في هذا المكان الحساس - مبني الإذاعة والتليفزيون - ولا في غيره!، فقد كانت سلطة ما قبل 25 يناير باطشة وظالمة، تسهم دائماً في بقاء الأكاذيب تحذر الناس فلا يفيقون من الوعود المسكنة، حتي إذا نفد صبرهم وضاقوا فغضبوا وزمجروا في مجموعات، كان الردع الشرطي هو الرد الوحيد الذي تدخره السلطة لهم، وهكذا عاشت هذه المجموعات ضحية الكذب والخوف وامتهان حقهم الآدمي!

واليوم أشعر أن ما قصد إليه الأمن مع الجيش بفض الاعتصام الذي طال أمده ممكن، لكن ترك هذا الاعتصام كل هذه المدة - 65 يوماً - لم يكن من الصواب في شيء، وكان يمكن للسلطات ما بعد 25 يناير أن يذهب مفوض عنها للناس وألا يحمل في يده وعوداً ولا في لسانه خطابة، بل كان كل المطلوب

أن يقتنع المعتصمون بأن هناك عملية تنظيمية تنتظرهم لإسكانهم طبقاً للأولوية وحجم الضرر الواقع علي البعض دون البعض، ثم التأكد من أن هناك جدية في طلب المسكن، وألا يكون الاعتصام سبيلاً إلي السطو علي مسكن دون وجه حق، وكنت أفهم أن يحمل الذاهب إلي المعتصمين مهلة محددة حتي يتم إسكاتهم جميعاً أو نسبة منهم طبقاً للمتاح من المساكن في الحال، ثم الانتظار لاستكمال بناء ما تحتاجه البقية من المعتصمين، كنت أفهم ذلك بدلاً من التحايلات التي وردت علي لسان أحد المعتصمين، عندما ذهب من الشرطة من يفاوض المعتصمين لقبول الانتقال إلي جراج يقيمون فيه بدلاً من المرابطة أمام ماسبيرو، وتنفيذ ما يطالبون به في وقت لاحق، ويعلم الذي ذهب يعرف ذلك أن الناس لم تعد تصدق الوعود، وأن «الجراج» ما هو إلا الفخ الدائم لهم مستقبلاً، فإذا كان في حديثي هذا ما ينصف المعتصمين، فإنني أتوجه إليهم بالبعد عن نبرة التصعيد التي كان مضمونها أنهم سيلقون بأنفسهم في النيل أو يلقون أولادهم إذا ما حاولت قوات الأمن والجيش مرة أخري فض الاعتصام، ذلك أن المعتصمين يعلمون قبل غيرهم أنه لا يمكن خلق مساكن فوراً، والأمر يتطلب بعض الوقت حتي الفراغ من الإنشاء، كما أن هناك ربما نسبة مساكن جاهزة، ولكنها لا تكفي كل الطلبات، إلي غير ذلك من الأمور التي يجب أن يقدرها المعتصمون، وعلي «أم صابرين» إقناعهم بذلك.