«أم صابرين» متحدثة باسم المعتصمين!
نقلت زميلتنا «مني أبوسكين» صورة حية من أمام مبني الإذاعة والتليفزيون في ماسبيرو للمعتصمين الذين دام اعتصامهم حتي الآن 65 يوماً من أهالي منطقة السلام والنهضة، وهم يهددون بتصعيد اعتصامهم الاحتجاجي بعد أن حاولت قوات الجيش والشرطة فض الاعتصام ولم أكن أعرف أن لهؤلاء المعتصمين أمام مبني ماسبيرو لهذه المدة الطويلة متحدثاً رسمياً باسمهم حتي قراءتي لموضوع الزميلة،
وحديث «أم صابرين» وهي المتحدثة الرسمية للزميلة بأن الاعتصام مستمر لحين تحقيق مطالبهم، وإعطائهم حقهم في سكن آدمي بدلاً من العيش في المخيمات، وبداية فإنني لا أري وجه غرابة في أن يكون المعتصمون قد استقروا علي اسم من يتحدث باسمهم بدلاً من الفوضي التي تصاحب دائماً حديث هذه المجموعات التي لا تنظم من يطالب ومن عليه أن يهدأ حتي يمكن سماع من يتكلم، ومن الانصاف لهؤلاء أن أقرر أن أمثالهم راحوا ضحايا خداع مستمر في مرحلة ما قبل ثورة 25 يناير وهم يعيشون في مخيمات لا آدمية، وكانت الوعود تبذل لهم بأنهم ذاهبون حتماً إلي مساكن يجري تجهيزها لهم، وأن عليهم أن يصبروا علي مهانة العيش في المخيمات حتي يتم الانتهاء من إنشاء المساكن لهم، وقد صبر أهالي النهضة والسلام صبراً طويلاً دون أن تتحقق لهم أحلام حياتهم في سكن آدمي، ولم يكن يمكن لهؤلاء أن يعتصموا لا في هذا المكان الحساس - مبني الإذاعة والتليفزيون - ولا في غيره!، فقد كانت سلطة ما قبل 25 يناير باطشة وظالمة، تسهم دائماً في بقاء الأكاذيب تحذر الناس فلا يفيقون من الوعود المسكنة، حتي إذا نفد صبرهم وضاقوا فغضبوا وزمجروا في مجموعات، كان الردع الشرطي هو الرد الوحيد الذي تدخره السلطة لهم، وهكذا عاشت هذه المجموعات ضحية الكذب والخوف وامتهان حقهم الآدمي!
واليوم أشعر أن ما قصد إليه الأمن مع الجيش بفض الاعتصام الذي طال أمده ممكن، لكن ترك هذا الاعتصام كل هذه المدة - 65 يوماً - لم يكن من الصواب في شيء، وكان يمكن للسلطات ما بعد 25 يناير أن يذهب مفوض عنها للناس وألا يحمل في يده وعوداً ولا في لسانه خطابة، بل كان كل المطلوب