رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سياسة لفوق.. وسياسة لتحت!

المواطنون المصريون هم الغارمون دائماً يدفعون ثمناً باهظاً لكل عارض يلم بهم عظم شأنه أو هان ليمكن احتماله، وليس فى هذا أدنى مبالغة إذا ما ارتبط هذا الرأى بتركيز ر ئيس الجمهورية دائماً منذ تولى منصبه.. وكان يؤكد هذا قبل انتخابه ـ أن مصر لن ينصلح حالها وتصنع تقدمها والخروج من أزماتها الخانقة الا بالاعتماد على أبناء مصر، وقد لاحظت شيئاً لافتاً عندما بدأت ظاهرة انقطاع الكهرباء عن المصريين فى ليلهم ونهارهم كل يوم!، وقالت الحكومة على لسان

مسئوليها عن الكهرباء إن تخفيف أحمال شبكة الكهرباء المصرية المرهقة ما يجعل تخفيف الأحمال ضرورة لابد منها!، وأن على الشعب أن يساعد الحكومة بتخفيض الاستهلاك الكهربائى فى المنازل طبقاً لمتابعته ذلك بواسطة الألوان الثلاثة المختلفة التى تعنى أحوال أحمال الكهرباء مابين الإجهاد الشديد والمتوسط والعادى! وكان معنى ذلك أن يتحمل الشعب تخفيف الأحمال بانقطاع الكهرباء لمدد تتفاوت من ساعة إلى ساعات وفى خضم أزمة الكهرباء لم يتذكر أحد من مسئولى الحكومة ـ وهى الحكومة التى يفترض فيها ولها مسئولية تضامنية ـ أن يعلن للناس أن انقطاع الكهرباء وتخفيف الأحمال يعنى كذلك ألا تتحمل موتورات رفع المياه فى العمارات وغيرها من المبانى الحكومية بما يعنى انقطاع المياه شأنها شأن الكهرباء!، وأصبح الويل ويلين دون أن يصارح مسئولو الكهرباء الناس بما أدى الى هذه الكارثة التى قيل للناس إنها ـ أى الشبكة ـ لن ينصلح حالها قبل مرور أربع سنوات!، وابتلعتها الناس وهى تعنى كارثة زفت إليهم بلا أدنىضجة!، ثم وجد أهل كهرباء مصر «شماعة» اكتشفها رجال الأمن مصادفة!، فقد عثر على أوراق للتنظيم الإرهابى فى مصر تفيد بوجود مخطط لتدمير محطات الكهرباء وأبراج الضغط العالى التى تنتشر فى طول البلاد وعرضها!، فكان اكتشاف بعض عناصر الجماعة الإرهابية وهم يدمرون الخطوط والأبراج تباعاً!، وهنا وجد «أهل كهرباء مصر» أن هذا الاكتشاف يمكن ان يساعد على تهوين كارثة انقطاع الكهرباء عن جميع أنحاء مصر!، وكان أن اتجه المواطنون الى الاستعانة بالكشافات التى شهدت مبالغات فى أثمانها!، ثم وجد بعض المستوردين فى الأزمة غنيمة باستيراد مولدات المنازل من شتى البلاد مهما كانت قدرات هذه المولدات فى تدبير الكهرباء الموازية لكهرباء المنازل

التى أصبحت أجهزتها الكهربائية ضحية الاحتراق المفاجئ!، فأضيفت الى أعباء الناس تكاليف مرهقة للاستعواض والإصلاح!.
ثم كان أن انعقد اجتماع دعا اليه الرئيس السيسى فى صباح أحد الأيام وجاء وزير الكهرباء الى الاجتماع على عجل!، ودون أن يعرف الناس شيئاً عما دار فى اجتماع شأنه الوحيد يخص الناس، إذا برئيس الوزراء يعلن على الناس ـ وكذا وزير الكهرباء أن الكهرباء لن تعود للانقطاع!، وانها سوى تعرف العودة الى انتظام التيار وانضباط الأحمال كسابق عهدها!، ولم تعرف الناس كيف لم يمكن ذلك تدبير الوفاء بما وعد به الناس بعد اجتماع الرئيس فقط بوزير الكهرباء!، لم يقل أحد فى الحكومة كيف كان ذلك الوعد قابلاً للتنفيذ فقط بعد الاجتماع الذى عقده الرئيس!، وإذا بالشعب يوم الخميس الماضى يفاجأ فى الصباح الباكر بتوقف التيار تماماً فى عدد من المحافظات ومنها العاصمة!، وتركت الناس لقدرها الذى لا تعرف أى كارثة طبيعية خارجة عن التوقعات قد ألمت بشبكات الكهرباء حتى انسحاب النهار!، ومر اليوم الذى كانت الناس فرحة فيه بإقبال نسبة كبيرة منهم على شراء سندات الاستثمار فى انشاء الفرع الجديد لقناة السويس، ولم تعلن الحكومة ـ كعادتها ـ عن أسباب وألغاز ـ «يوم خميس الظلام»، الذى شمل مصر، بل أعلنت فقط انها ستقدم تقريرها الى الرئيس بشأن ما حدث!، وراح المتحدث الرسمى باسم الكهرباء يعرض الأسباب الفنية التى لا يفهمها الناس!، والذين عرفوا فقط أن لمصر سياسة لفوق.. وأخرى لتحت.. أى لهم!.