عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وهم عاشه حسام بدراوي!

أكثر البضائع الإعلامية رواجاً هذه الأيام إتاحة الفرصة من أوسع أبوابها لأسماء ورموز من النجوم الزاهرة في عهد الرئيس السابق مبارك، وفي البرامج الحوارية علي شاشات القنوات التليفزيونية الخاصة تسع لكل من يريد أن يعترف!، أو يسجل موقفاً له لم يكن معلناً من قبل وهو منغمس في تبني سياسات العهد السابق ورموزه، وهناك القليل من الشخصيات المحترمة التي عرفت بطهارة اليد والنفس،

ولم تكن في حاجة إلي منفعة من العهد السابق علي أي صعيد، ولكن هذه الشخصيات المحترمة - للأسف الشديد - قد تورطت في اعتقاد - تقديري الشخصي أنه خاطئ تماماً - أنه يمكنها أن تصلح مساء سياسات العهد السابق وتحد من الفساد الذي استشري بين رجاله ليدمغ العهد السابق كله بالفساد، ومن أسف شديد كذلك أن مثل هذه الشخوص النقية لم يمكنها أن تفعل شيئاً مما حلمت به أو اعتقدت أنه يمكنها اعتماداً علي اقتناعها بأنه يمكنها التغيير من داخل النظام، لا من خارجه!، وربما كان هذا نتاج ما لاحظته هذه الشخصيات من أن معارضة النظام من خارجه لن تنتهي إلا إلي عزلة المعارضين، والصدام مع النظام الذي لم يكن يسمح بمناطحته لأحد من معارضيه بالقيام بدوره - حسبما اعتقد - في التغيير!، وقد تابعت الحوار الذي أجراه زميلنا مجدي الجلاد مع الدكتور حسام بدراوي الذي كان له في الأيام والساعات الأخيرة لمبارك ونظامه الدور البارز في محاولة إقناع الرئيس السابق بأن يتبني مطالب الثورة والثوار! أو يتنحي عن السلطة ويتخلص من أبرز رموز وأركان نظامه، وأشهد شخصياً لحسام بدراوي أنه قد حاول جاهداً - عبر لجنة السياسات بحزب الحكومة والنظام السابق - أن يقدم الكثير من التغييرات الفاعلة في مجال التعليم المصري وكان له الكثير من الآراء الصائبة التي تعاكس كثيراً توجهات بعض من رجالات النظام السابق والحزب الحاكم!، ولم يكن حسام بدراوي يتقنع أو

يداري، بل كان يجاهر بما لديه من آراء أظن أنها لم تكن مريحة لكثير من المحيطين برأس النظام، لكن حسام بدراوي استمر فيما اقتنع به، حتي أن واحداً من أصدقائه المقربين لم يستطع أن يثنيه عن عزمه في المضي بعمله السياسي عبر الحزب الحاكم.

وقد كنت أري فيما يفعل من خلال حزب النظام وعلاقته الوثيقة برجاله.. كنت أري فيما يفعله حسام بدراوي مضيعة للوقت مهدرة لطاقاته، ولم أكن أصدق للحظة أن النظام السابق كان بسبيله إلي قبول أو إحداث أي تغيير، فقد قام النظام واستمر علي أسس تبناها رأس النظام وحرص علي تكريسها رجاله، الذين لم يمكنوا صاحب النظام من أن يستمع إلي أحد، فقد استطاعوا أن يستولوا علي أذنه لا يتركونها إلا لآخر منهم أو للنوم، وما كان ممكنا لأي واعظ أن يكون له أي تأثير في بيت ملأه الفساد فهكذا كان النظام، بل كنت أتصور أن علي «الطيبين» من أمثال حسام بدراوي الامتناع عن بذل نصح لنظام أصبحت قاعدته التي يستند إليها في الحكم عريضة بقدر ما وسعت الفسدة وأصحاب المصالح الذين شبعوا انتفاعاً بالرئيس السابق، وقد خاب مسعي الطيبين، كما خاب مسعي المعارضين، لتنفجر الثورة في وجوه الجميع كما قال حسام بدراوي نفسه!